أخبار

وثائق: إدارة ريغان كانت على علم بكذب باكستان بخصوص النووي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: أظهرت وثائق رفعت السرية عنها أن مسؤولين أميركيين خلصوا في الثمانينات إلى أن باكستان تكذب بخصوص برنامجها النووي لكنهم لزموا الصمت بسبب دعم اسلام اباد في مواجهة السوفيات في افغانستان.

والوثائق التي ستنشر الخميس تكشف بعضا من المشاكل التي لم تخرج الى العلن بين الولايات المتحدة وباكستان خلال رئاسة رونالد ريغان، مذكرة بالجدل الحالي في الشراكة الصعبة بين البلدين في "الحرب على الارهاب".

وتشمل الوثائق تقريرا عن مهمة سرية قام بها موفد اميركي في حزيران/يونيو 1982 وواجه رئيس الدولة العسكري محمد ضياء الحق برسالة من ريغان قال فيها ان الولايات المتحدة تملك دليلا "لا لبس فيه" بان باكستان تسعى للحصول على اسلحة نووية.

والموفد الدبلوماسي الاميركي المخضرم والمترجم فيرنون ولترز قال ان ضياء الحق كان "لطيفا بشكل غير عادي ومرتاحا" وشرح ان لا علم لديه بتطوير اسلحة نووية لكنه قال انه سيتحقق من هذا الامر من العاملين لديه.

وكتب ولترز لوزارة الخارجية "اما انه لم يعلم فعلا او قد يكون اكبر كذاب وطني التقيته". والوثائق التي تم الحصول على بعضها بموجب طلبات في اطار ميثاق حرية الاعلام الاميركي ارسلت الى محفوظات الامن الوطني في جامعة جورج تاون التي ارسلتها لوكالة فرانس برس مسبقا.

وقد اختبرت باكستان قنبلة ذرية في 1998 بعد ايام من قيام منافستها الهند بذلك. وحظرت الولايات المتحدة المساعدة لباكستان في التسعينيات بعد رحيل السوفيات من افغانستان وبعدما خلصت الى انها تقوم بتطوير اسلحة نووية.

لكن ريغان استثنى باكستان من قانون يطلب فرض عقوبات يحمل اسم السناتور لاري برسلر رغم ان المذكرات قالت ان المسؤولين كانوا يعرفون بان البلاد تتجه نحو تطوير اسلحة نووية. واظهرت الوثائق ان ادارة ريغان كانت قلقة فعليا ازاء برنامج باكستان النووي خشية ان يؤدي ذلك الى زعزعة الاستقرار وحذرت باستمرار ضياء الحق من ان الكونغرس سيوقف المساعدة.

وقال وزير الخارجية الاميركي انذاك جورج شولتز في مذكرة الى ريغان بتاريخ تشرين الثاني/نوفمبر 1982، "هناك دليل قوي على ان ضياء الحق يخرق التزاماته تجاهنا. نحن واثقون جدا بان استخباراتنا صادقة ودقيقة".

لكن شولتز ذكر ب"الدور الاساسي" الذي لعبه ضياء الحق في افغانستان حيث قام عملاء اميركيون وباكستانيون بتهريب اسلحة الى مسلحين اسلاميين قاتلوا بنجاح الاجتياح السوفياتي.

وكتب شولتز "ان قطع علاقتنا سيطرح على المحك شقا اساسا من السياسة الخارجية التي تعتمدها الادارة الحالية- وهو الدعم القوي لاصدقائنا" معتبرا ان الجهود التي تبذل في افغانستان هي "الدليل الاقوى على الالتزام الاميركي للتصدي لضغوط الجيش السوفياتي في كافة انحاء العالم".

وقالت المذكرات ان الاستخبارات الاميركية رصدت اعتبارا من العام 1982 ان عملاء باكستانيين كانوا يسعون للحصول على مواد مثيرة للشبهات من دول مثل بلجيكا وفنلندا واليابان والسويد وتركيا.

وبعد سنوات تبين ان هذه الجهود يقف وراءها العالم عبد القدير خان مهندس القنبلة النووي الباكستانية. كما هو متهم بادارة سوق سوداء دولية كبرى للمواد النووية. واحدى الوثائق السرية اشارت الى انه من المعتقد ان باكستان كانت تملك ما يكفي لصنع قنبلة نووية واحدة في تشرين الاول/اكتوبر 1985 بمساعدة من الصين.

واقرت المذكرات الاميركية بانه كان من غير المرجح ان تلتزم باكستان بالطلبات الاميركية بخصوص برنامجها النووي في ضوء قلقها بسبب الهند، التي خاضت معها باكستان ثلاث حروب منذ الاستقلال في 1947.

وقالت الوثائق ان الولايات المتحدة كانت تحث ايضا على "ضبط النفس" من جانب الهند التي توترت علاقاتها مع واشنطن خلال الثمانينات. ورغم انتقادها للبرنامج النووي الباكستاني، استأنفت الولايات المتحدة مساعدتها لاسلام اباد البالغة حوالى 20 مليار دولار بعدما قدمت مرة جديدة الدعم في افغانستان اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

لكن العلاقات شهدت ازمات متكررة لا سيما بسبب وجود اسامة بن لادن وناشطين اخرين على الاراضي الباكستانية قبل ان تتم تصفيته في عملية كوماندوس اميركية، وبسبب مخاوف اسلام اباد من عودة العلاقات مع الولايات المتحدة للتوتر مع رحيل القوات الدولية من افغانستان في 2014.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف