علوش: نصرالله أدرى بوجود القاعدة في سوريا بسبب تحالفاته

يعتبر النائب السابق مصطفى علوش أن مقابلة الامين العام لحزب اللهمع جوليان اسانج تحمل بعدًا ودلالات كثيرة من ضمنها عودة الحرب الباردة والتحالف القديم، كما يرى أن نصرالله ادرى بوجود القاعدة في سوريا ومساهمتها في تزكية الصراع، وذلك بسبب تحالفاته.

بيروت: خلال مقابلة مع برنامج "عالم الغد" الذي يقدمه جوليان أسانج على قناة "روسيا اليوم" اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ، أن نظام بشار الأسد هو نظام ممانع ونظام مقاوم، ووقف إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين، مشيرًا الى أن هناك دولاً تقدم المال والسلاح وتشجع على القتال في داخل سوريا، بعضها دول عربية وغير عربية.

كما شدَّد على أن ما ندعو إليه في سوريا هو الحوار وقبول الإصلاحات وتنفيذها، لافتًا النظر إلى أنه "كلنا استمعنا إلى (زعيم تنظيم القاعدة) الدكتور أيمن الظواهري عندما دعا إلى القتال في سوريا. إذًا هناك مقاتلون من تنظيم "القاعدة" وصلوا إلى سوريا وآخرون يلتحقون أيضًا بهم من مختلف البلدان ويريدون أن يحولوا سوريا إلى ساحات قتال".

وقال إنه "في الأساس نحن لا نتدخل في شؤون الدول العربية، وهذه كانت دائماً سياستنا"، وتابع: "نحن منذ بداية الأحداث في سوريا كانت لنا اتصالات دائمة مع القيادة السورية وتحدثنا كأصدقاء ننصح بعضنا بعضًا عن أهمية إجراء إصلاحات". وقال: "أنا شخصيًا وجدت عند الرئيس بشار الأسد استعدادًا كبيرًا للقيام بإصلاحات جذرية ومهمة".

واضاف أن "تجربة الثلاثين سنة من عمر حزب الله تثبت أنه صديق لسوريا وليس عميلاً لها"، كما أشار إلى أن "أولويتنا ما زالت تحرير أرضنا وحمايةلبنان من الخطر الإسرائيلي، لأننا نعتقد أن لبنان ما زال في دائرة تهديد". ونفى ارتباط حزب الله بجماعات المافيا وشركات المخدرات في العالم، موضحًا أن "هذا الأمر ليس في ديننا وشريعتنا وفي أخلاقنا هو من أكبر المحرمات التي نحاربها ونواجهها. هم يقولون أشياء كثيرة لا أساس لها من الصحة وتعتبر في سياق الحرب الإعلامية ضد حزب الله".

وقال: "أنتم تعرفون أنه بعد العام 2000 عندما تمكنت المقاومة في لبنان ـ وحزب الله هو فصيل أساسي في المقاومة ـ من تحرير جنوب لبنان، كان هذا بمثابة المعجزة وأحدث صدمة كبيرة في المجتمع اللبناني".

وفي ما يتعلق بفلسطين، شدّد نصر الله على أن "أرض فلسطين هي ملك للشعب الفلسطيني"، واضاف "أن تقادم الزمن لا يجعل الحق باطلاً، إذا كان البيت ملكاً لك، وأنا قمت باحتلاله بالقوة لا يجعله ملكاً لي بعد خمسين سنة أو مئة سنة في كل الأحوال هذا رأينا الأيديولوجي ورأينا القانوني".

علوش وخطاب نصرالله

في تعليقه على حديث نصرالله يقول النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" إن ظهور نصرالله مع اسانج له دلالات وابعاد كثيرة، تتمثل بأن هناك نوعاً من الحلف الجديد الذي يحاول أن يبنى ليذكر بأيام الحرب الباردة، وقوامه ما يسمى معسكر الممانعة، الذي يضم حزب الله وسوريا وايران بالاضافة الى عقلية الاتحاد السوفياتي، ومحاولة خلق اقطاب جديدة في المنطقة، وقد تكون هذه الرسالة من خلال هذه المحطة للتأكيد على ذلك.

ويضيف علوش:" بالاساس والمبدأ أن النظام السوري على مدى اكثر من اربعين عامًا لم يمارس الممانعة والمقاومة الا بالكلام من خلال المتاجرة بالمواطنين، بغض النظر عن كل ذلك فإن هدف حزب الله هو واحد، أي تحقيق رؤية ولاية الفقيه، وتمديد سلطة ولايته، واعتقد أن الهدف العقائدي لحزب الله يصبح مهددًا لأنه سيكون هناك نوع من كسر الحلقة والتواصل الجغرافي بين اركان ولاية الفقيه. اما من ناحية ثانية، فإن المدى الاستراتيجي ايضًا يصبح صعبًا لتواصله مع القيادة الاساسية لهذا الحزب، وهي ايران".

عن قول نصرالله أن دولاً عربية وغير عربية تقدم المال والسلاح في سوريا يقول علوش:" اعتقد أنه من المنطقي أن يكون ذلك، وأرى أن الدول العربية وغير العربية تأخرت كثيرًا في تقديم المعونة للشعب السوري من مختلف الانواع، وارى بأنه طالما السوري يستخدم آلة الدمار لقتل شعبه، فمن المنطقي أن يدافع الشعب السوري عن نفسه".

عن دور تنظيم القاعدة في التشجيع على القتال في سوريا وما تناوله نصرالله في حديثه، يرى علوش أن نصرالله أدرى، لأن حليفه الاساسي حليف نظامه وحليف ولاية الفقيه، كان دائمًا الارهاب، فهو يعلم إن كانت للقاعدة تدخلات في هذا الموضوع، ونعتبر بأن استمرار نظام الاسد بقتل السوريين، وتشريع سوريا لمختلف انواع التنكيل قد يفتح الباب للكثيرين، ونريد أن نؤكد أن من ادرج التنظيمات ذات الفكر القاعدي، هو النظام السوري على مدى السنوات الماضية، للمتاجرة بها ولتهديد الغرب، وللايحاء بأنه قادر على ضبط ايقاع المنطقة.