مصر: معركة "عض أصابع" بين الحكومة والبرلمان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: تفاقمت الأزمة بين الحكومة والبرلمان في مصر إلى حد اعتبرها البعض معركة "عض أصابع"، حيث يخوض كلا الجانبين صراعاً لتأكيد شرعيته، والطعن بشرعية الآخر، في الوقت الذي يكتفي فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية، بدور الوسيط للتقريب بين الجانبين، واحتواء أزمة جديدة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة.
وبلغت الأزمة ذروتها خلال الساعات القليلة الماضية، وبعد قليل من رفض البرلمان، الذي يسيطر عليه الإسلاميون، بيان الحكومة الانتقالية، برئاسة الدكتور الجنزوري، وهو الأمر الذي استند إليه رئيس مجلس الشعب، الدكتور محمد سعد الكتاتني، في مطالبته رئيس الحكومة بتقدم استقالة حكومته طوعاً "احتراماً لرغبة الشعب"، أو يقوم المجلس العسكري "الحاكم" بإقالتها.
وزاد من تفاقم معركة "عض الأصابع" بين الحكومة والبرلمان، ما كشف عنه الكتاتني مؤخراً، عن تهديد الجنزوري بحل مجلس الشعب، عندما لوح بأن "الطعن المقدم لحل البرلمان موجود في أدراج المحكمة الدستورية، ويمكن إخراجه في أي وقت"، وهو ما نفاه رئيس الحكومة تماماً الجمعة، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
وفي تصريحات له الجمعة، قال رئيس مجلس الشعب إن "ما نقلته بعض وسائل الإعلام منسوباً للدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء، عن نفيه بتهديده حل البرلمان، مردود عليه بالفريق سامي عنان، نائب رئيس المجلس العسكري، ورئيس الأركان، الذي كان موجوداً أثناء الحوار"، إلا أنه لم يصدر عن الأخير أي تعليق بشأن ما دار في ذلك الاجتماع.
وأشار الكتاتني، في تصريحاته التي أوردها موقع "حزب الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إلى أن لقاءً ثلاثياً جمعه بالفريق عنان ورئيس الحكومة، منذ أكثر من شهر، "عندما زادت انتقادات النواب بمختلف اتجاهاتهم لأداء الحكومة، ومطالبتهم بحجب الثقة عنها، بسبب فشلها في حل أزمة البوتاجاز والبنزين والسولار."
وأوضح أنه قال وقتها لرئيس الوزراء إن "الإعلان الدستوري، وإن كان خلا من حق البرلمان في سحب الثقة، إلا أن الأعراف البرلمانية، بل ودستور 71، منح البرلمان رفض بيان الحكومة، وعلي الحكومة التي يتم رفض بيانها أن تستقيل، احتراما لرغبة الشعب، وإن لم تفعل هي ذلك فعلي المجلس العسكري أن يقوم بإقالتها استجابة أيضا للشعب واحتراما لبرلمانه المنتخب."
ولفت إلى أن الجنزوري رد بشكل واضح قائلاً: "إن الطعن المقدم لحل البرلمان موجود في أدراج المحكمة الدستورية ويمكن إخراجه في أي وقت"، وهو ما رد عليه رئيس مجلس الشعب قائلاً أنه لا يستطيع أحد حل البرلمان إلا البرلمان نفسه، لأن الإعلان الدستوري عندما لم يمنح البرلمان حق سحب الثقة من الحكومة، لم يمنح المجلس العسكري حق حل البرلمان أيضاً."
إلا أن رئيس مجلس الشعب أشار إلى أنه "إذا صدر بالفعل حكم من المحكمة الدستورية العليا، فإن الجهة الوحيدة التي تستطيع حل البرلمان هو البرلمان نفسه، الذي يمكن أن يناقش الحكم، ويمكن أن ينفذه احتراماً لأحكام القضاء، وحتى لا يكون برلمان الثورة المنتخب، مثل برلمانات الحزب الوطني المزورة، والتي كانت تضرب بأحكام القضاء عرض الحائط."
من جانبه، نفى رئيس الحكومة، خلال لقائه بمجلس إدارة اتحاد عمال مصر، اتهامه من قبل رئيس مجلس الشعب، بتهديده بوجود قرار لدى المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان، وأضاف الجنزوري أن ما أورده الكتاتني بهذا الشأن "كلام لا يقبله أي منطق أو عقل"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن النائب مصطفى بكري، والذي كان حاضراً في لقاء رئيس الوزراء مع القيادات العمالية.
