60 قتيلاً في معارك بين الجيش اليمني والقاعدة في جنوب اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عدن: قتل 60 شخصًا الاثنين خلال معارك بين الجيش اليمني وعناصر من تنظيم القاعدة في جنوب اليمن حيث كثف التنظيم هجماته.
ويؤكد هذا التطور على قدرة القاعدة على توسيع نطاق عملها في جنوب اليمن، في حين تواجه الحكومة صعوبات في اعادة تنظيم الجيش وقوات الامن التي لا يزال قسم منها تحت سيطرة المقربين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وهاجم نحو 300 من مقاتلي القاعدة في الصباح ثكنة ياتوف - اللواء 111 على تخوم مدينة لودر بمحافظة ابين جنوب اليمن، والتي تعتبر معقلاً للتنظيم، وحاجزًا عسكريًا في جنوب المدينة.
وافادت مصادر عسكرية وقبلية لوكالة فرانس برس ان الاشتباكات حول لودر اوقعت اربعين قتيلاً في صفوف القاعدة. وقال مسؤولون في المنطقة ان الجثث حملت في عربات شوهدت تغادر الجبهة وتدفن في مناطق قريبة. وفي المقابل، قال مصدر عسكري ان 14 جنديًا قتلوا بينهم ضابط، كما قتل ستة من مقاتلي لجنة المقاومة الشعبية المساندة للجيش.
وكانت المعارك مستمرة في المساء على ثلاثة محاور: في جنوب وشرق وجنوب-شرق لودر، حيث يسعى مقاتلو القاعدة وفق المصدر العسكري الى استعادة السيطرة على المدينة التي تشكل ملاذا طبيعيا لهم نظرا إلى طبيعتها الجبلية، وتحميهم من غارات الطائرات والقصف البحري.
ويسعى التنظيم المتطرف الى السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية التي تشكل منطقة اتصال بين محافظات عدة في جنوب اليمن. وتقع لودر في محافظة ابين التي تسيطر القاعدة على قطاعات واسعة منها منذ نهاية ايار/مايو 2011 والتي تشهد مواجهات دامية مستمرة بين عناصر التنظيم المتطرف والقوات الحكومية التي تحاول استعادة السيطرة على المحافظة، وخصوصًا على عاصمتها زنجبار.
وتتخذ القاعدة في جنوب اليمن اسم "انصار الشريعة" وتسيطر ايضًا على أجزاء من محافظة شبوة المجاورة. وتتبع ثكنة ياتوف العسكرية اللواء 111 مدرع، وتقع في شرق مدينة لودر، وهي مدينة كبيرة تقع على مسافة 150 كيلومتر شمال شرق زنجبار.
واستهدف المسلحون المتطرفون الثكنة العسكرية بالرصاص وتبع ذلك اشتباكات عنيفة بين عناصر القاعدة من جهة والجيش والمقاتلين القبليين الموالي للحكومة من جهة اخرى.
وكان مصدر عسكري اكد لوكالة فرانس برس ان القاعدة تحاصر لودر من ثلاث جهات، مع العلم ان هذه المدينة سبق ان شهدت صيف 2010 حربًا دامية بين مقاتلي القاعدة والجيش اليمني، الا ان الجيش استعاد في نهاية الامر السيطرة على المدينة.
وذكر المصدر لوكالة فرانس برس ان "الهجوم على ثكنة اللواء 111 مدرع هو بغرض السيطرة على مدينة لودر التي تتمتع بموقع استراتيجي بين محافظات شبوة والبيضاء ولحج". الا ان المصدر اعرب عن تفاؤله بقدرة الجيش على منع سيطرة التنظيم على لودر. وقال ان "القبائل تقاتل الى جانب الجيش، وسنصد القاعدة، ونفشل مخططاتها ما دام سكان المدينة (لودر) يقاتلون الى جانبنا".
الى ذلك، افادت مصادر محلية ان "عناصر القاعدة يختبئون في سلسلة جبلية وعرة في شمال وشرق مدينة لودر". وذكرت المصادر ان هناك "رفضا شعبيا كبيرا للقاعدة في لودر" ومن غير المتوقع ان يتمكن التنظيم من السيطرة على المدينة.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، اكد عضو في اللجان القبلية التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية ان "الجيش يدعمنا بالسلاح ولن نسمح لهم بدخول مدينتنا (...) سنقف في وجه القاعدة".
في سياق متصل، اكد مصدر محلي في جعار ان 12 عنصرًا من القاعدة قتلوا مساء امس الاحد في قصف مدفعي نفذه الجيش على منطقتي وادى حسان والمراقد في ضواحي زنجبار، كما دارت اشتباكات بالاسلحة الرشاشة في حي باجدار في المدينة لم يسفر عن ضحايا.
واكد المصدر نفسه لوكالة فرانس برس "وصول العشرات من مقاتلي القاعدة من عزان في شبوة لدعم رفاقهم في زنجبار" مشيرا الى ان بين هؤلاء "خليجيين وخصوصًا سعوديين". واستفادت القاعدة من تشتت السلطة المركزية ومن الاحتجاجات التي شهدها اليمن خلال الاشهر الماضية لتعزيز نفوذها في جنوب وشرق اليمن.
وقد تعهد رئيس اليمن التوافقي عبد ربه منصور هادي المتحدر من ابين، بالقضاء على تنظيم القاعدة. وقتل 24 شخصًا يشتبه في انهم من عناصر القاعدة في غارات جوية نفذت ليل السبت الاحد، وفق وزارة الدفاع اليمنية وزعيم قبلي.
وتستهدف غارات منتظمة منسوبة الى الولايات المتحدة تشنها بصورة خاصة طائرات بدون طيار، عناصر من القاعدة في جنوب اليمن وشرقه، ولو ان واشنطن لا تعترف بتنفيذ مثل هذه العمليات.
من جهة اخرى، افاد مصدر امني ان شرطيا قتل، واصيب آخر الاثنين في هجوم مسلح بمدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن التي تشهد تصاعدا للعنف من قبل تنظيم القاعدة. وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان "مسلحين فتحوا النار على مركبة لقوى الامن في حي المنصورة ما اسفر عن مقتل سائق المركبة واصابة آخر كان على متنها".
واكد شهود عيان لفرانس برس حصول الهجوم مشيرين الى انه تم في وقت مبكر في وسط حي المنصورة، وهو حي في عدن يشهد تصاعدا لوتيرة الهجمات المنسوبة الى تنظيم القاعدة. وكان عنصران من القاعدة قتلا الجمعة في انفجار امام مركز للمخابرات في الحي. وذكرت القاعدة في بيان انهما قتلا بسبب خطأ في جهاز توقيت قنبلة كانا يحاولان زرعها في المكان.