المصري والسعودي... "إيد واحدة" على فايسبوك أيضاً

أنشأ نشطاء مصريون وسعوديون صفحات مختلفة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" تؤكد عمق العلاقة بين الشعبين وتبرز بعض الصفحات التعاون الاقتصادي والتجاري الكبير بين البلدين.

رغم ما يبدو للكثيرين أن هناك خلافات عميقة بين مصر والسعودية، كانت قضية المحامي أحمد الجيزاوي سبباً في تفجيرها، إلا أن الواقع يؤكد حرص شعبي البلدين على تجاوز الخلافات، ومحاولة التقريب بين وجهات النظر، وكان هذا التوجه واضحاً في مواقع التواصل الإجتماعي مثل فايسبوك وتويتر، حيث أطلق مصريون وسعوديون صفحات من أجل الحفاظ على روح المحبة والأخوة.

ورفع الجميع شعار "مصر والسعودية.. علاقات قدرية"، و"مصر والسعودية.. إيد واحدة"، على غرار الهتاف الشهير الذي ردده المصريون أثناء ثورة 25 يناير "الجيش والشعب إيد واحدة".

علاقات تجارية متينة
كانت البداية عندما دشّن مصريون صفحة على فايسبوك بعنوان"هذا رد عمليلكل من يتطاول على المملكة ـ بلا وعي ـ ويقول إنها لا تريد الخير لمصر"، ونشرت الصفحة العديد من تقارير منسوبة إلى وزارة الصناعة والتجارة المصرية تتحدث عن حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر.

وذكرت أن حجم التبادل زاد خلال الربع الأول من 2012، بنسبة 50%، مقارنة بالفترة نفسها من 2011، حيث ارتفع من نحو 3.3 مليارات دولار في عام 2010 إلى نحو 4.75 مليارات دولار بنهاية عام 2011 بنسبة زيادة تصل إلى 44%، مع توقعات بأن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين حاجز 5 مليارات دولار مع نهاية 2012.

ووصل عدد المشاريع التي تستثمر فيها شركات سعودية في مصر إلى نحو 2355 شركة ومشروع، بينما يبلغ حجم الاستثمارات المشتركة 1.5 مليار دولار.

وأوردت الصفحة كذلك تصريحاً منسوباً إلى رئيس منطقة التجارة الخارجية في وزارة الصناعة والتجارة في مصر، الدكتور حسين عمران، قال فيه إن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2012، ليسجل نحو 1.21 مليار دولار، مقابل 800 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2011، وذلك بارتفاع بلغت نسبته 50%.

وأشارت إلى أن المصريين في المقابل هم أكثر الشعوب الإسلامية التي تقصد المملكة من أجل الحج والعمرة، بنفقات تبلغ 3 مليارات جنيه سنوياً، وهناك نحو 2 مليون مصري يعملون في السعودية، وينقلون خبراتهم في مجالات عدة إلى السعوديين.

وأشادت الصفحة بمواقف السعودية في دعم القضايا العربية والإسلامية، وموقف الملك فيصل من حرب أكتوبر 1973، بعدما قرر قطع البترول عن الدول التي تساند إسرائيل في حربها ضد مصر، ونشروا مقولته الشهيرة "إن البترول ليس أغلى من الدم العربي".

مصري أثر في حياتي
وفي محاولة للتقريب بين الشعبين أكثر، والتأكيد على عمق العلاقات بينهما، أطلق سعوديون العديد من الصفحات على موقعي فايسبوك وتويتر تحمل اسم"مصري أثر في حياتي"، وتصدرتها صورة للعلمين المصري والسعودي، وحفلت الصفحة بالكثير من التعليقات المهمة منها: "أنا سعودي وبحب بلدي الثاني مصر.. في الصغر كان لدينا جيران محترمون من مصر.. وفي الدراسة المتوسطة والثانوية والجامعية درست من بعض المعلمين الأفاضل من الأخوة الاشقاء المصريين.. وفي مجال عملي لديّ العلاقات الحسنة بين مجموعة من الأطباء من الأخوة المصريين.. أيضًا أجريت عملية لتصحيح النظر في بلدي الثاني مصر.. وشكرًا يا شعب مصر.... والله يهدي الظالم"، " الشيخ محمود المصري جزاه الله عنا خير الجزاء .. مصري أثر في حياتي"، "الشيخ عمرو خالد.. مصري أثر في حياتي"، "مصري أثر في حياتي الزميل والمهندس سعد مصطفى عنان كان مثلاً للصدق والرجولة والشهامة".

إضافة إلى "الأستاذ أحمد سعد مدرس القرآن الكريم في المرحلة الإبتدائية 1989.. كان يقطع الكثير من وقته لتعليمنا القرآن والتجويد"، "وعمري تسع سنوات، تأثرت بموقف عامل مصري بمزرعتنا.. بكى لما توفيت جدتي، ولما تساءلت: أين مصر؟ قال سؤال أكبر مني". شيـــــر من فضلكم، نريد ان نصل الى اكبر عدد ممكن من البلدين".

هل تعلم أن توسعة الحرمين الشريفين قام بتصميمها المهندس المصري محمد كمال اسماعيل، وقد أوكلت إليه مباشرة من الملك فهد - رحمه الله - بعدما اطلع على المجلدات التي ألفها المهندس محمد كمال اسماعيل تحت عنوان (موسوعة مساجد مصر)، وهل تعلم أن تلك التوسعة كانت اكبر توسعة في تاريخ الحرم على الاطلاق، و تعتبر إعجازاً معمارياً تاريخياً بكل المقاييس، وأن التصاميم في تفاصيلها تحمل عبقرية لم يسبق لها مثيل في مجال الهندسة المعمارية"، " ثوّار مصر.. ستظل ثورتهم ملهمة لكل الشعوب المضطهدة، عشنا معهم ثورتهم لحظة بلحظة بين دعاء وتشجيع، وخوف وبكاء وفرح"، "أنا أثر فيّ رجل مصري معلم للقرآن.. تعرفنا إليه هو وأسرته ونحبهم كثيرا وتربطنا بهم علاقة وثيقة.. يعيش في السعودية من حوالى 18 سنة، ولما حصل على فرصة عمل في دبي براتب ضخم وسكن فرفض، وقال لا أعيش إلا في السعودية وأموت فيها.. يقول حتى لو اموت أدفنوني في السعودية.. أثر فيّ هذا الموقف كثيراً.. الله يحفظه لعياله ويحفظ مصر الكنانة الحبيبة ولن يفرقنا بإذن الله أحد أبدا".

سعودي أثر في حياتي
ورد بعض المصريين بتدشين صفحات أخرى بعنوان "سعودي أثر في حياتي"، وشملت العديد من التعليقات منها: "أنا مصرية أثرفي الدكتور أحمد الشقيري والشيخ العريفي"، "ومن في مصر والعالم كله لم يؤثر فيه نبي الرحمة ومحمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه وآله الكرام"، "تأثرت كثيراً بالملك فيصل رحمة الله، كان حاكم عادل بحق، وأعلى كلمة الحق"، " كم احترم السعوديين وأكنّ لهم كل حب واحترام والله ما عاشرت اخوان ولا اصدقاء خير منهم".

مصري وسعودي إيد واحدة
فيما أطلق فريق ثالث صفحات بعنوان "أنا مصري والسعودي أثر في حياتي..وأنا سعودي والمصري أثر في حياتي"، وتصدرتها صورة يدين تصافحان بعضهما البعض وعلى إحداهما العلم المصري، بينما الأخرى العلم السعودي، وضمت مجموعة من التعليقات منها:

"المصريون والسعوديون شركاء في الدم والنسب منذ عهد سيدنا أسماعيل أبو العرب، حيث إن أمه هاجر مصرية، ثم الفتح الاسلامي لمصر وانصهار وامتزاج عرب الجزيرة مع اقباط مصر الذين اسلموا، واصبحوا مؤمنين بالاسلام، وصولا إلى عصرنا الحديث، حين سالت الدماء السعودية مع الدماء المصرية على سيناء عام 1973 وما زالت وستظل الى أن يشاء الله.. السعودية ومصر وجهان لعملة واحدة وهما جناحا الأمة العربية والاسلامية.. وفتشوا عن دور ايران في هذه القضية، فهي صاحبة المصلحة الاولى في اي فتور في علاقة مصر بالسعودية"، "أدام الله العلاقات بين المصريين والسعوديين كحكام وشعوب هما في رباط الى الأبد إن شاء الله"، "رب ضارة نافعة، فهذه الازمة الطارئة بإذن الله..أدت إلى تماسك أكثر وأظهرت المشاعر الطيبة ومدى الترابط الالهي بين شعبي البلدين.. فنحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. وللحاقدين والمتأمرين والمتسببين بهذه المشكلة، رغم انكم لاتستحقون حتى الاشارة اليكم، ولكن شكرًا فقد اسهمتم في مضاعفة الحب والتماسك بين افراد شعب المملكة والشعب المصري"، "السعودية ومصر إيد واحدة"، "أي عربي يجد في نفسه أثراً من مصر وأهلها"، "rlm;تبغون الصدق، والله إنهم مؤثرون، مكتباتنا مليئة من التراث العربي، ومَن حقّقه وأخرجه من هذه البلاد العظيمة أرض الكنانة"، "درّسني بالماجستير 5 دكاترة مصريين، ويدرسني الآن في الدكتوراه 3 منهم، هذا خلافًا للذين درّسوا لأبي وجدي وأبو جدي وجد جدي".

إلا السعودية
ونشرت "الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على فايسبوك تدوينة مهمة حذر فيها من المساس بالسعودية "إلا السعودية فهي مملكة الأراضي المقدسة أرض المشاعر حاضنة بيت الله ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، ارتبطنا منذ الأزل بعلاقات قوية وخاصة علاقات النسب والمصاهرة بين الشعبين الشقيقين.. فكثير من الأسر السعودية لديها مصاهرات مصرية والعكس، وعلى المستوى الرسمي سنوات الصفاء والتقارب يصعب حصرها، قد يكون من حق المصريين التعبير عن غضبهم بسبب ظروف وملابسات الحادث الأخير، ولكن يجب ألا يتجاوز التعبير الأعراف المتفق عليها واحترام البعثات الدبلوماسية ومقارها".