محكمة تونسية تؤجل الحكم في قضية "نسمة تي في" إلى 3 مايو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تونس: أجلت محكمة تونس الابتدائية إلى الثالث من ايار/مايو القادم النطق بالحكم في قضية نبيل القروي مدير قناة "نسمة تي في" الفضائية المتهم ب"النيل من الشعائر الدينية" بسبب عرض قناته فيلم الرسوم المتحركة الايراني الفرنسي "بيرسيبوليس" الذي يقول إسلاميون إنه يتضمن لقطة "تجسد الذات الإلهية".
ومثل القروي الخميس طوال 7 ساعات أمام المحكمة التي وجهت إليه تهم "النيل من الشعائر الدينية" و"عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة".
وطالب محامو نبيل القروي المحكمة بعدم قبول الدعوى وقالوا إن التهم الموجهة إلى موكلهم ليس لها اي سند تشريعي في القانون التونسي.
وذكروا بان قاعات السينما التونسية عرضت في وقت سابق فيلم "برسيبوليس" الذي تمت دبلجته إلى العامية التونسية بعد ان حصل على ترخيص عرض من وزارة الثقافة.
وقالت أولوفيا غري ممثلة "مراسلون بلا حدود" في تونس لوكالة فرانس برس إنها تتمنى تبرئة القروي من التهم الموجهة إليه.
واشارت الى أن تاريخ الثالث أيار/مايو الذي اختارته المحكمة للنطق بالحكم في هذه القضية يصادف احتفال المجموعة الدولية باليوم العالمي لحرية الصحافة معربة عن أملها في إنهاء القيود على حرية التعبير في تونس.
ووصفت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في بيان أصدرته الخميس الملاحقة القضائية لمدير قناة تلفزيونية بسبب عرض فيلم بأنه أمر "غير مقبول بالمرة".
وتظاهر عشرات من السلفيين الخميس أمام مقر محكمة تونس الابتدائية مطالبين بغلق قناة "نسمة تي في". ودعا بعضهم إلى "إعدام" نبيل القروي من أجل "تطاوله على الذات الالهية".
وردد السلفيون شعارات من قبيل "الشعب يريد إغلاق القناة" ورفعوا الرايات السوداء التي ترمز إلى دولة الخلافة الاسلامية.
وفي الجهة المقابلة لهؤلاء، تجمع عشرات من المتعاطفين مع قناة "نسمة تي في" ورددوا النشيد الرسمي التونسي وشعارات من قبيل "الإعلام (التونسي) حر لا أمريكا لا قطر".
ويتهم الكثير من المعارضين الولايات المتحدة وقطر بدعم حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس.
ونشرت السلطات التونسية الخميس تعزيزات أمنية كبيرة داخل المحكمة وفي محيطها.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2011 عرضت قناة "نسمة تي في" فيلم "برسيبويس" الذي أخرجته الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي والذي يروي طفولة فتاة إيرانية من عائلة متحررة عايشت أجواء الثورة الاسلامية الايرانية التي اندلعت سنة 1979 وأوصلت الإمام الخميني إلى الحكم.
وتسبب عرض الفيلم في أعمال عنف استهدفت القناة وصاحبها.
وفي التاسع من الشهر نفسه حاول متشددون دينيون اقتحام مقر التلفزيون في العاصمة تونس ثم هاجموا بعد خمسة أيام منزل نبيل القروي مستخدمين الزجاجات الحارقة.
كما تظاهر آلاف من التونسيين في عدد من مدن البلاد احتجاجا على عرض هذا الفيلم.
وفتحت النيابة العامة في 9 تشرين الاول/اكتوبر 2011 تحقيقا في عرض الفيلم بعد أن أقام محامون وجمعيات إسلامية دعاوى قضائية ضد نبيل القروي.
وأجلت محكمة تونس الابتدائية النظر في القضية مرتين يومي 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 و23 كانون الثاني/يناير 2012.
و"نسمة تي في" التي تأسست سنة 2007 هي ثاني قناة تلفزيونية خاصة تطلق في تونس.
ويملك الأخوان نبيل وغازي القروي 50 بالمائة من رأسمال القناة بينما يملك رئيس الوزراء الإيطالي السابق سلفيو برلسكوني 25 بالمائة من رأس المال ورجل الأعمال التونسي طارق بن عمار ال25 بالمائة الباقية.