الحكم على الرئيس الليبيري السابق رسالة ضد الإفلات من العقاب

دكار: اعتبرت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ان قرار المحكمة الخاصة بسيراليون التي ادانت الخميس الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور بارتكاب جرائم ضد الانسانية يوجه رسالة قوية ضد الافلات من العقاب.

وقال رئيس مكتب منظمة العفو في سيراليون بريما عبد الله شريف في رسالة تلقتها فرانس برس في مكتبها بدكار "لا شك في ان الحكم الذي صدر اليوم يوجه رسالة هامة الى كبار مسؤولي الدولة تقول انك مهما كنت ومهما كان منصبك ستحال على القضاء اذا ارتكبت جرائم".

واضاف انه "يمكن ايضا النظر الى هذا الحكم على انه تذكير الى ليبيريا" بلد تايلور الذي شهد عدة حروب اهلية و"الى المسؤولين عن الجرائم المرتكبة خلال النزاع في ليبيريا لاحالتهم على القضاء".

واعتبرت اليز كيبلر مسؤولة هيومن رايتس ووتش لمسائل القضاءالدولي ان "ادانة تايلور توجه رسالة قوية مفادها ان حتى الذين يتولون اعلى المناصب يمكن محاسبتهم على ما قد يرتكبوه من جرائم خطيرة".
وتابعت كيبلر "انه انتصار لضحايا سيراليون وكل الذين يطالبون بالعدالة عند ارتكاب اشنع التجاوزات".

وادين تشارلز تايلور (64 سنة) الخميس بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في سيراليون بين 1996 و2002 ليصبح بذلك اول رئيس دولة سابق يدينه القضاء الدولي منذ نورنبرغ. وسيصدر الحكم بحقه في الثلاثين من ايار/مايو، وسيمضي عقوبته في احد سجون بريطانيا.

واعتبر مسؤول منظمة العفو في سيراليون بريما عبد الله شريف ان الحكم "ينصف سكان سيراليون بشكل ما" لكن القرارات بحق تايلور "وغيره من الذين ادانتهم المحكمة الخاصة لسيراليون ليست سوى الجزء الظاهر" من القضية.

واكد ان "الاف الاشخاص الذين يشتبه في انهم مسؤولون جنائيا عن ارتكاب جرائم اغتصاب واعمال عنف جنسية وبتر اعضاء ضحايا وتجنيد اطفال في النزاع المسلح في سيراليون، لم يخضعوا ابدا لاي تحقيق ولا ملاحقات".

وشددت اليز كيبلر من هيومن رايتس ووتش على انه "لم يسبق منذ (محكمة) نورنبرغ ان اصدرت محكمة قضائية دولية او محكمة مشتركة حول قضايا جرائم حرب، قرارا بحق رئيس دولة يمارس صلاحياته او رئيس سابق".

ويعتبر حكم المحكمة الخاصة بسيراليون اول حكم يصدر عن القضاء الجنائي الدولي بحق رئيس دولة سابق منذ ذلك الذي صدر في 1946 عن محكمة نورنبرغ العسكرية الدولية بحق كارل دونتز القائد الاعلى للبحرية الالمانية الذي خلف ادولف هتلر في نهاية الحرب العالمية الثانية وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة ارتكاب جرائم حرب.