"تراجع كبير في حجم الحريات" الصحفية بتونس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ونشرت النقابة الخميس تقريرها السنوي حول "واقع حرية الصحافة في تونس" بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق للثالث من مايو/أيار الحالي.
وبحسب التقرير الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه "واجه الصحافيون بعد ثورة 14 يناير/كانون الاول 2011 عديد الانتهاكات والاعتداءات التي استهدفت الاعلاميين سواء من قبل المؤسسة الأمنية أو بعض رجال السياسة ومجموعات من المواطنين أو بعض الميليشيات التي تتحرك وفق أجندات سياسية".
ونددت النقابة في تقريرها ب"تساهل الحكومة وصمتها عن ظاهرة الميليشيات التي تنشط وتتنقل بحرية تحت غطاء ما يعرف برابطات حماية الثورة".
ولفتت إلى أن "الاعتداءات" على الصحافيين "بلغت (منذ الإطاحة بنظام بن علي) رقما غير مسبوق، وتمثلت في التعنيف الجسدي والاعتداء المعنوي (اللفظي) وتعطيل حرية العمل والصنصرة والإحالة على القضاء لتصل معدل اعتداء كل أسبوع".
واعتبرت أن "أخطر" أشكال "العنف" ضد الصحافيين هي "حملات التشهير التي تتعرض لها بعض الشخصيات (...) الاعلامية والتي تدنت في بعضها إلى حملات تشهير ذات طابع عنصري مقيت ومدان بكل المقاييس الأخلاقية والسياسية في ظل صمت تام للجهات الرسمية يلامس التواطؤ في بعض الأحيان".
وأشارت إلى "المحاولات المتتالية للهيمنة على الصحافة والصحافيين والهجمات الممنهجة التي تهدف الى تدجين الإعلام وتركيعه".
واتهمت حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس ب"الرغبة في الهيمنة" على الإعلام.
وقالت إن الحكومة التي تقودها النهضة "ما انفكت منذ انتخابها تشن حملة ضد الإعلام والإعلاميين" بهدف "التأثير على الخط التحريري (لوسائل الإعلام) وتوجيهه وفق الرؤية السياسية للحكومة".
وتابعت ان الصحافيين "يواصلون الصمود والاصرار على عدم العودة إلى إعلام الدعاية وتلميع صورة الحاكم وتعديد إنجازاته كما كان الحال في العهد السابق".
وأضافت أن قطاع الاعلام "يتحمل العبئ الأكبر في معركة تحقيق أهداف الثورة" وأنه "المستهدف الرئيسي بالمؤامرات بحكم الدور الخطير المنوط بعهدته في الإبلاغ عن مشاغل المواطنين وفي كشف المؤامرات التي تحاك ضد الثورة وفي إعطاء المواطن حقه في إعلام مهني حر ومستقل عن كل مراكز النفوذ السياسي والاجتماعي والمالي".
ودعت النقابة "الصحافيين وكل العاملين في قطاع الإعلام إلى التضامن والحفاظ على وحدة الصف الصحفي للتصدي لكل محاولات زرع الشقاق بين أبناء القطاع".
وقالت "تستوجب هذه الظرفية من كافة مكونات المجتمع المدني والرأي العام الانتصار المبدئي لمبادئ حرية الاعلام والتعبير والابداع باعتبارها إحدى الضمانات الاساسية الى جانب قضاء مستقل في المحافظة على حقوق الناس وحرياتهم وكل ما من شأنه أن يديم الديمقراطية والحرية".
تونس تحتضن حفل تسليم جائزة اليونسكو لحرية الصحافة تكريما لثورتها
من جهة أخرى احتضنت تونس الخميس حفل تسليم جائزة اليونسكو لحرية الصحافة (غييرمو كانو) التي اسندت هذا العام للصحافي الاذربيجاني عين الله فاتولاييف وذلك تكريما لثورتها التي طردت من الحكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي عدو الصحافة ودشنت الربيع العربي.
ونظم الحفل في قصر قرطاج الرئاسي شمال العاصمة.
وعبر الصحافي الاذربيجاني والناشط في الدفاع عن حرية الصحافة والتعبير عن سعادته بتسلم جائزته في تونس "البلد المحوري في التغيير الديمقراطي".
واضاف مخاطبا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي المعارض السابق لبن علي والمدافع عن الحريات "ان وجودي هنا في هذا القصر الذي كان شهد قيام حكم استبدادي، اليوم بحضور رئيس ديمقراطي جدا، لامر يكتسي رمزية" كبيرة.
وصادف موكب تسليم الجائزة الشهيرة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، مع صدور حكم قضائي بغرامة مالية بحق مدير قناة نسمة الخاصة بسبب بثه فيلما ضم لقطة اعتبرت تجسيدا للذات اللاهية الامر المحرم من قبل فقهاء الاسلام.
وكانت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية استير بريمر قالت ان بلادها "تشعر بالقلق بشان واقع حرية التعبير في تونس الجديدة".
وقال المرزوقي "ان طموحنا هو ان نرى وسائل الاعلام تمارس سلطة حقيقية لانارة باقي السلطات" مؤكدا انه يفضل "فوضى الحرية على مساوىء القمع".
واكدت المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا اثر تسليمها الجائزة ان "حرية التعبير مبدا اساسي".
التعليقات
هذا حكم
محمد العربي -طبيعي هذا حكم الاخوان المسلمين ماذا تتوقعون والقادم أفظع واعظم ... هؤلاء اخبث خلق الله .. يظهرون للناس انهم ابرياء وانهم يتبعون سنة الله وانهم المخلصين للدين ولله وعندما يستلمون السياسة يبدأ بعدها الحكم الخبيث يبدأ الارهاب والقتل والديكتاتورية الحقيقية ... مصر القادمة سوف تكون اضرب وبعدها سوريا لاقدر الله وسقطتت في أيدي الاسلامين !!!!
السلطة الرابعة
محمد حسين - تونس -شكرا للإعلاميين التونسيين على صمودهم في الدفاع عن حرية الكلمة، ورفضهم الخضوع لمن حاولوا تكميم الأفواه، وتحية إكبار لإصرارهم على أن تكون الصحافة طرفا محايدا يراقب ما يحدث وينقل الخبر ويعلق وينقد ويسأل ويُسائل، وسلطة رابعة حقيقية لن تستقيم الحياة الديمقراطية في تونس بدونها. حرية الرأي والتعبير ليست فقط من أهم مكاسب ثورة الياسمين، إنها أساسا الضمان الرئيسي لكي تتواصل تلك الثورة وتحقق أهدافها.شكرا أيضا للمجتمع المدني في تونس الذي يقف إلى جانب الإعلاميين ويدافع بكل يقظة وحزم عن مختلف الحريات التي سال دم الشهداء من أجل تحقيقها.