أخبار

اهالي قرية النبي صمويل الفلسطينية سجناء بين جدران اسرائيلية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

النبي صمويل: يطلق على موقع قرية النبي صمويل الفلسطينية "جبل البهجة" كما سماه الصليبيون، لكن سكانها يعتبرونها قرية منكوبة، فاسرائيل هدمت معظم بيوتها في السبعينات وعزلتها بجدران ومعابر ومنعتهم من الاستفادة من اراضيهم الزراعية.

والنبي صمويل قرية فلسطينية تقع على اعلى قمة ترتفع الى 930 مترا شمال القدس، ولا يتجاوز عدد سكانها 250 نسمة ذلك ان اسرائيل هدمت معظم القرية عام 1970 وصادرت الاف الدونمات التي اعلنتها حديقة قومية اثرية اسرائيلية نظرا لمناظرها الخلابة.

اما بيوت القرية نفسها، فالحقتها اسرائيل بالضفة الغربية بالرغم من ان النبي صمويل كانت ضمن محافظة القدس عند احتلالها عام 1967.

وفي وقت لاحق، حمل السكان الهوية الفلسطينية اما اراضيهم المصادرة فيحق لهم زيارتها ولكن لا يحق لهم زرعها او استثمارها بعد ان انشئت فيها مسارات للمشي ومواقع للنزهة يرتادها الاسرائيليون يوميا.

وقال محمد سالم بركات القائم باعمال رئيس المجلس المحلي لقرية النبي صمويل لوكالة فرانس برس "تفتقر الحياة في القرية لابسط المطالب الانسانية كالعيادة الصحية والمدرسة والتواصل الاجتماعي، ولا يسمح لغير سكان البلدة بالدخول اليها".

واضاف "اذا حصلت حالة طارئة، فقد يموت المريض قبل ان يصل الاسعاف الفلسطيني الذي يحتاج الى تنسيق للدخول الى القرية"، رغم انها تتبع نظريا للضفة الغربية.

واوضح بركات "هدمت اسرائيل بيتنا ونحن نسكن في بيوت عائلة من القرية هاجرت الى الاردن. هدموا اكثر من 80% من البلدة وحفروا تحتها واقاموا مواقع اثرية مكان بيوتنا".

وقال "لقد اطلق الصليبيون على القرية اسم جبل البهجة لكننا قرية منكومة، قرية مهدمة ونحن سجناء فيها".

واوصح "نحن معزولون عن القرى المجاورة، فان حصلت لدينا حالة وفاة، علينا ان نحصل على موافقة الارتباط االعسكري الاسرائيلي للسماح لسكان القرى المجاورة بالحضور لتقديم العزاء. لكنهم يطلبون منا تقديم اسم كل معزي لاصدار تصريح خاص به. لقد اخبرناهم ان العادات لا تجري بهذه الطريقة، لكنهم يصرون على الاسماء".

ويستذكر حالة وفاة قريبة ويقول "لم يحضر احد من جيراننا للتعزية، وتلقينا معظم التعزية عبر الهاتف النقال. في افراحنا ايضا يجب ان نطلب تصاريح للمدعوين قبل وقت كاف، وفي كثير من الاوقات نحصل على رفض امني، ولا نعرف لماذا".

ويعيش سكان القرية على قمة الجبل محاطين بجدار يفصلهم عن اربع قرى فلسطينية. وعلى بعد مئات الامتار من بيوت القرية اقيم مركز للجيش الاسرائيلي ومركز مراقبة وحراسة بتقنية عالية لمراقبة المنطقة بأكملها.

واقتطع موقع مقام النبي صمويل المبني عليه مسجد ومصلى اخر لليهود من مساحة مسجد القرية.

كما وضع مستوطنون كرافان هو عبارة عن مدرسة دينية لحركة شاس المتشددة.

وتبدو القرية مثل خربة صغيرة مثناثرة البيوت، ومدرسة القرية هي عبارة عن مبنى حجري من غرفة واحدة كتب عليها "مدرسة النبي صمويل الاساسية"، وهي مسورة بسياج حديدي.

ويقول بركات "المدرسة هي عبارة عن غرفة واحدة فيها اربعة صفوف معا. بعد ذلك يتنقل التلاميذ الى قرية بير نبالا او الجيب عبر المعابر" الاسرائيلية.

ولفت بركات الى ان حتى سيارة القمامة التي تحضر من القرى المجاورة، لا تدخل الا بتصريح وفي ايام محددة. واشار الى ان "هناك نحو عشرة بيوت مهددة بالهدم كما يمنع احداث اي توسعة في البيوت، ولا يتم منح سكان القرية رخصا للبناء او لزرع شجر جديد. وبسبب عدم توفر اماكن للسكن وعدم منح التراخيص، تعيش اليوم نحو 30 عائلة خارج القرية".

واوضح "ان نحو 1500 من سكان القرية موجودون في الاردن. لقد هاجروا عام 1967 خوفا من الانتقام الاسرائيلي لان معارك ضارية جرت في النبي صمويل وسقط العديد من القتلى بين افراد المنظات اليهودية".

وقال مصطفى كمال عبيد صاحب البقالة الوحيدة في القرية والتي تشكل منزله، "لقد هدموا بيتنا سنة 67 وبقيت هذه الغرفة ولقد حولتها الى بيت وبقالة".

واضاف عبيد "عندما اريد ان اشتري اي بضاعة من مدينة رام الله مهما كانت قليلة علي ان اقوم بالتنسيق مع الادارة الاسرائيلية للحصول على تصريح لادخال البضاعة. وفي بعض الايام بالرغم من التنسيق والتصريح، لا تمر البضاعة ونعيد التنسيق".

ويعتقد اليهود ان في موقع النبي صمويل بقايا رفات النبي صمويل الذي يعتبرونه احد انبيائهم. وحافظ المسلمون على مقام الضريح على مر العصور وهو في المبنى السفلي للمسجد. وفي الموقع بقايا حصن صليبي وكنيسة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف