أخبار

مشاكل عديدة تواجه مؤتمر الحوار الإسلامي في المانيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك



توزيع نسخ من القرآن في ألمانيا

ثمة مشاكل عديدة بدأت تواجه مؤتمر "الحوار الإسلامي في المانيا" المنعقد حالياً في برلين، بحضور ممثلين من الحكومة الألمانية وحكومات المقاطعات ، وممثلين من طوائف الجالية المسلمة في المانيا، غير أن أهم ما يعوق التوصل الي نتائج إيجابية بشأن المؤتمر هو تبادل الإتهامات بين أبناء التيار الواحد سواء المتمثل في الجانب الألماني او المتمثل في الجانب الإسلامي بشأن غياب الشفافية والأهتمام بالملف الأمني علي حساب الملف الديني ، هناك ايضاً تساؤل مطروح علي الممثلين من الساحتين ، فالطائفة المسلمة لاترضي عن الذين يختارهم المؤتمر، فغالبا ما يتم اختيارهم من جانب وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فيردريش الذي هو نفسه يتعرض لإتهامات عديدة في هذا الخصوص بانه يسيطر علي المؤتمر من وجهة نظره الأحادية الجانب ، وفي هذا الإطار انتقد "كنعان كولات" ممثل الطائفة التركية في المؤتمر وزير الداخلية وقال انه يستأثر بالمؤتمرات الصحفية وحده طارحا وجهة نظره الأحادية دون أن يأخذ بوجهة نظرنا في الأعتبار .

في سياق متصل وجه عدد من الباحثين الألمان الإنتقاد الي فلسفة عقد هذا المؤتمر بشكل عام ، متهمين القائمين عليه بأنهم يسعون الي التركيز علي الجانب الأمني علي حساب القضايا الأخري ، وفي هذا الصدد تقول يسار ايسون الباحثة في جامعة فرانكفورت بأن المشاركين تنقصهم الشفافية وأن وزارة الداخلية الألمانية تستحوذ علي كل ملفات المؤتمر ، ومن ثم تفرض هيمنتها عليه بشكل غير ديمقراطي.

من جهة اخري جدد" فولكر كودار" رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي انتقاداته المبطنة للمسلمين علي هامش انعقاد المؤتمر وقال: ان تصريحات الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف التي قال فيها ان الاسلام هو جزء من المانيا لايمكن الإعتداد به فالإسلام ليس جزء من التقاليد الألمانية ولا من هويتنا الوطنية ، لهذا السبب لايمكن وصفه بانه يخص هذه البلاد ، وفي تصريحات جديدة اختص بها جريدة ة "جديد باساو" بمناسة إنعقاد المؤتمر قال: ان المانيا هي للمواطنين علي حد سواء بغض النظر عن كونهم مسلمين ام لا ، فالمواطنين المسلمين الألمان الذين يعيشون علي هذه ،لهم كامل الحق في التمتع بكافة الحقوق كمواطنين ألمان، وهم اضافة للمجتمع لايمكن الاعتراض عليها .ولكن المانيا ليست موطن للديانة الاسلامية .

اذن كيف يجري الحوار في ظل هذه التصريحات وهذا التوجه ؟ يري بعض المراقبين ان المؤتمر يسلط الضوء بجانب الأمن علي القضايا الإجتماعية والمستجدات علي الساحة الالمانية التي تهم الألمان وفق الدراسات التي يقوم بها الباحثون الاكادميون مثل تزايد نسبة التطرف بين الشباب المسلم في المانيا.

في مؤتمر هذا العام جاءت قضية السلفيين الذين قاموا بتوزيع القرأن الكريم بالمجان علي بعض المارة في شوارع المدن الألمانية الكبيرة ، لتفرض نفسها بقوة علي جدول اعمال المؤتمر لهذا العام ، وفي هذا السياق يقول وزير الداخلية لألماني منسق المؤتمر" هانز بيتر فيريدرش"اننا نسعي من خلال المؤتمر الي التوصل الي نتيجة واحدة بهذا الشان وهي عدم استغلال الدين في الدعاية، وفي فرض ايدولوجية معينة تستطيع بها الجماعات الوصل الي الحكم، في نفس السياق طالبت وزيرة العدل من الحزب الليبرالي سابينا ليتوسر شرانربرجر رسميا بوضع قضية توزيع المصاحف في المانيا علي طاولة النقاش في المؤتمر والتشديد علي روح الإنفتاح في المجتمع الألماني وتعدد الثقافات فيه خاصة وان ذلك من شأنه ان يعطي اشارة ايجابية عن المجتمع .
يقول كنعان كولات ممثل الجالية التركية المسلمة اننا ليس لدينا مانع من فتح باب النقاش حول هذا الموضوع خاصة وأن توزيع القرأن الكريم لايتعارض مع قوانين الدولة الأساسية ولكنه في حالة ثبوت شك في ذلك او معارضة ذلك لقوانين الدولة او هدم حرية الأفراد، فانه ليس لدينا مانع من فتح باب التحقيق فيه ،لكن فولكر كولر يدحض هذا الرأي ويقول ان ثمة اعتراضات قانونية علي توزيع القران في المانيا يجب الأخذ بها وقال: ان المخاوف من السلفيين تنبع من انهم ربما يأتون من نفس البيئة التي يأتي منه الأرهابيين ، رغم انهم في المانيا يخضعون الي الرقابة الأمنية ، ويضيف أنصافاًا للحق لايمكن الادعاء بأن كل السلفيين ارهابيين .

بدأ انعقاد هذا المؤتمر للمرة الاولي في عام 2006 وهويناقش اوضاع المسلمين في المانيا من ناحية القضايا الإجتماعية كقضية الزواج القسري للفتيات صغيرات السن او تغلغل الجماعات الاسلامية في اوساط الشباب المسلم في المانيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف