أخبار

ساركوزي وهولاند يسعيان لجذب أصوات الجبهة الوطنية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: يكثف الاشتراكي فرنسوا هولاند المرجح فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية والرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي حملتهما لاستقطاب اصوات ناخبي اليمين المتطرف المقدر عددهم ب6,4 ملايين الذين سيحسمون خيارهم في الدورة الثانية.

فبالنسبة لهذين المرشحين الاساسيين فان الاستراتيجية تتباين لكن الهدف واحد وهو بدون مواربة كسب اكبر عدد من اصوات هؤلاء الشبان من غير حملة الشهادات والعمال والموظفين وسكان الارياف القلقين من التهميش الاجتماعي والعولمة والذين صوتوا بكثافة لمرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن (حوالى 18% من الاصوات).

وقال فرنسوا هولاند الذي يستعد لخوض الدورة الثانية من موقع قوة بعد حصوله على 28,6% من الاصوات في الدورة الاولى، الثلاثاء لصحيفة ليبراسيون الثلاثاء "علي ان اقنع ناخبي الجبهة الوطنية".

وما زالت استطلاعات الراي الاولى منذ الاحد تشير الى فوز هولاند في الدورة الثانية. واكد استطلاع اجرته مؤسسة اوبينيون واي يومي الاثنين والثلاثاء، ان فرنسوا هولاند سيفوز في الدورة الثانية النهائية بعد اسبوعين بغالبية 54% من الاصوات، مقابل 46 % لساركوزي.

واشار الاستطلاع الى ان هولاند سيحظى في الدورة الثانية بتجيير 91% من اصوات ناخبي جان لوك ميلانشون (اليسار الراديكالي)، و36% من اصوات فرنسوا بايرو (وسط) و27% من اصوات مارين لوبن (اليمين المتطرف) و19% من اصوات الذين امتنعوا عن التصويت او الذين صوتوا ببطاقة بيضاء ولاغية.

من جهته سيحصل الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي بحسب الاستطلاع على تأييد 2% من ناخبي جان لوك ميلانشون و41% من اصوات فرنسوا بايرو و47% من اصوات مارين لوبن و19% من الذين تغيبوا عن التصويت او صوتوا ببطاقة بيضاء ولاغية.

ويرى المرشح الاشتراكي ان الرهان يتمثل في استمالة الذين خابت امالهم من اليسار ولجأوا الى الجبهة الوطنية بسبب الاحباط الاجتماعي وليس اقتناعا منهم بافكار متطرفة. وقال هولاند في هذا الصدد ان "مسؤوليتي هي ان اتوجه مباشرة الى هؤلاء الناخبين الذين لا ينتمون حكما الى افكار الجبهة الوطنية --بخاصة ما يتعلق بالهجرة- بل يعبرون قبل اي شيء اخر عن غضب اجتماعي".

ولهذه الغاية توجه الثلاثاء الى منطقة اين الريفية في شمال فرنسا حيث احتلت مارين لوبن المرتبة الثانية في الدورة الاولى. وقال "الى هذه الفئات التي تعاني، الى العمال والموظفين والمتقاعدين، وكل الذين يعيشون في قلق (...) الى الشبان، اود ان اقول لجميع الموجودين هنا ان كل ما ساقرره سيكون عادلا وان لديهم الامل".

وفي هذه المنطقة التي فقدت العديد من الوظائف الصناعية في السنوات الاخيرة، دافع هولاند عن مقولة "العمل للجميع" بعد ان زار مصنعا لتجهيز السيارات. وقال من دون ان يسمي الرئيس المنتهية ولايته ان نيكولا ساركوزي الذي يريد ان يجعل من الاول من ايار/مايو عيدا "للعمل الحقيقي"، هو "مرشح البطالة الحقيقي".

ويشدد الحزب الاشتراكي الذي يحرص على تجنب تشويه صورته وعدم اتهامه بانه فاز بفضل اليمين المتطرف، على رغبته فقط في كسب اصوات هذه الفئة من ناخبي مارين لوبن وليس "القسم الاكبر الذين يكنون كرها للاجانب" بحسب تعبير المتحدث باسم الحزب بونوا امون.

ويحرص الحزب في الوقت نفسه على عدم اخافة هؤلاء الناخبين وبدأ يخفف من اهمية احد مواضيع حملة فرنسوا هولاند وهو حق الاجانب في التصويت في الانتخابات البلدية. وفي هذا الصدد قالت المرشحة الاشتراكية السابقة الى الاليزيه سيغولين روايال ان هذا الموضوع "لم يكن مطلقا اولويتنا".

