أخبار

لِتفينينكو لفّق مؤامرة لاغتيال ملياردير روسي بقلم مسموم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الكسندر لِتفينينكو على فراش الموت

قبل شهرين أدهش فالتر لِتفينينكو العالم بقوله إن ابنه الكسندر، العميل الروسي المنشق الى بريطانيا قبل مقتله الدرامي في 2006، خائن لبلاده، واعتذر لفلاديمير بوتين عن ذلك. وها هو يقول الآن إن مؤامرة تحدث عنها ابنه عن نيّة الكرملين قتل معارض روسي بارز "مجرد فبركة" من نسج خياله.

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 شهدت لندن حادثة تعود الى ايام الحرب الباردة عندما قُتل المنشق الروسي الكسندر لِتفينينكو مسموما بمادة "البلونيوم 210" المشعة. وكان عميلا لوكالة الاستخبارات السوفياتية "كيه جي بي" والروسية التي خلفتها "اف اس بي".

وفورا وجهت أصابع الاتهام بقتله الى الكرملين بسبب انتقاداته العلنية للرئيس الروسي (وقتها) فلاديمير بوتين ونظامه وفضحه أسرارا خطيرة في أروقة المخابرات الروسية. بل قيل إن بوتين هو الذي أصدر الأمر شخصيا باغتياله.

وأظهرت وثائق كشفت عنها الصحف البريطانية مساء الاثنين أن لِتفينينكو أشاع قبل ثلاثة أعوام من حادثة اغتياله (الشهيرة لأن البلونيوم وُضع في كوب من الشاي تناوله في أحد الفنادق في قلب لندن) أن موسكو أرسلت عميلا الى لندن بمهمة محددة وهي القضاء على اوليغارك روسي معارض عبر وخزه بقلم مسموم.

لكن هذا الادعاء اتخذ له منعطفا دراميا عندما قال والده، فالتر لتفينينكو، وشقيقه الأصغر، مكسيم لِتفينينكو، (اللذان تبرآ منه باعتباره خائنا) إنه فبرك هذا الاتهام الجامح فقط من أجل إقناع السلطات البريطانية بالسماح لصديقه الملياردير بوريس بيريزوفسكي بالبقاء على الأراضي البريطانية ومنحه حق اللجوء السياسي.

بوريس بيريزوفسكي

وقال لِتفينينكو إن العميل الروسي سيغتال بيريزوفسكي قبيل أو بعيد جلسة في محكمة بو ستريت الابتدائية شرق لندن العام 2003 تتعلق بمصير طلبه البقاء. وتقرر، بناء على هذا التحذير، نقل هذه الجلسة الى سجن بيلمارش المحصّن في جنوب العاصمة. وأصدرت المحكمة قرارها بعدالة قضيته ومنح اللجوء فعلا بقرار من وزير الداخلية العمالي وقتها ديفيد بلانكيت.

وركزت الصحف البريطانية على القول إن ما ساقه لتفينينكو لا يعني أن الملياردير الروسي نفسه متورط بأي شكل في هذا الادعاء سواء كان تلفيقا أو حقيقة.

وأخذت شرطة سكوتلانديارد تحذير لتفينينكو على محمل الجد لكنها لم تعثر على أي دليل يقود الى إلقاء الضوء على الأمر. ويذكر أن عملية الاغتيال بقلم مسموم التي تنبأ بها تعيد الى الأذهان عملية درامية قُتل فيها الكاتب البلغاري المنشق جيورجي ماركوف العام 1978 بإبرة مسمومة. واتضح أن عميلا لنظام بلغراد (الشيوعي وقتها) ألحقها بمظلة مطر ووخزه بها في كتفه في إحدى محطات الاتوبيس في أحد شوارع لندن الرئيسة.

يذكر أن والد لتفينينكو، الذي يقيم في قرية ايطالية، كان قد قال في لقاء دامع مع التلفزيون الروسي "تشانيل 1" في فبراير (شباط الماضي إنه يقاسي الفقر والجوع والبرد ويحن الى العودة الى موطنه خاصة وأنه تقدم في العمر (73 عاما) ويريد ان يموت ويدفن في أرضها.

وفي انعطافة مدهشة قدم فالتر لتفينينكو "اعتذارا من القلب" الى فلاديمير بوتين قائلا إنه لو كان يعلم أن ابنه انشق الى الاستخبارات البريطانية لما دافع عنه. وأضاف قوله: "لو أن عملاء الاستخبارات الروسية قتلوه فعلا فهو يستحق هذا لأنه صار في زمرة الخونة"! وقال إنه ألقى باللائمة على موسكو في مقتل ابنه "فقط لأن الغضب أعماني عن الحقيقة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف