ساركوزي وهولاند يتبادلان الشتائم في أكثر المناظرات دموية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لم تشهد فرنسا، منذ بدء المناظرات الرئاسية التلفزيونية قبل 30 عامًا، دموية كتلك التي أفرزتها منازلة نيكولا ساركوزي ومرشح الاشتراكيين فرانسوا هولاند أمسية الأربعاء. وفي غضون ذلك تدفع كارلا بروني، عقيلة الرئيس، ثمن الضغوط ممثلاً في اضطرارها لفطم رضيعتها قبل الأوان.
شهدت فرنسا أمسية الأربعاء دراما صارت حديث العالم عندما خاض الرئيس نيكولا ساركوزي وأمين عام الاشتراكيين فرانسوا هولاند غمار المناظرة التلفزيونية التقليدية بين مرشحي الجولة الانتخابية الرئاسية الثانية الحاسمة.
فعلى عكس ما يُتوقع من رزانة وتعقّل لعملاقين يسعى كل منهما إلى الكرسي الأعلى في البلاد، بدأ الرجلان يتبادلان التهم، خاصة حول وضع البلاد الاقتصادي.
وتحت أنظار 20 مليون فرنسي كانوا يتابعون المناظرة على الشاشة لم يتورّع أي منهما عن اتهام الآخر بالكذب. ولوضع هذا الأمر في منظوره الصحيح، فإن وصف الإنسان بالكاذب في الغرب لا يقلّ إساءة عن وصفه باللص الوضيع.
باختصار فقد تحوّل ما يسمّى بـ"المناظرة" في الثقافة السياسية الفرنسية إلى دراما عدائية مفتوحة، لم تشهد البلاد مثيلاً لها منذ تبنّي هذا النوع من المواجهة بين المرشحيْن الأخيريْن للرئاسة منذ بدء هذا التقليد التلفزيوني قبل أكثر من 30 عامًا. على هذا الأساس، وجدت المنازلة حيّزًا في الصحافة الفرنسية والغربية، يفوق كثيرًا ما كان يخصص لها في سائر المواجهات المماثلة السابقة.
على مدى ثلاث ساعات هي زمن هذه المناظرة، كان العصب الحي هو حالة الاقتصاد وأبرز هوامشه، من البطالة إلى كيفية التعامل مع ديون فرنسا العامة. لكن الأهم من هذا ربما، فقد كانت منازلة بين "شخصيتي" المتنافسيْن حول مَن منهما الأكثر اتصافًا بسمات الرئيس، وبالتالي الأكثر أهلية للإمساك بمفاتيح قصر الإليزيه.
من جهته ردد ساركوزي صدى الانتقادات التي وجّهت إلى خصمه بأنه "هشّ كوسادة من الريش ومن دون أدنى خبرة تمهّد له الطريق إلى حكم فرنسا".
وعندما رد هولاند بهجوم شرس على خطة ساركوزي الخمسية قائلاً إنها كانت وتظل مجرد أوهام ووعود، أطلق هذا الأخير قنبلته الكلامية، فوصف الزعيم الاشتراكي بأنه "كاذب يفتقر الكفاءة". وأعاد هولاند الكرة إلى ملعب ساركوزي قائلاً: "واضح أنك عاجز عن إطلاق الأحكام الصحيحة من دون أن تلجأ إلى الترّهات غير اللائقة"!.
لكن، وفي المحصلة النهائية كما يقول العديد من المعلقين الغربيين، فلو كان ساركوزي قد تمكن من دكّ حصون خصمه مرشحة الاشتراكيين سيغولين رويال (شريكة هولاند سابقًا وأم أبنائه الأربعة) في مناظرة 2007 الرئاسية، فقد عجز عن فعل الشيء نفسه مع هولاند، الذي يُعتقد أن كفته رجّحت قليلاً في هذه المناظرة - الحرب الكلامية الأخيرة.
كارلا تنوء تحت الضغط
بالنظر إلى استطلاعات الرأي التي تنذر ساركوزي - في حال ترجمتها إلى واقع ملموس يوم الحسم في السادس من الشهر الحالي - فإنه ربما وصل إلى نهاية طموحاته السياسية، رغم محاولاته المستميتة في التودد إلى اليمين المتطرف، فالمعادلة بسيطة بالنسبة إلى الخصمين.
ففي حال خسر هولاند المعركة، لن تتعدى خسارته ضياع الحلم بالوصول إلى القمة. لكن خسارة ساركوزي ستكون فادحة، لأنها ستتعلق بخسارته هذه القمة، التي تربع عليها فعلاً، وأتيحت له الفرصة على مدى خمس سنوات لتحصين دفاعاتها.
على أن الصحافة الفرنسية خصصت الهامش الأكبر في معركة الانتخابات لكارلا بروني عقيلة الرئيس. فزعمت أن الضغوط الواقعة عليها وتوتراتها النفسية الناتجة بلغت حدّ أنها صارت تهدد صحتها. فاضطرت، مع هذا الحال، إلى كبح جماح العديد من أنشطتها المعتادة، بل إنها أوقفت تمامًا إرضاع طفلتها.
ووفقًا لمجلة "كلوزير" الفرنسية فإن كارلا (44 عامًا) تشكو ضغوطًا نفسية تكاد تصبح مَرَضيّة "نتيجة للوحشية التي تعرّض لها زوجها خلال حملته الرئاسية". وقالت إن هذه السوبر موديل السابقة والمغنية "تذرف الدموع معظم الوقت، وتتعامل بعصبية وقسوة غير معتادة مع سائر الموجودين حولها".
وأضافت المجلة أن "بروني العام 2009 ذات الابتسامة الرقيقة اختفت تمامًا، وحلت محلها أخرى تكشر عن أنياب العداء، وكأن العالم كله يتآمر ضدها (...). فصار نومها محمومًا متقطعًا، وساءت أحوالها الصحية، بحيث اضطرت إلى فطم ابنتها جوليا وهي في شهرها السادس فقط".
التعليقات
عنوان مبالغ به وانتقادات
الديمقراطية العلمانية -من يقرأ العنوان: .... أكثر المناظرات دموية. يظن بأن المرشحين قد اشتبكوا مع بعض إما بالسكاكين أو بالأسلحة النارية ونتج عنها جرحى أو ربما قتلى! نرجو من الكتاب المصداقية بما يكتبون وعدم المبالغة أو الكذب فقط لمجرد لفت الانتباه لمواضيعهم، وكذلك بعضهم الآخر يرسل موضوعه بسرعة وبلا مراجعة لأخطائهم الاملائية الفاحشة. أحدهم كتب في عنوان مقاله: غدر بدلاً من: غادَرَ. وآخر كتب في عنوان مقاله: صخرة، بينما كتب في مقاله: صرخة، أنا أعتبر هذه الأشياء استهتار بعقول القراء. كما أن العديد من الأخبار أو المقالات فيها تكرار للجمل عدة مرات لتطويل الموضوع بلا فائدة بل بالعكس يصبح مملاً. كما أنني لا أفهم لماذا الكثيرين (وخاصة من مصر) لا يكتبون الياء الأخيرة أبداً بل يكتبون بدلاً منها: الألف المقصورة.
لا عتب على حكام العرب
رامي ريام -ان كان روؤساء الدول العظمى بهذه الاخلاق ظاهريا فما بالك في باطنهم - وايظا لا عتب على حكام العرب حيث يتفننون في سمسرتهم نعم تبا لكل حاكم لا يحترم نفسه وقيمه لان التاريخ يكتب سيرة كل حاكم مهما كان وحاليا في هذا الزمان جميع الحكام تاريخهم قذر بدون استثناء ولكن المؤسف هناك منهم من هو القادر على احكام قبضته على حكام العرب - لذلك الله يكون في عون الشعوب المغلوبة على امرها من هذه العصابات التي هي مهيمنة على رقاب شعوبها
رد على التعليق الاول
محمد العربي -ليت المصريين يكتفون بتحويل الياء الأخيرة الفا مقصورة فقط، بل تصير عندهم وعند غيرهم التاء الأخيرة هاء والهاء الأخيرة تاء وفي النطق تصير الثاء سين والذال زاي والجيم عجب، إنه زمن الصحافة ولغة الجرائد. والطامة الكبرى هي في لغة وزرائنا ورؤسائنا وملوكنا. هل سمعت مثلا علي عبد الله صالح وهو يسحل اللغة العربية سحلا ؟