نتانياهو يشكل حكومة وحدة مجنبًا إسرائيل انتخابات مبكرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: توصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى اتفاق مفاجىء يتمثل بانضمام حزب كاديما المعارض الى الائتلاف الحكومي ليعدل بذلك عن اجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وتفاوض نتانياهو سرا مع رئيس الحزب الجديد شاؤول موفاز على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفق ما افادت مصادر رسمية، في وقت كان الكنيست صوت في قراءة اولى على مشروع قانون لحل نفسه وكان يستعد للتصويت على النص في القراءتين الثانية والثالثة.
وبموجب هذا الاتفاق الذي اطلق عليه اسم اتفاق الوحدة الوطنية يتخلى نتانياهو عن اجراء انتخابات تشريعية مبكرة ويصبح موفاز نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا بلا حقيبة في الحكومة الجديدة.
واتفق نتانياهو وموفاز بصورة خاصة على وضع نص جديد قبل الصيف لقانون "تال" الذي يسمح باعفاء اليهود المتدينين الارثوذكس من الخدمة العسكرية. وكان موفاز الجنرال السابق يطالب بتغيير هذا القانون الذي تعارضه الاحزاب العلمانية.
وينص الاتفاق على تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين ويضمن التصويت على ميزانية الدولة للسنة المالية المقبلة. وسيتولى اعضاء في كاديما مناصب مهمة ولا سيما في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع ولجنة الشؤون الاقتصادية في الكنيست.
وسيقدم الاتفاق الثلاثاء الى الكنيست للمصادقة عليه وسيسمح لنتانياهو بالاستناد الى قاعدة متينة من 94 نائبا من اصل 120 في الكنيست وهو اكبر ائتلاف حكومي في تاريخ الحكومات الاسرائيلية. وتنتهي ولاية الكنيست الحالية في تشرين الاول/اكتوبر 2013 وتعهد موفاز بالبقاء في الائتلاف حتى ذلك التاريخ.
ورحب حزب اسرائيل بيتنا اليميني القومي المتطرف والعضو في الائتلاف الحكومي الحالي باتفاق نتانياهو وموفاز. وقال بيان صادر عن الحزب "الامتحان الحقيقي امام هذا الائتلاف الجديد هو تقديم قانون يجعل الخدمة الوطنية اجبارية للجميع. نحن نامل بان يقدم الائتلاف قانونا جديدا لا يشكل نسخة اخرى من قانون تال".
وذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان اتفاق الوحدة سيخضع الثلاثاء لتصويت الكنيست بينما سيؤدي موفاز اليمين كنائب لرئيس الوزراء وكوزير الاربعاء. وبحسب الاتفاق سيشغل موفاز منصب وزير بلا حقيبة في مكتب نتانياهو ولكن تحدثت تقارير غير مؤكدة بانه سيصبح وزير الجبهة الداخلية بدلا من ماتان فلنائي الذي عين سفيرا للصين.
واجرى نتانياهو ليل الاثنين مكالمة هاتفية مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الموجود حاليا في كندا بحسب بيان صادر عن مكتبه. وقال البيان ان "نتانياهو تحدث مع بيريز ليلا واطلعه على قرار تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة. وقال نتانياهو لبيريز الوحدة تعيد الاستقرار. حكومة وحدة وطنية واسعة جيدة للامن والاقتصاد وللشعب الاسرائيلي".
وقال بيان صادر عن مكتب بيريز بانه هنأ نتانياهو على قراره مشيرا الى ان "حكومة وحدة وطنية هي جيدة لشعب اسرائيل ولمصلحة الدولة في ضوء التحديات الحاسمة التي تحيط بها". وفاجأ هذا الاتفاق اليسار ونددت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش ب"معاهدة الجبناء" معتبرة "انه التحول الاسخف في تاريخ اسرائيل السياسي".
واضافت يحيموفيتش على صفحتها على موقع فيسبوك "مع دفن كاديما بشكل نهائي تلقينا فرصة هامة ونادرة لقيادة المعارضة وسنقوم بذلك بكل طاقة وايمان". فيما نددت زهافا غال-اون زعيمة حزب ميريتس العلماني ب"مناورة سياسية دنيئة".
وقالت غال-اون لاذاعة الجيش بان "ائتلافا من 94 عضو كنيست (من اصل 120) هو ديكتاتورية تقريبا،فهو(نتانياهو) يستطيع تمرير اي قانون يرغب به الان".
اما رئيسة كاديما السابقة تسيبي ليفني التي استقالت قبل اسبوع من الكنيست فكتبت "اعرف تماما ما تشعرون به بعد احداث الليلة الماضية ولكن تذكروا بان هناك نوعا اخر من السياسة وهو الذي سينتصر في نهاية المطاف".
وكان نتانياهو اثار مفاجأة خلال الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء حين اعرب عن عزمه تنظيم انتخابات مبكرة في الرابع من ايلول/سبتمبر. وبدأ نتانياهو بكشف نواياه مساء الاحد حيث افاد انه يود بعد الانتخابات تشكيل "اوسع حكومة ممكنة لضمان مستقبل اسرائيل".
وتذرع ببوادر عدم استقرار سياسي للدعوة الى هذه الانتخابات المبكرة، مؤكدا انه من الافضل تنظيم "حملة انتخابية قصيرة من اربعة اشهر لضمان الاستقرار السياسي" في اسرائيل. ويحظى نتانياهو بتاييد حوالى نصف الاسرائيليين (48%) لولاية جديدة، فيما تشير التوقعات الى فوز حزبه الليكود ب31 مقعدا يابيا.
اما حزب كاديما، اول التشكيلات الاسرائيلية بكتلته المؤلفة من 28 نائبا، فيسجل تراجعا حادا ولا تتوقع استطلاعات الراي ان يحصل على اكثر من 12 مقعدا، ما يظهر موفاز (62 عاما) في موقع "المنقذ" بنظر رفاقه في الحزب.
وموفاز القادم من حزب الليكود رئيس اركان ووزير دفاع سابق نجح في نهاية اذار/مارس في هزيمة تسيبي ليفني والحلول محلها على رأس الحزب خلال انتخابات تمهيدية ركز حملته لها على صورته الامنية.
ويشدد انصاره على خبرته العسكرية الواسعة وينسبون اليه بصورة خاصة سحق الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، معتبرين ان بوسع اسرائيل الافادة منه ومن خبرته في وقت تتهم الدولة العبرية ايران بتشكيل "خطر على وجودها" من خلال سعيها لحيازة السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه ايران.