لكن هولاند اكد مجددا الثلاثاء حق التصويت للاجانب في الانتخابات البلدية، وهو الموضوع الذي يرفضه اليمين. وقال المرشح الاشتراكي لصحافيين سألوه عن تصريحات سيغولين روايال في هذا الخصوص ان "كل ما قلته في مشروعي وفي تعهداتي الستين سيتحقق".

واضاف هولاند الذي زار ايضا لون (شمال) "قالت روايال انه ليس اولوية بالمعنى المباشر، اي انه ليس التدبير الاول الذي سنتخذه". ثم اوضح "اعلنت برنامجا لما سافعله في البداية --مثالية الدولة، القوة الشرائية للعائلات، واصلاحات علينا البدء بها على الفور لتصحيح حساباتنا العامة، وصناعاتنا. ومن ثم مراجعة مؤسساتنا، سيأتي ذلك في وقته".

اما بالنسبة الى نيكولا ساركوزي (27,7%) الذي لم ينجح في الوصول الى المرتبة الاولى في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية ليعطي زخما لحملته، فان الرهان يتمثل في جذب "الصغار، الى الذين يفتقدون للحماية، اهل الريف، صغار المتقاعدين" الذين ساهموا في 2007 في فوزه قبل ان ينضموا الى الجبهة الوطنية لانه ينبغي برأيه القيام بمزيد من العمل في مجال الامن والهجرة.

وقال ساركوزي مساء الاثنين اثناء تجمع في تور (وسط) "لقد سمعنا رسالتهم... قالوا لنا انهم لا يريدون حدودا غير مضبوطة" واعدا ب"التزامات واضحة". وخلافا لليسار لم يشأ الرئيس المرشح التمييز بالنسبة الى ناخبي الجبهة الوطنية بين جيد وسيء وقال "يجب احترام اصوات الناخبين ويجب الاستماع اليهم، هذه اصوات الازمة التي تضاعفت من انتخابات الى اخرى، علينا ان نقدم ردا لاصوات الازمة".

واكد "اريد ان اتوجه الى الفرنسيين الذين سئموا. اريد ان اقول لهم اني اكن لهم التقدير. لن اعطي دروسا في الاخلاق، اريد ان اتوجه الى كل الذين يتم الاستخفاف بالمهم، لكل الذين لا يتاح لهم التعبير عن صوتهم".

وشدد اثناء تجمع في لونجومو قرب باريس على وجوب "قطع تعهدات واضحة بما يكفي لكي يعلم الناخبون (في الجبهة الوطنية) اننا فهمنا رسالتهم". وكرر مواضيعه المفضلة انه لا يريد في فرنسا "الختان" و"حجز النساء وراء سجن من النسيج" كما لا يريد "هجرة غير مضبوطة" او تصويت الاجانب في الانتخابات البلدية.

لكن مواقفه المباشرة تقلق بعض الشخصيات لدى الفريق المحافظ الذي بدأ استعدادا للانتخابات التشريعية المرتقبة في حزيران/يونيو المقبل ينأى بنفسه عن هذا التوجه الى اقصى اليمين. وقالت الوزيرة السابقة شانتال جوانو "لا اعتقد ان الرد يكون بالذهاب بافكارنا الى (اقصى) اليمين". واوضحت انها في هذه الحالة ستصوت للمرشح الاشتراكي. ويبدو ان مارين لوبن تنظر بارتياح الى المرشحين الى الدورة الثانية وهما يجهدان لاجتذاب ناخبيها وترى انهما وجهان لعملة واحدة.

ولا يتوقع ان تعطي مارين لوبن تعليمات ملزمة بالتصويت لاي من المرشحين. لكن زعيمة الجبهة الوطنية التي ترغب في كسر اليمين التقليدي لتولي قيادة المعارضة المقبلة، لمحت الى ان ساركوزي هو المرشح الذي يجب اسقاطه.

وقال لوي اليو نائبها لاذاعة فرانس انتر ان "ناخبي الجبهة الوطنية سيختارون، انهم اناس احرار". لكنه اضاف بسخرية متحدثا عن الحزب الحاكم "لكن كيف يمكن ان تتعرض يوما للاهانة وتمنح صوتك في اليوم التالي". ولكي يحظى نيكولا ساركوزي بفرصة للفوز في الدورة الثانية يحتاج برأي المحللين لجذب 70 الى 80% من اصوات الجبهة الوطنية. وحتى الان عبر نصفهم عن استعدادهم للتصويت له.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف