هدنة إيران والغرب... هدوء ما قبل العاصفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: اعتبرت تقارير صحافية أن السبب الرئيسي للتهدئة التي تشهدها العلاقات بين إيران والجانب الغربي في الوقت الراهن هو النتائج التي تمخضت بشكل أفضل مما هو متوقع عن الجولة الأولى من المحادثات التي تمت بين الطرفين بشأن برنامج طهران النووي.
غير أن بعض المحللين بدؤوا يحذرون من أن أي تفاؤل قد يكون مجرد أمل، وأن كثير من الأمور قد تسير في الاتجاه الخاطئ مع بدء الجولة الثانية من المحادثات.
وبينما تشير توقعات إلى أنه قد بات من غير الوارد بشكل متزايد أن يتم شن أي هجوم، سواء من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة، على إيران هذا العام، إلا أن ذلك قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، على حسب ما نقلته صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية عن بعض الخبراء النوويين الذين أوضحوا أن كل شيء ما يزال يرتكز على نتائج المحادثات الدولية المقررة مع إيران نهاية الشهر الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن التهدئة الراهنة تعد نتاج الاجتماع الأوَّلي الذي تم بين القوى الدولية وإيران في اسطنبول الشهر الماضي، الذي رأت جميع الأطراف المشاركة تقريباً أنه تمخض عن نتائج أفضل من المتوقع.
وقال مسؤولون أوروبيون وآخرون من إدارة أوباما إن إيران وصلت تلك المحادثات وهي مستعدة لمناقشة برنامجها النووي، وهو ما لم يحدث حين التقت نفس القوى بإيران في كانون الثاني (يناير) عام 2011. وأكد مسؤولون إيرانيون، من بينهم بعض رجال دين بارزين، أن المحادثات أتاحت فرصة الوصول لحل مرض لجميع الأطراف.
وقال خبراء إن هناك العديد من العوامل البارزة التي تفسر السبب وراء تمخض نتائج أفضل من المتوقع في محادثات اسطنبول، ولخصوا تلك العوامل في النقاط التالية:
- العقوبات الدولية المشددة.
- توقف القوى الغربية عن المطالبة العلنية بتخلي إيران عن كافة أنشطة تخصيب اليورانيوم.
- اهتمام طرفي المحادثات بتلميحات إسرائيل المتعلقة بشن هجمات جوية وشيكة على منشآت إيران النووية.
وفي تعليق لهم بشأن هذا العامل الأخير، أشار بعض الخبراء إلى تزامن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو إلى واشنطن في آذار/ مارس الماضي مع تصريحات لأوباما استبعد فيها علانيةً سياسة "الاحتواء" مع إيران، التي كانت ستقبل بموجبها الولايات المتحدة تملك إيران أسلحة نووية لكنها ستطور سياسة إقليمية تحد بها من نفوذ إيران ونشر الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط.
واستمر أوباما في التأكيد على أن تملك إيران لأسلحة نووية مسألة غير مقبولة، وأن "جميع الخيارات" للحيلولة دون ذلك " لا تزال مطروحة على مائدة المفاوضات".
غير أن حديث نيتنياهو الصارم، بما في ذلك الذي أجراه مع أوباما في واشنطن، قد أثار أيضاً نقاشاً في إسرائيل ترك القادة المدنيين المتشددين على خلاف مع المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين، الحاليين والمتقاعدين، الذين أبدوا قدراً أقل من الحماسة بشأن الاحتمالات المتعلقة بتدخل إسرائيل عسكرياً في الجمهورية الإسلامية.
ومع هذا، مضت الصحيفة تقول إن جميع هذه العوامل قد تكون مؤقتة، بعد أن حذر خبراء من احتمالية استمرار حالة الهدوء بشأن برنامج إيران النووي لفترة زمنية قصيرة، خاصة في حالة انهيار محادثات بغداد المقررة في الثالث والعشرين من أيار (مايو) الجاري وتبين بالفعل أنها "آخر فرصة" للدبلوماسية كما سبق أن قالت هيلاري كلينتون.
وأعقبت الصحيفة بقولها إن هناك أمرين قد يؤثرا على مسار العملية الدبلوماسية هما:
- عدم القدرة على الوصول لاتفاق بشأن ما يمكن فعله مع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 %.
- مطالبة إيران برفع العقوبات الاقتصادية قبل أن توافق على الحد من برنامجها النووي.
وختمت الصحيفة بنقلها عن غريغ جونز، الباحث البارز لدى مركز تعليم سياسة حظر انتشار السلاح النووي في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، قوله :" بمجرد إضفاءك صفة الشرعية على برنامجهم، فإنه سيسمح لهم بتطويره.
ورغم أني لا أعتقد أن إيران قد قررت تطوير أسلحة نووية، إلا أن السماح لها بتخصيب المستوى المطلوب لتوليد طاقة نووية مدنية سيمكنها من بلوغ المرحلة التي يمكنها أن تنافس فيها لتطوير قنبلة نووية في غضون أسابيع".
وقال جامي فلاي، المدير التنفيذي لمبادرة السياسة الخارجية والأخصائي السابق بالشأن الإيراني لدى مجلس الأمن القومي خلال فترة حكم الرئيس جورج بوش، إن تغيير النظام الحاكم في إيران على المدى الزمني البعيد هو الحل الوحيد لتلك المشكلة النووية الراهنة.