انقسامات إسرائيل وانتخاباتها تصعب التنبؤ بخطواتها بشأن إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في ظل ما تعيشه الساحة السياسية الإسرائيلية من انقسامات واحتمال إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، تزداد حالة الغموض والالتباس حيال الخطوات التي يمكن لتل أبيب اتخاذها لإحباط النووي الإيراني.
ما زال القادة السياسيون والعسكريون في اسرائيل منقسمين بشأن الموقف من النظام الايراني.ويرى مراقبون أن هذا الاختلاف في الآراء يجعل من الصعب التنبؤ بخطوة إسرائيل التالية، مشيرين إلى أن إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استعداده للنظر في تأجيل الانتخابات أكثر من عام يزيد الغموض غموضًا.
وكان وزير الدفاع ايهود باراك حمل بشدة يوم الخميس على رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت ورئيس الموساد السابق ماير داغان ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق يوفال ديسكين الذين قللوا جميعهم من خطر إيران على اسرائيل وانتقدوا باراك ونتنياهو على موقفهما الصقوري.
وكانت اولوية السياسة الخارجية الإسرائيلية طيلة الفترة الماضية اقناع المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة بأن ايران تشكل خطرًا داهمًا وأن العالم لا يمكن أن يخاطر بالانتظار ليرى إن كانت العقوبات المتزايدة ستوقف برنامج ايران النووي. وتؤكد إيران أن برنامجها ذو اهداف مدنية محضة، لكنّ إسرائيل ودولاً أخرى تتهم طهران بالسعي إلى انتاج اسلحة نووية تحت ستار برنامجها المدني.
وقالت صحيفة جروساليم بوست إن باراك اشار إلى أن على البرلمان الإسرائيلي أن يصدر قوانين صارمة تمنع المسؤولين السابقين في الأجهزة الأمنية والمؤسسة الدفاعية عموماً من بحث قضايا أمنية معينة في العلن.
وكان ديكسين أكد مؤخراً أنه لا يثق بقيادة باراك ونتنياهو وقال إن موقفهما من إيران مدفوع بنزعة "خلاصية". وكانت هناك مظاهر اعتراض واضحة في صفوف مسؤولين سياسيين وأمنيين سابقين منذ اشهر، ولكن تصريحات ديكسين السافرة اضفت على انتقاداتهم مصداقية مضاعفة، كما لاحظت صحيفة كريستيان ساينس مونتر.
مشيرة إلى أنه من النادر أن يختلف مسؤولون أمنيون سابقون وحاليون مع حكومة عاملة وخاصة في قضية حساسة كهذه. والمعروف أن للجنرات الاسرائيليين ثقلاً سياسيًا يفوق بكثير ثقل نظرائهم الأميركيين، تاريخيًا على الأقل. وفي حالة برنامج ايران النووي ولغة الحرب التي تستخدمها الحكومة الاسرائيلية تبدو رسالة الجنرالات الإسرائيليين واضحة، وهي أن تكف الحكومة عن هذا النهج.
وكتب المعلق انشيل بفيفر في صحيفة هآرتس أن تحذير ديكسين من أن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران يمكن أن يقوي رغبتها في امتلاك قنبلة نووية تحذير لافت. واضاف أن كثيرًا من الخبراء اعربوا عن مثل هذا الرأي، ولكن هذهالمرة الاولىتعبر عنهشخصية محورية كانت حتى الآونة الأخيرة ضمن الحلقة الأمنية الأضيق في إسرائيل.
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن المحللة الإسرائيلية داليا شايندلين قولها إن الوحيدين الذين يستطيعون أن ينتقدوا سياسة نتنياهو تجاه ايران بصدقية هم مسؤولو المؤسسة الأمنية مثل داغان وديكسين.
واظهر استطلاع أُجري مؤخرًا بتكليف من صحيفة جروساليم بوست أن اقل من نصف الاسرائيليين يؤيدون توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية أحادية ضد إيران، ولكن الأغلبية الساحقة ـ 72 في المئة ـ يؤيدون ضربة دولية. وبحسب استطلاع آخر نُشرت نتائجه في صحيفة نيويورك تايمز فإن نحو نصف الاسرائيليين يؤيدون انتقادات ديكسين.
وفي وقت بدأ البرلمان الاسرائيلي يتحدث عن حل نفسه يبدو من المرجح تقديم موعد الانتخابات من 2013 الى ايلول/سبتمبر هذا العام. وقالت صحيفة لوس انجلوس تايمز إن تغيير موعد الانتخابات هو أحدث مؤشر إلى أن الضربة التي تهدد اسرائيل بها ضد منشآت ايران النووية من المستبعد أن توجَّه في الأشهر المقبلة.
ويتوقع مسؤولون أن تتضاءل احتمالات توجيه ضربة اسرائيلية إلى إيران لأن حملة سياسية تعتريها الانقسامات في هذا الشأن ستشل يد الحكومة وتركز الاهتمام على القضايا الداخلية. كما أن من المستبعد أن يفرط نتنياهو بتقدمه المريح على منافسيه في استطلاعات الرأي بتنفيذ عملية خطيرة ومعقدة ضد إيران. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن محللين أن فشل عملية كهذه واحد من الأسباب القليلة التي يمكن أن تحول دون إعادة انتخابه.
من جهة أخرى، افادت صحيفة لوس انجلوس تايمز بأن سجل نتنياهو الأمني هو الأقوى بالمقارنة مع منافسيه وسيكون أكبر الرابحين إذا أصبحت قضية إيران جزءاً من الحملة الانتخابية.
في غضون ذلك نقلت وكالة اسوشيتد برس عن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعالون أن المصالح الاستراتيجية وحدها التي سيكون لها دور في سياسة إسرائيل تجاه إيران، حتى في أثناء حملة انتخابية.