أخبار

مسؤولان يهوديان يقللان من شأن دعوات إسرائيلية بعدم زيارة تونس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس: قلل مسؤولان يهوديان تونسيان الجمعة من أهمية دعوات الحكومة الإسرائيلية رعاياها إلى عدم زيارة تونس وجزيرة جربة التي ستقام فيها في الأسبوع المقبل احتفالات دينية سنوية مخافة مهاجمة أهداف يهودية في تونس.

وقال رئيس الطائفة اليهودية في تونس روجيه بيسموث لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء "أنا تونسي، وعندي ثقة في السلطات الأمنية في البلاد"، مشيرًا إلى أنه في كل مرة تصدر فيها إسرائيل تحذيرات بعدم زيارة تونس "ندخل في حوارات ونقاشات جانبية لا نهاية لها".

ونوه بأن أبناء طائفته "هم تونسيون، وأوضاعهم هي مثل أوضاع بقية التونسيين"، معربًا في الآن نفسه عن ثقته في نجاح الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة، والتي ستنطلق الأربعاء المقبل في جزيرة جربة.

من جهة أخرى اعتبر بيسموث أن مشكل اليهود هو مشكل بقية التونسيين من المسلمين وبقية الأطياف الدينية، وهو "الانطلاق نحو العمل بعد أشهر من الثورة وتعطل القطاعات الإنتاجية" في البلاد.

وكانت السلطات التونسية قد نفت ما راج من أخبار حول وجود استعدادات لشنّ عمليات إرهابية في البلاد، ووصفتها "بالمزاعم"، وهي تقارير صدرت من هيئة مكافحة الإرهاب في إسرائيل التابعة لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي نشرت تحذيرًا لرعاياها، حثتهم فيه على عدم السفر إلى تونس، مخافة مهاجمة أهداف إسرائيلية أو يهودية هناك.

من جهتها أوضحت الداخلية التونسية أنها اتخذت كل الاحتياطات والتدابير اللازمة لتأمين الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة في جزيرة جربة، والذي سيقام في الأسبوع المقبل على مدى يومين.

أما بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جزيرة "جربة" التونسية، حيث يقع كنيس الغريبة، فعلق من جهته على التحذيرات الإسرائيلية، قائلاً "هذا كله سياسة، وهم (السلطات الإسرائيلية) يتوقعون دائمًا حدوث المشاكل، ولكن هذه التحذيرات لا تهمّنا، ونحن شرعنا في التحضيرات لاحتفالنا السنوي، ونتوقع أن نستضيف أكثر من 600 زائر من خارج البلاد، وهو رقم ضعيف نسبيًا مقارنة بالاحتفالات السابقة، ولكن قد يرتفع عدد الزائرين، ونحن نعوّل على أبناء طائفتنا في تونس وعلى السياح الغربيين المتواجدين بعدد كبير في جزيرتنا لنجاح هذا الاحتفال السنوي".

وبخصوص الأوضاع الأمنية لأبناء الطائفة، قال الطرابلسي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "أنا أرأس الطائفة منذ عشرات السنين، وليس عندي أي تخوف، فالأوضاع الأمنية جيدة، وهناك احتياطات في هذا السياق نقوم بها بالتنسيق مع السلطات"، لافتًا إلى أن زيارة رئيس البلاد المنصف المرزوقي منذ فترة إلى الكنيس "كانت رسالة جيدة".

وقال "منذ أكثر من 50 عامًا لم يزرنا في مكان عبادتنا أي رئيس، وزيارته زادت في الوحدة بين اليهود والمسلمين، كما مثلت دفعًا لاحتفالاتنا السنوية ورسالة للسياحة والتعايش بين الأديان الذي يميز جزيرة جربة".

وتتطلع السلطات التونسية إلى إنجاح هذه الاحتفالات، حيث تعددت خلال الأسابيع الماضية رسائل الطمأنة إلى اليهود في الجزيرة، وذلك على لسان الرئيس التونسي المرزوقي، ورئيس الحكومة حمادي الجبالي.

وكانت الطائفة اليهودية في جربة قد أقامت في العام الماضي الاحتفال الديني السنوي في كنيس "الغريبة" في موعده مع إلغاء كل المظاهر الاحتفالية الأخرى بعد التفاهم بين الطائفة اليهودية والسلطات، نظرًا إلى أن "الظروف الأمنية الحرجة" حينها، وكذلك "تضامنًا من يهود الجزيرة مع شهداء الثورة" التونسية.

وكانت الجالية اليهودية في تونس تضم نحو مائة ألف شخص قبل الإعلان عن دولة إسرائيل عام 1948، ولا يتجاوز عدد هذه الجالية اليوم سوى أقل من ألفي شخص، يقيمون خصوصًا في جربة وتونس العاصمة.

ولقد تعرّض المعبد اليهودي "الغريبة" في شهر نيسان/أبريل 2002 لعملية تفجيرية بوساطة شاحنة محمّلة بقوارير غاز أسفرت في حينها عن مقتل 21 شخصًا، معظمهم من السياح الألمان، وقد تبناها حينها تنظيم القاعدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف