أخبار

مجلس الأمن يدين الانقلاب في غينيا بيساو

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نيويورك: دان مجلس الأمن الجمعة الانقلاب العسكري الذي وقع في غينيا بيساو وطالب باعادة الحكم الى السلطات المدنية.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس التي تتسلم بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الامن ان الدول الـ15 "تدين العمل العسكري في غينيا بيساو، وتطالب بإلحاج باعادة الحكم على الفور الى السلطات المدنية".

ومن المتوقع ان يصدر مجلس الامن في وقت لاحقا بيانا رسميًا بهذا الصدد. وشددت رايس على ان الوضع على الارض "يتحرك بسرعة" مشيرة الى انه لا معلومات محددة حول مكان الرئيس الانتقالي رايموندو بيريرا ورئيس الوزراء كارلوس غوميس جونيور اللذين اعتقلهما الانقلابيون.

وكانت غينيا بيساو شهدت مساء الخميس انقلابا عسكريا ادى الى اعتقال الرئيس بالوكالة رايموندو بيريرا ورئيس الوزراء كارلوس غوميس جونيور في العاصمة التي اصبحت محاصرة من العسكر. وبرر الانقلابيون المتمركزون في مقر قيادة الجيش خطوتهم بمعارضتهم "لاتفاق سري" بين السلطة التنفيذية في البلاد وانغولا.

تأتي هذه التطورات في غينيا بيساو بعد ثلاثة اسابيع من انقلاب مالي. وكانت ترددت شائعات عن حدوث هذا الانقلاب منذ ايام مع اقتراب الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 نيسان/ابريل في هذا البلد الذي يعيش حالة عدم استقرار مزمنة. وقد بدا الانقلاب مساء الخميس بالهجوم على مقر كارلوس غوميس جونيور، الرجل القوي في السلطة التنفيذية والاوفر حظا للفوز في الانتخابات، الذي هوجم منزله بالقذائف في الوقت الذي كان يبسط فيه العسكريون سيطرتهم على الاذاعة الوطنية وعلى المدينة.

وقالت زوجة غوميس لفرانس برس ان "العسكر اعتقلوه الخميس واقتادوه في سيارة بيك ابك انطلقت به الى جهة غير معروفة" وذلك لدى عودتها الى منزل الزوجية لنقل بعض الاغراض. لكن مصدرا عسكريا اكد لفرانس برس ان غوميس جونيور محتجز في قاعدة سان فيسنتي العسكرية القريبة من العاصمة. وتستخدم هذه القاعدة في تدريب الضباط وكانت معقلا لقائد الجيش جوزيه زامورا انيدوتا. وقد شهد الرئيس بيريرا المصير نفسه.

وقال احد حراسه ان "العسكر جاؤوا وطرقوا الباب وكشفوا عن هوياتهم فخرج الرئيس بيريرا ليفتح البوابة فقالوا له انهم اتوا يطلبونه، فلم يبد الرئيس اي مقاومة". وقد القي القبض ايضًا على العديد من المسؤولين السياسيين مساء الخميس واقتيدوا الى مقر القيادة العامة وفقا لمصدر عسكري اشار الى انه يجرى "البحث بنشاط" عن اخرين.

والجمعة عزز الجنود وجودهم في الشوارع وسيروا دوريات راجلة بدلاً من دوريات سيارات البيك اب. وتمركز بعضهم امام وزارتي المالية والعدل ومقر الحزب الافريقي لاستقلال غينيا بيساو والراس الاخضر (الحاكم) في وسط المدينة.

وقال مصدر دبلوماسي لفرانس برس في بيساو ان "العسكر ينتشرون في كل مكان ويمنعون المرور في بعض المحاور. والاذاعات لا تعمل". لكن مراسل لفرانس برس اشار الى ان الاذاعة العامة التي قطع ارسالها منذ الانقلاب استانفت البث بعد ظهر الجمعة، لكنها لا تذيع سوى الموسيقى وبيانات الجيش. في المقابل لا تزال باقي الاذاعات متوقفة عن العمل. ويخضع مقر الرئيس كارلوس غوميس في العاصمة والذي اخترقته قذيفة لحراسة رجال مسلحين.

وصباح الجمعة تجمع نحو مائة متظاهر شاب امام المنزل للتعبير عن "تضامنهم" مع غوميس الا ان الجنود فرقوهم ومنعوا المرور في المنطقة. ولم تشر مصادر في المستشفيات ردا على سؤال لفرانس برس الى وقوع ضحايا حتى الان. وقد خرج الجيش عن صمته واصدر بضعة بيانات تحمل شعار قيادة الجيش وتوقيع "قيادة" بلا اسم او وجه.

واكد اخر هذه البيانات ان "القيادة ليس لديها اي طموحات للسلطة" مضيفا انها "ارغمت على التحرك على هذا النحو دفاعا عن نفسها من المناورات الدبلوماسية لحكومة غينيا بيساو الرامية الى تصفية القوات المسلحة بواسطة قوة خارجية". وقبل ذلك برر الجيش انقلابه منددا بـ"وجود اتفاق عسكري سري" بين السلطة وانغولا.

واكد ان "هذا الاتفاق يهدف الى تشريع وجود قوات اجنبية، هي البعثة العسكرية الانغولية، في غينيا بيساو بهدف حماية الحكومة في حال اندلاع ازمة". وكان اعضاء قيادة الجيش اتهموا أخيرًا الحكومة بالسعي الى الحصول على تدخل انغولي "تحت رعاية الاتحاد الافريقي". والاثنين اعلن وزير خارجية انغولا جورج شيكوتي قرب سحب القوة الموجودة في غينيا بيساو منذ 2011 والتي لم يعلن رسميا عن عدد افرادها وان كانت تضم على الاقل 200 عنصر وفقا لمصادر متطابقة.

وقال مسؤول سياسي لفرانس برس ان "صعوبة هذه المسالة تكمن في ان الانقلابيين لا يكشفون عن وجوههم او طموحاتهم على الاقل حتى الان".
وفي هذا الوقت تزايدت الادانات الدولية للانقلاب. فقد دان رئيس المفوضية الافريقية جان بينغ الجمعة هذا الانقلاب واعتبره "غير مقبول". وشدد في بيان على ان "الاتحاد الافريقي لن يقبل اي سيطرة على الحكم بطرق غير دستورية وتهديد العملية الديموقراطية في غينيا بيساو".

كما حثت الولايات المتحدة "جميع الاطراف على القاء السلاح واعادة القيادة المدنية الشرعية" داعية رعاياها الى توخي الحذر. من جهتها ادانت البرتغال، القوة الاستعمارية السابقة، "بشدة الانقلاب" كما اكد الرئيس انيبال كافاكو سيلفا. ولغينيا بيساو تاريخ حافل بالانقلابات ومحاولات الانقلاب العسكرية واعمال العنف السياسي منذ استقلالها عام 1974. وقد اصبحت في السنوات الاخيرة مركز انطلاق لتهريب الكوكايين بين اميركا الجنوبية واوروبا. ويخيم التوتر على غينيا بيساو منذ ايام وبلغ ذروته في الفترة بين جولتي الانتخابات الرئاسية.

والخميس وقبل ساعات من الانقلاب دعت المعارضة بقيادة الرئيس السابق كومبا يالا الذي يفترض ان يواجه كارلوس غوميس جونيور في الجولة الثانية المقررة في 29 نيسان/ابريل الحالي، الى مقاطعة هذه الانتخابات الرئاسية محذرا من القيام باي حملة.

وكان يالا ندد بـ"عمليات تزوير جماعية" في الجولة الاولى التي جرت في 18 اذار/مارس والتي حصل فيها على 23,26% من الاصوات مقابل 48,97% لغوميس. وكان من المفترض ان تبدا حملة الدورة الثانية الجمعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف