زيارة مفتي مصر الى القدس تثير الجدل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: اثارت زيارة مفتي مصر على جمعة الى القدس جدلا في بلد ما تزال فيه مسألة التطبيع مع اسرائيل بالغة الحساسية. ومن المقرر ان يجتمع مجمع البحوث الاسلامية التابع لمؤسسة الازهر الخميس لبحث الموضوع واتخاذ موقف ازاء هذه الزيارة التي انتقدتها جماعة الاخوان المسلمين بشدة واصفة اياها ب "الكارثة" للقضية الفلسطينية.
وكانت مصر اول بلد عربي وقع معاهدة سلام مع اسرائيل في العام 1979 ولكن المثقفين والمصريين عموما لازالوا يعارضون اي تطبيع مع اسرائيل طالما لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم.
وزار المفتي علي جمعة بصحبة الامير الاردني غازي بن محمد الاربعاء لاول مرة المسجد الاقصى في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها في العام 1967. كما قاما بزيارة كنيسة القيامة وبطريركية الروم الارثوذكس في مدينة القدس.
وقال الشيخ علي جمعة الخميس للصحفيين اثر اجتماع للمجمع البحوث الاسلامية بالازهر ان "زيارته للمسجد الاقصى بالامس كانت بصفة شخصية وليست رسمية وبعيدا عن منصبي كمفتى للديار المصرية وعن مجمع البحوث الاسلامية بالازهر الشريف".
واكد انه "لم يحصل على تأشيرة اسرائيلية او اي تاشيرة لزيارة المسجد الاقصى حيث انها تمت بالتنسيق الكامل مع السلطات الاردنية التى اختارت لي الزيارة" واكد انها "كانت مفاجأة بالنسبة لي وفرصة شخصية للصلاة بالمسجد الاقصى لعظيم ثواب تلك الزيارة". من جهته اكد الازهر في بيان اصدره عقب اجتماع مجمع البحوث الاسلامية (اعلى هيئة في مشيخة الازهر) "رفضه زيارة القدس الشريف والمسجد الاقصى تحت الاحتلال الاسرائيلي".
وقال امين مجمع البحوث الاسلامية الشيخ علي عبد الباقي للصحفيين "ان مجمع البحوث أكد رفض الأزهر المطلق لزيارة القدس والمسجد الأقصى فى وضعها الراهن تحت الاحتلال الإسرائيلى" وأن اعضاء المجمع استمعوا إلى "إيضاحات مفتى الجمهورية حول ملابسات زيارته للقدس والظروف التى تمت فيها، وأنها جاءت فى إطار علمى وليست بصفة رسمية".
وكانت صحيفة الاهرام نقلت الخميس عن الشيخ علي جمعة قوله ان "الزيارة تمت تحت الاشراف الكامل للسلطات الاردنية ودون الحصول على تأشيرة او ختم دخول اسرائيلي". ويعتبر الاردن تقليديا مسؤول دينيا عن المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة ويقوم بالاشراف عليهما بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
واضاف المفتي، وفقا للاهرام، ان "الاحتلال الاسرائيلي ينظم رحلات مكثفة لليهود من انحاء العالم لزيارة القدس حتى بدأوا المطالبة بالتوسع على حساب المسجد الاقصى". وتابع ان "اي شخص يزور القدس سيزداد رفضا للظلم والاحتلال ويعود من الزيارة وقد استيقظت القضية في قلبه من جديد". وقال شيخ الازهر احمد الطيب انه لم يستشر قبل اتمام هذه الزيارة وانه فوجئ بها في وسائل الاعلام. ونقلت الاهرام عن الطيب قوله ان "الازهر لم يوافق قط على زيارة القدس تحت الاحتلال".
من جانبه، اعلن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين (اكبر قوة سياسية في البلاد) في بيان "رفضه بشكل قاطع للزيارة مهما كانت المبررات والاسباب" مؤكدا انها "كارثة حقيقية وضربة موجهة للجهاد الوطني الذي نجح في افشال كل محاولات التطبيع طوال السنوات الماضية". ودعا البيان الى "مساءلة" المفتي ب"الشكل الذي لا يسمح بتكرار مثل هذه المواقف من اي شخصية اعتباربة رسمية بما فيه اضرار بالقضية الفلسطينية".
وفي الاردن، التي وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل في العام 1994، قالت وزارة الاوقاف ان الزيارة "تأتي تشجيعا للمسلمين القادرين على الوصول للمسجد الاقصى المبارك للتواصل مع قبلة المسلمين واحد اقدس ثلاثة اماكن في الاسلام" وتأتي تلبية لنداء اخير بهذا الشأن من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي عام 2009 دعا وزير الاوقاف المصري في تلك الفترة محمد حمدي زقزوق المسلمين "الى زيارة القدس والمسجد الاقصى بمئات الالاف سنويا حتى نؤكد للعالم اجمع بان القدس قضية كل المسلمين" ما ادى الى اتهامه ب"التطبيع" مع اسرائيل.
غير ان دعوة زقزوق قوبلت بالرفض في بلد تعارض غالبية سكانه التطبيع مع اسرائيل. وتقيم مصر علاقات سياسية وامنية مع الدولة العبرية ولكن ليست هناك تبادل حقيقي بين البلدين خصوصا في المجال الثقافي.
وجددت الكنيسة القبطية المصرية في 14 نيسان/ابريل قرار منع اتباعها من زيارة القدس بعد وفاة البابا شنودة الثالث، الذي كان اصدر امر المنع، وذلك اثر قيام مئات المسيحيين المصريين بزيارة الاراضي المقدسة هذا العام بمناسبة عيد الفصح.