أخبار

الخلايا الإرهابية في المغرب تتحول إلى العمل المنفرد هربًا من الأمن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وقفت الأجهزة الأمنية المغربية المكلفة بمكافحة الإرهاب، أخيرًا، على معطى جديد يتمثل في تطور تركيبة وأسلوب عمل التنظيمات المتطرفة المفترضة، التي تحولت من "المجموعات المتكتلة" إلى "الخلايا المنفردة".

بدأ الأمن في المغرب يتعامل مععمل التنظيمات المتطرفة المفترضة منذ تفجير مقهى "أركانة" في مدينة مراكش، الذي أسفر عن مقتل عدد من السيّاح الأجانب، قبل أن يثير انتباهه نشر رسالة تحت عنوان "الذئب المنفرد في المغرب الأقصى"، في المنتديات والمواقع الجهادية عبر الإنترنت، التي قادت إلى تفكيك 3 خلايا مفترضة، منها واحدة اتهم (م.ع) بتزعمها.

وروجت الرسالة لأسلوب جديد في العمليات الإرهابية يعتمد على العمل الفردي، الذي يستنبط أدواته من الشبكة العنكبوتية، التي كانت وراء إسقاط، قبل أسابيع، مشتبه فيهم آخرين، تبين أنهم تلاميذ يدرسون في ضواحي مدينة مكناس.

وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الكشف عن تورط تلاميذ في مخطط إرهابي، أشار بلاغ لوزارة الداخلية إلى أنه "يستهدف التخريب وإضرام النار في مقرات أمنية وإدارية وبنوك". وجاء في البلاغ ذاته أنه "من أجل ضمان نجاح عملياتهم التخريبية، خططوا لقطع التيار الكهربائي عن مناطق تواجد المقرات المستهدفة".

وعلمت "إيلاف" من مصدر موثوق أن أكبر الموقوفين الثلاثة يبلغ من العمر 17 سنة، ويدعى (ح.ط)، مؤكدًا أن المتهم أوقف في منزله، واتهم بأنه كان يتردد على مواقع جهادية.

وفي هذا الإطار، قال سعيد لكحل، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن "من عادة التنظيمات المتطرفة استقطاب صغار السن، وضعاف النفوس، وفارغي العقول حتى تتمكن من السيطرة على تفكيرهم وممارسة الوصاية الفكرية والعقدية عليهم"، مشيرًا إلى أن "التنظيمات الإرهابية في المغرب عرفت استقطاب أعداد كبيرة من صغار السن، بينهم فتاتان توأمان".

وأضاف سعيد لكحل، في تصريح لـ "إيلاف"، "للمرة الأولىيلاحظ تورط تلاميذ في التخطيط للعمليات الإرهابية ضمن الخلية الأخيرة التي فككتها الأجهزة الأمنية في أكوراي نواحي مكناس"، مبرزًا أن "هذا يعد مؤشرًا خطيرًا على مدى التأثير الخطير الذي بات يلعبه الإنترنت في نشر ثقافة الغلو، والتطرف، واستقطاب الضحايا وتحويلهم إلى قنابل بشرية، وإرهابيين يزرعون الرعب والموت بين المواطنين".

فالمفروض في فئة التلاميذ، يشرح الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية، أن "يكون لها طموح في النجاح والارتقاء الاجتماعي والتحصيل الدراسي. لكن شبكة الإنترنت سهلت عملية اختراق المنازل والتأثير على عقول الصغار حتى وهم خلف الأبواب".

وأوضح أن "الأمر لم يتعلق بشيوخ معينين يمكن رصد تحركاتهم ومعرفة علاقاتهم، بل بات كل شيء يتم في الخفاء حتى عن أعين الآباء الذين هم المسؤولون الأوائل عن مراقبة الأبناء. لذا على الأجهزة الأمنية أن تضاعف جهودها وتطور أساليبها حتى تتمكن من رصد الخلايا الإرهابية الإلكترونية".

من جهته، قال عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين: "مضت سنة الآن على مقتل أسامة بن لادن، الذي كان النقطة المحورية في تنظيم القاعدة"، مبرزًا أن "مقتله خلق نوعاً من التصدع في التنظيم، الذي انعكس على جميع المجموعات الموالية، أو المساندة، أو المتعاطفة مع القاعدة".

وأضاف عبد الرحيم مهتاد، في تصريح لـ "إيلاف"، "في المستقبل لن تصبح هناك مجموعات متكتلة هي التي يجري اعتقالها ومحاكمتها، بل قد يوجد الأمن أمام مراحل أخيرة ستصبح فيها الخلايا تتكون من فرد"، مشيرًا إلى أن "الآفة الوحيدة بالنسبة لهؤلاء هي استعمال الإنترنت اعتقادًا منهم بأنه ليس تحت المراقبة".

وأوضح مهتاد أن "هناك نقطة أخرى وراء اعتقال هؤلاء الأشخاص وهي تحويل الأموال عبر شبكات تحويل الأموال"، مؤكدًا أن "ما نراه ونعيشه اليوم ليس مستغربًا، وإنما هو تطور طبيعي لهؤلاء الذين يرتبطون بأسامة بن لادن كشخص، والقاعدة كتنظيم، أو حتى المتعاطفين مع القاعدة كفكر وعقيدة".

