أخبار

في حرب الخشاش طالبان مصممة على حماية مصادر دخلها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تحرص حركة طالبان على تأمين محصول الافيون هذا العام وتأييد المزارعين الذين يعتنون به حتى ان مقاتليها في حملتهم الربيعية جنوبي افغانستان لا يستهدفون المسؤولين الذين يحاولون اتلاف حقول الخشاش فحسب بل والجرارات التي يستخدمونها ايضا.

وقال مسؤولون في حكومة كابول ان حقول الخشاش الرائعة في هذا الوقت من السنة بزهورها الحمراء ، مزروعة بالألغام ايضا نتيجة تعاون المزارعين والمسلحين الذين يعتبرهم المزارعون مدافعين عن مصالحهم الاقتصادية.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن داود احمدي الناطق باسم حاكم ولاية هلمند ان زراعة الخشاش اتسعت هذا العام في هلمند وخاصة في الاماكن التي استحوذ فيها اشخاص على اراض تابعة للدولة وفي اماكن كانت صحراء جرداء في السابق. واضاف ان السبب هو ان طالبان اقنعت المزارعين بزراعة الخشاش ثم وعدتهم بالحماية.

وكان هجوم انتحاري هذا الاسبوع في ولاية هلمند التي لا تعتبر عاصمة زراعة الخشاش الافغانية فحسب بل عاصمة العالم ، مؤشرا الى الصراع الأوسع الذي يجري من اجل السيطرة على المحصول في حزام الافيون جنوبي افغانستان ، كما قال مسؤولون وافغان من سكان المنطقة.

وشارك في الهجوم متعدد المحاور فريق من ثلاثة انتحاريين بملابس شرطة اقتحموا مقر قوات الشرطة في منطقة موسى قلعة مستهدفين قائد الشرطة الذي كان حازما في حملته لاستئصال الخشاش . وقُتل في الهجوم اربعة من عناصر الشرطة وأُصيب القائد بجروح.

وفي سوق المنطقة وضع مسلحون آخرون دراجتين ناريتين مفخختين قرب الجرارات المستخدمة في حملة تدمير الخشاش ، بحسب نعمة الله خان حاكم منطقة موسى قلعة. وانفجرت دراجة مفخخة ثالثة في مكان آخر من السوق متسببة في مقتل ثلاثة من افراد الشرطة.

وتشهد ولاية هلمند حملة تقوم بها الحكومة لاستئصال الخشاش في اطار برنامج شامل هدفه إقناع المزارعين بالتوجه الى زراعة محاصيل بديلة مدعومة من الدولة.

وأصاب البرنامج اوفر حظا من النجاح في وادي نهر هلمند في حين ان منطقة موسى قلعة التي استهدفتها الهجمات الانتحارية بعيدة عن مركز عمل البرامج.

ولاقى البرنامج عداء الكثير من سكان المنطقة الذين يقولون انه حكم عليهم بالفقر بحرمانهم من الدخل الذي كانوا يحققونه من زراعة الخشاش. ولاحظت دراسة اجراها عالم الاجتماع ديفيد مانسفيلد من جامعة تافتس الاميركية ان العائلات التي تزرع الخشاش تتناول اللحوم أكثر من العائلات الأخرى وتستطيع تزويج ابنائها لافتا الى ان حفلات الزفاف تكون باهظة الكلفة في افغانستان حيث يُدعا ويُطعم الأقارب من المناطق المجاورة والنائية على السواء.

وقال تاجر في موسى قلعة لصحيفة نيويورك تايمز طالبا عدم ذكر اسمه ان لا احد يريد ان يرى حقله من الخشاش يتعرض الى التدمير وان المزارع يكون مستعدا للدفاع عن حقله ضد التدمير. واضاف انه إذا كان احد ابناء المزارع يعمل في الحكومة وأراد تدمير حقل والده المزروع بالخشاش فان الأب سيكون سعيدا إذا قتلت طالبان ابنه.

