أخبار

هل يدفع ديفيد كاميرون ثمن تحيّزه لساركوزي العلني ضد هولاند؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ثمة هلع يسود أروقة الحكومة البريطانية إثر فوز مرشح الاشتراكيين الفرنسيين بالرئاسة. ينبع هذا من حقيقة أن رئيس الوزراء البريطاني راهن بكل ما لديه على ولاية أخرى لنيكولا ساركوزي. فصار مصير تشابكات اقتصادية واتفاقات أمنية ودفاعية مهمة بين البلدين رهنًا برد فعل الرئيس الفرنسي الجديد.

كاميرون راهن على الجواد الخاسر رغم التحذيرات

صلاح أحمد: لا شك في أن فوز الاشتراكي فرانسوا هولاند سيضيف قدرًا لا يستهان به إلى متاعب رئيس الوزراء البريطاني المحافظ ديفيد كاميرون بعد الخسائر الفادحة التي مُني بها حزبه في انتخابات المجالس البلدية، ردًا على السياسة الاقتصادية لحكومته المؤلفة من ائتلاف مع الليبراليين الديمقراطيين.

"الخطأ" الذي ارتكبه كاميرون، في ما يتعلق بفرنسا، هو أنه كان واثقًا من فوز المحافظ نيكولا ساركوزي إلى حد أنه كسر الصمت المحايد، وانحاز إليه علنًا في حملته الرئاسية الخاسرة ضد مرشح الاشتراكيين. لم يكتفِ بذلك، بل إنه رفض لقاء هولاند لدى زيارته لندن في فبراير/شباط الماضي، قائلاً إن البروتوكول لا يجبره على استقبال زعماء المعارضة الأجانب.

ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" فسيتعين على الدبلوماسيين البريطانيين الآن، وقد تولى هولاند الرئاسة، الإسراع في اتجاه إصلاح هذه الحال، على الأقل من أجل "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" من اتفاقات الدفاع والتعاون النووي المبرمة في الآونة الأخيرة بين البلدين.

أما في ما يتعلق بلقاء بين كاميرون وهولاند، فلا يتوقع أن يتم إلا خلال قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد الأميركية في 18 و19 من الشهر الحالي. وستكون المفارقة هنا أن الزعيمين سيلتقيان للمرة الأولى على مبعدة أكثر من 6 آلاف كيلومتر عن بلديهما، بينما المسافة بين لندن وباريس لا تتجاوز الـ340 كيلومترًا.

وكان رئيس الوزراء البريطاني قد تبرع بأكثر من المطلوب منه في مؤتمر صحافي في بروكسل في شباط/فبراير الماضي عندما عبّر عن أمانيه "من القلب" في أن يُعاد انتخاب ساركوزي، ثم أكد الشيء نفسه لصحيفة فرنسية. وفي الشهر نفسه تجاهل زيارة هولاند لندن تاركًا أمر الاحتفاء بها لزعيم المعارضة العمالية إد ميليباند.

ويبدو أن موقف كاميرون بُنيّ على توقعات السفير البريطاني السابق لدى باريس، السير بيتر ويستماكوت، الذي طمأنه قبل أعياد الميلاد إلى أن عودة ساركوزي في حكم المؤكد. ولكن عندما بدأت الموائد تنقلب على الرئيس الفرنسي بفعل أزمة اليورو وحالة فرنسا الاقتصادية، أنبأه السفير الجديد السير بيتر ريكيتس بأن الاستطلاعات والأجواء الفرنسية عمومًا تبشّر بمجيء هولاند، ونصحه بالكفّ عن مساندة ساركوزي علنًا على الأقل، لكنه تجاهل ذلك بالكامل.

الآن وقد صار هولاند رئيسًا، فقد بدأ كبار مسؤولي الخدمة المدنية البريطانيين يلقون باللائمة على كاميرون، قائلين إنه "وضع كل البيض البريطاني في سلة ساركوزي"، ويحذرون من أن البلاد قد تدفع ثمنًا غاليًا لهذا. ويتمثل هذا الثمن في أن العافية الاقتصادية البريطانية ترتبط عضويًا بالحالة الفرنسية خصوصًا، والأوروبية عمومًا، وأن مصالحها تقتضي نوع المستقبل الذي تطمح إليه من وراء سياستها الدفاعية وصناعاتها في مجال الطاقة الذرية واستخداماتها، بما فيها الرادع النووي.

زعيم العمال (اليمين) استضاف هولاند بدلاً من رئيس الوزراء

هذا أمر تلقي الضوء عليه حقيقة أن مصالح البلدين الأمنية صارت مشتابكة في السنوات الأخيرة. وعلى سبيل فقد أجبرت إجراءات التقشف بريطانيا على إلقاء ما تبقى من حاملات طائراتها في كومة الخردة. وإلى حين تشييد حاملات جديدة (في غضون عشرة أعوام) فقد صارت لندن تعتمد بالكامل في قدراتها الدفاعية والهجومية البحرية على باريس.

إضافة إلى هذا فقد وقع كاميرون وساركوزي على اتفاقات تتولى بموجبها شركات فرنسية بناء الجيل المقبل من محطات الطاقة النووية البريطانية. ومن شأن أي تراخٍ من جانب باريس في هذا المجال أن يحيل بريطانيا - مثلاً - إلى فريسة سهلة لانقطاع التيار الكهربائي على مدى سنوات مقبلة.

يزيد الطين بلة أنه بينما يتحدث وزراء الحكومة البريطانية الائتلافية علنًا عن ضرورة البدء بإصلاح الجسور مع باريس اليوم قبل غد، فاجأ وزير الشؤون الأوروبية، ديفيد ليدينغتون، الجميع ليلة الأحد بسفره إلى الولايات المتحدة بدلاً من فرنسا. ورغم أن الوزير برر موقفه هذا بأن "فريقه" على اتصال دائم بفريق هولاند، فقد عُلم صباح الاثنين أن طاقم السفارة البريطانية في باريس اضطر في العديد من الأحوال لاستقاء معلوماته من تلك المتاحة لطاقم السفارة الألمانية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي لم تسمّه قوله: "كاميرون غامر بكل أمواله على ورقة لعب معيّنة، واتضح أنها ليست "الآس". وصحيح أن البروتوكول لم يفرض عليه استقبال هولاندخلال زيارته إلى لندن في شباط/فبراير الماضي. ولكن، بغضّ النظر عن أن هذا الموقف يفتقر قصر النظر بحد ذاته، الأسوأ منه أن كاميرون أصرّ حتى لحظة إعلان نتائج الانتخابات الفرنسية على رهانه المعلن على الجواد الخاسر. وللأسف فلا شيء كهذا يمر مرور الكرام وبلا ثمن قد يكون غاليًا حقًا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يا حزنك يا ديفد
قصيمي -

يا حزنك من رئيس فرنساء الجديد. شكله يبي يتوّعدك و يدوّر عليك الزلّة.عاد هذي فرنساء مهيب تركياء و إلا كنداء