التعليقات
فخ الإخوان المسلمين
Rural_Man -ما مرّ زمن أو عصر من عمر الشعوب العربية بلا محن وحروب وكوارث ، غير أنّ القرن الواحد والعشرين الذي نعيشه الأن ، قد تميز على كل الأزمنة والعصور الماضية ، إذ شهد ( وربما سيشهد في المستقبل ) , شهد خمس انتفاضات شعبية (إن جاز لنا التعبير ) , في تونس , يمن, مصر, ليبيا, فـ سوريا ومع انتهاء كل إنتفاضة شعبية نجد وقوع قادة الثورة في الشرك والفخ الذي نصبه لهم الإخوان المسلمين وهو الاختلاف بين منطق الثورة ومنطق الدولة فتسبب ذلك في الصدام بين قادة الثورة وشبابها والسلطة القائمة على إدارة شؤون البلاد , فالتدخل في شؤون الثورة كان لا بد من أن ينتج عنه الصدامات السياسية والعسكرية نتيجة تلك التناقضات وأبرزها ما جرى في الساحة المصرية ، والساحة التونسية. فعلى سبيل المثال إن ما قام به الاخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية من إجراءات وتعديلات في قانون الإنتخابات ( مجلس شعب / رئاسية ) بذلك يكونوا قد سلكوا نفس الطريق الذى سلكه الحزب الوطني الحاكم في عصر الرئيس محمد حسني مبارك , وسبب ذلك طمعهم فى الوصول الى كرسي الحكم ورغبتهم المجنونة في تحقيق أجنداتهم على أرض الواقع . إن صناع القرار في واشنطن لم تكن لديهم القناعة الكاملة على النتائج التي حققتها بعض الأنظمة العربية وبالتالي رأت انه لا مفر ولا بد من اسقاط تلك الأنظمة واستبدالها بأنظمة وحلفاء جدد ، وبهذا كانت صفقة الإخوان المسلمين وأمريكا من اجل تحقيق الأهداف الأمريكية - الإسرائيلية . والتي يمكننا تلخيصها ( اعتراف أمريكي بالاخوان المسلمين مقابل إقامة دولة شبه دينية منسلخة كلياً عن القومية العربية ).لعل تصريحات الزعيم السلفي يسري حماد بالتطبيع واستمرار معاهدة « كامب ديفيد » مع إسرائيل تأتي في هذا الإطار.أما في تونس حيث حزب النهضة الإسلامي الفائز بالإنتخابات بزعامة الغنوشي، فقد تبرأ الغنوشي أثناء زيارته الى مركز سياسات الشرق الأدنى في واشنطن » معقل قوى اليمين والتطرف » من مواقفه السابقة بدعم قوى المقاومة بما فيها الإسلامية منها، وشدد على أن الدستور التونسي الجديد لا يتضمن أي عداء للصهيونية. ونفس الشيء حذا حذوه الشيخ مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، والذي أعلن عن نيته إلغاء أية تشريعات تتعارض والشريعة الإسلامية، ويسعى الى تطبيع علاقاته مع امريكا والغرب من خلال فتح سفارة لإسرائيل في ل
فخ الإخوان المسلمين
Rural_Man -ما مرّ زمن أو عصر من عمر الشعوب العربية بلا محن وحروب وكوارث ، غير أنّ القرن الواحد والعشرين الذي نعيشه الأن ، قد تميز على كل الأزمنة والعصور الماضية ، إذ شهد ( وربما سيشهد في المستقبل ) , شهد خمس انتفاضات شعبية (إن جاز لنا التعبير ) , في تونس , يمن, مصر, ليبيا, فـ سوريا ومع انتهاء كل إنتفاضة شعبية نجد وقوع قادة الثورة في الشرك والفخ الذي نصبه لهم الإخوان المسلمين وهو الاختلاف بين منطق الثورة ومنطق الدولة فتسبب ذلك في الصدام بين قادة الثورة وشبابها والسلطة القائمة على إدارة شؤون البلاد , فالتدخل في شؤون الثورة كان لا بد من أن ينتج عنه الصدامات السياسية والعسكرية نتيجة تلك التناقضات وأبرزها ما جرى في الساحة المصرية ، والساحة التونسية. فعلى سبيل المثال إن ما قام به الاخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية من إجراءات وتعديلات في قانون الإنتخابات ( مجلس شعب / رئاسية ) بذلك يكونوا قد سلكوا نفس الطريق الذى سلكه الحزب الوطني الحاكم في عصر الرئيس محمد حسني مبارك , وسبب ذلك طمعهم فى الوصول الى كرسي الحكم ورغبتهم المجنونة في تحقيق أجنداتهم على أرض الواقع . إن صناع القرار في واشنطن لم تكن لديهم القناعة الكاملة على النتائج التي حققتها بعض الأنظمة العربية وبالتالي رأت انه لا مفر ولا بد من اسقاط تلك الأنظمة واستبدالها بأنظمة وحلفاء جدد ، وبهذا كانت صفقة الإخوان المسلمين وأمريكا من اجل تحقيق الأهداف الأمريكية - الإسرائيلية . والتي يمكننا تلخيصها ( اعتراف أمريكي بالاخوان المسلمين مقابل إقامة دولة شبه دينية منسلخة كلياً عن القومية العربية ).لعل تصريحات الزعيم السلفي يسري حماد بالتطبيع واستمرار معاهدة « كامب ديفيد » مع إسرائيل تأتي في هذا الإطار.أما في تونس حيث حزب النهضة الإسلامي الفائز بالإنتخابات بزعامة الغنوشي، فقد تبرأ الغنوشي أثناء زيارته الى مركز سياسات الشرق الأدنى في واشنطن » معقل قوى اليمين والتطرف » من مواقفه السابقة بدعم قوى المقاومة بما فيها الإسلامية منها، وشدد على أن الدستور التونسي الجديد لا يتضمن أي عداء للصهيونية. ونفس الشيء حذا حذوه الشيخ مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، والذي أعلن عن نيته إلغاء أية تشريعات تتعارض والشريعة الإسلامية، ويسعى الى تطبيع علاقاته مع امريكا والغرب من خلال فتح سفارة لإسرائيل في ل