وما يزيد الوضع تعقيدا عبودية مسؤولن محليين لأرباح الافيون. ويقول مزارعون ان اتلاف الحقول يجري بصورة انتقائية بمعنى ان المسؤولين كثيرا ما يغضون الطرف عن حقول الأقارب أو حقول اشخاص يدفعون لهم رشاوى.

وفي موسى قلعة ذاع صيت قائد الشرطة المعروف باسم كوكا فقط بوصفه مقاتلا شديد البأس ضد طالبان. وجعل كوكا تدمير حقول طالبان المزروعة بالخشاش قضيته ولكن هذه التصميم لا يشمل بالضرورة الحقول التي يملكها آخرون ، كأفراد الشرطة التابعين له ، بحسب العديد من السكان المحليين.

وفي حين ان جزء صغيرا من اجمالي ايرادات الافيون يذهب الى طالبان ـ نحو 10 في المئة وفقا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ـ فان هذه النسبة تبقى كبيرة في النهاية إذا علمنا ان قيمة المحصول الاجمالي تزيد على 4 مليارات دولار.

وقال التاجر الذي تحدث لصحيفة نيويورك تايمز ان قائد الشرطة أعد خطة لاتلاف حقول الخشاش العائدة الى قادة طالبان أولا ثم حقول المتعاطفين مع طلبان وان هذا القرار اثار غضب قادة طالبان الذي يعملون بكل الوسائل لتصفيته.

وأكد احمدي الناطق باسم حاكم هلمند ان قائد الشرطة لا يعامل بعض المزارعين معاملة متميزة في ملاحقته عناصر طالبان ولكنه اعترف بأن الحكومة لاحظت مثل هذا الاتجاه في منطقة مرجا وسط هلمند بالسماح لأفراد في الشرطة واعضاء في المجلس المحلي بزراعة الخشاش. وقال ان هذا الوضع تغير منذ اكتشاف هذه الممارسات.

وذهب احمدي الى ان قيادة طالبان التي تحتاج الى المال أوعزت الى عناصرها بزراعة الخشاش. وقال أحمدي "ان مصدر الدخل الوحيد الذي يعتمدون عليه الآن هو الخشاش في افغانستان وخاصة في ولاية هلمند ولهذا السبب يزرعون الالغام في حقول الخشاش وينفذون هجمات مباشرة وينصبون الكمائن لحملة المكافحة واحيانا يشتبكون في معارك مديدة".

وقال احمدي ان المقاومة العنيدة ضد اجتثاث زراعة الافيون تعني ان حصاد الخشاش سيكون وفيرا في هلمند وان الحملة قد تثير تذمرا خطيرا. واضاف انه لا يعتقد ان حملة المكافحة ستدمر كل حقول الخشاش في هلمند معربا عن اعتقاده بأن "كل مَنْ تُدمر حقوله يصبح طالبان".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
No Problem.
Hani Fahs -

There is no problem here. This is not a sin since the money generated from selling hasheesh is used to promote Islam!That is what the idiot sheikhs say.

فريق التواصل الالكتروني -
سعد باسم -

يثبت اعداء الانسانية ، مروجو ثقافة الموت يوماً بعد يوم بأنهم ليسوا سوى مجموعة من العصابات الاجرامية التي تعمل على نشر اجندة سياسية ضيقة قائمة على الخوف و الترهيب و اخر ما ترغب به هو احترام القانون و بسط الامن و الاستقرار فهذا يعني نهايتها. كلنا يذكر حين قام المجتمع الدولي بحث المزارعين الافغان على زراعة محاصيل بديلة عن الافيون و تدر ربحاً اكثر ، كالزعفران مثلاً و كيف ثارت ثائرة حركة طلبان المجرمة و قامت بحرق تلك الحقول و المحاصيل و مهاجمة معامل تعليبه كي لا تكون بديلاً يهدد تجارة المخدرات التي تعيش منها حركة طالبان..