يشار إلى أنه، منذ سنة 2003 إلى غاية اليوم، تمكن المغرب من تفكيك حوالي 70 خلية إرهابية، نسبة مهمة منها اتهمت بتجنيد مقاتلين وإرسالهم إلى بؤر التوتر كالعراق، وأفغانستان، والصومال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعدلوا تأمنوا
عوض -

الرد غير مفهوم

ليش مش مفهوم ؟؟؟؟؟؟
عوض -

الحلول الامنية فاشلة ولا حل الا بالعدالة الاجتماعية ومادام هناك قهر وظلم وبطالة وانسداد افق وامل فذلك وقود ما يسمى بالارهاب

اعدلوا تأمنوا
عوض -

الرد غير مفهوم

ارهاب تحت السيطرة
غسان -

يجب ان نلاحظ شيئا ان الانظمة المستبدة والقمعية تحافظ على قدر من التطرف والارهاب المضبوط والمتحكم فيه لاغراضها ولاشغال الامة والرأي العام به وان هذه التنظيمات مخترقة امنيا لهذا الغرض وتستخدم عند الحاجة اليها لصرف انتباه الرأي العام عن قضايا اهم

ارهاب تحت السيطرة
غسان -

يجب ان نلاحظ شيئا ان الانظمة المستبدة والقمعية تحافظ على قدر من التطرف والارهاب المضبوط والمتحكم فيه لاغراضها ولاشغال الامة والرأي العام به وان هذه التنظيمات مخترقة امنيا لهذا الغرض وتستخدم عند الحاجة اليها لصرف انتباه الرأي العام عن قضايا اهم

ياسلام
درش -

اغلب ممن يوصفون بالباحثين في شئوون الجماعات الاسلامية ماركسيون سابقون من النوعية الرديئة ومباحث امن دولة !!!

عمالة التلاميذ
بدر -

لا أدري لما لا يوصف التلاميذ الذين يعملون لإعالة أنفسهم ومساعدة عائلاتهم في الأعباء المتزايدة التي تثقل كاهل الأسر المتوسطة فما بالك بالفقيرة بأولاد الحلال، فأبناء الأمهات العازبات على حد علمي هم من يتورط في الجرائم!

عمالة التلاميذ
بدر -

لا أدري لما لا يوصف التلاميذ الذين يعملون لإعالة أنفسهم ومساعدة عائلاتهم في الأعباء المتزايدة التي تثقل كاهل الأسر المتوسطة فما بالك بالفقيرة بأولاد الحلال، فأبناء الأمهات العازبات على حد علمي هم من يتورط في الجرائم!

السلام عليكم
داء و دواء -

السياسة المنتهجة من قبيل المقرّرات الدراسية الفارغة من مضمون مغذي لعقول التلاميذ، مع وجبات الإعلام الرذيء، إضافة إلى غياب توجيه قويم من طرف الوالدين اللذين فقدوا السيطرة على ما يتلقاه أبناءهم من سموم فكرية، و جهل الآباء و الأبناء على حد سواء بمادئ الدين، زيادة على انسداد الآفاق الواعدة و الرّاجع للفساد المستشري في كل أعضاء الجسد الإجتماعي لا أقول المغربي فحسب بل العربي ككل، تراكم هذا الكم الهائل من المعطيات إضافة إلى أشياء أخرى لا يتسع المجال لذكرها الآن؛ كل هذا يسبب الكثير من الأمراض الفكرية، فالعقاب ينبغي أن يطال كل من تسبب في هذا الواقع المرير و حطم مستقبل هؤلاء الأشبال و ليس إلقاء اللوم على الشبكة العنكبوتية وحدها أوعلى الآباء وحدهم ... إذا عُرف الداء وأسبابه سَهُل اختيار الدواء الناجع .. هذا طبعا إذا كان المراد هو الشفاء ......

السلام عليكم
داء و دواء -

السياسة المنتهجة من قبيل المقرّرات الدراسية الفارغة من مضمون مغذي لعقول التلاميذ، مع وجبات الإعلام الرذيء، إضافة إلى غياب توجيه قويم من طرف الوالدين اللذين فقدوا السيطرة على ما يتلقاه أبناءهم من سموم فكرية، و جهل الآباء و الأبناء على حد سواء بمادئ الدين، زيادة على انسداد الآفاق الواعدة و الرّاجع للفساد المستشري في كل أعضاء الجسد الإجتماعي لا أقول المغربي فحسب بل العربي ككل، تراكم هذا الكم الهائل من المعطيات إضافة إلى أشياء أخرى لا يتسع المجال لذكرها الآن؛ كل هذا يسبب الكثير من الأمراض الفكرية، فالعقاب ينبغي أن يطال كل من تسبب في هذا الواقع المرير و حطم مستقبل هؤلاء الأشبال و ليس إلقاء اللوم على الشبكة العنكبوتية وحدها أوعلى الآباء وحدهم ... إذا عُرف الداء وأسبابه سَهُل اختيار الدواء الناجع .. هذا طبعا إذا كان المراد هو الشفاء ......