أخبار

بوتين نجح في إبقاء حياته الخاصة بعيداً عن الإعلام

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يحافظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السرية الكاملة فيما يتعلق بحياته الخاصة وأخبار اسرته التي لا تعرف وسائل الإعلام عنها شيئا، ويعتقد البعض أن الكتابة عن الأمن القومي اسهل بكثير من التطرق لعائلة بوتين.

كان ظهور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقرينته حدثاً نادراً هذا العام، لأن رجل روسيا القوي لا يطل عادة مع أسرته في المناسبات العامة. لكن هذه الإطلالة أدت إلى تساؤلات عدة حول ما إذا كانا سيظلان زوجين أم لا.

دخلت ليودميلا بوتين مكتب الاقتراع، يوم الانتخابات الشهر الماضي خلف زوجها فلاديمير بوتين، العائد للرئاسة اليوم. وفي اليوم التالي كان النقد لاذعاً، فظهر بوتين في صورة فوتوغرافية، تم تداولها على شبكة الإنترنت، وهو يصافح زوجته. وجاء التعليق على الصورة يحمل عبارة: "إلى أن نلتقي خلال ست سنوات"، اي عند استعداده لإعادة الانتخاب.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" أنه نادراً ما تتم مشاهدة بوتين وزوجته معاً، وكان ظهورهما يوم الانتخابات خرقاً لسياج السرية الحصين الذي قد أحاط به بوتين عئلته منذ أن تولى مقاليد السلطة قبل 12 عاماً. وكلما طالت مدة حكمه لروسيا، باتت مناقشة أمور حياته الأسرية محظورة.

وثمة فكرة شائعة مفادها أن الزعيم الروسي وزوجته منفصلان. وكانت ابنتاهما تحضران الجامعة تحت اسمين مستعارين، وكثير من زملائهما لا يعلمون بهويتهما الحقيقية. وحتى في الوقت الحالي، من غير المعروف ما إذا كانتا تعيشان في روسيا أم خارجها، وما هي المهن التي تزاولانها.

الرئيس الروسي مع زوجته في مركز اقتراع في موسكو

ويشير صحافيون روس إلى أنه من الأسهل كتابة تقرير عن قضايا الأمن القومي، بدلاً من تناول مواضيع تتعلق بحياة أسرة بوتين، وعادة ما يبدو أن هناك تهديداً مبطناً بحدوث تبعات خطيرة، في حال تعمق الصحافيين في مواضيع تتعلق بالحياة الشخصية لأسرة بوتين.

في العام 2008، عندما كتب صحافي يعمل بصحيفة "موسكوفسكي كوريسبوندنت" مقالاً عن شائعات تفيد بأن بوتين يسعى للطلاق من زوجته والزواج من ألينا كاباييفا، اللاعبة الروسية الحائزة على الميدالية الذهبية في الجمباز الإيقاعي والتي تبلغ نصف سنه، أدان بوتين بقوة هذا التقرير وتم إغلاق الصحيفة على الفور. وبعدها بوقت قصير، انتقل بوتين من منصب الرئاسة إلى منصب رئاسة الوزارء، واختفت زوجته عن الأنظار.

وفي العام 2011، حضرت ليودكيلا حفلاً بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد بوريس يلتسين واحتفالات عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو.

الأمر الأكثر غرابة بالنسبة للصحيفة هو اختفاء ابنتيهما ماريا (27 عاما)، وييكاترينا (25 عاماً) من العالم الافتراضي. فعلى الرغم من أنهما تنتميان إلى جيل موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، إلا انه من المستحيل ايجادهما على صفحاته أو على أي من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، كما أنهما قد خالفتا الاتجاه السائد، وهو أن يصبح أبناء السياسيين من الشخصيات العامة عندما يكبرون.

ومع وجود مجموعة من الصور للفتاتين تعود إلى مرحلة طفولتهما المبكرة، نادراً ما شوهدتا، إلى حد أن معظم الروس لن يمكنهم التعرف عليهما عند رؤيتهما. وعندما وافق بوتين مؤخراً على منح حق استثنائي في الحصول على معلومات خاصة به لمخرج أفلام وثائقية ألماني، كان هناك شرط واحد وهو أن تكون حياته الشخصية خطاً أحمر، وفقا لما قاله المخرج السينمائي هيوبرت سايبل.

ظهر الفيلم الوثائقي "أنا بوتين" هذا العام، الذي يجسد شخصية بوتين بوصفه شخصاً يعيش وحيداً في معظم الفترات، ويمضي وقته مع حراسه الشخصيين وكلبه أمثر مما يرى أسرته.

وفي مقابلة مع الـ "نيويورك تايمز" أشارت الصحيفة إلى أن علامات الضيق بدت على هيوبرت عندما سئل، حول ما إذا كان، خلال مئات الساعات التي قضاها مع بوتين قبل أكثر من عام، قد شاهد أسرته، أو عن مدى صحة الشائعات التي تقول أن بوتين يعيش منعزلاً.

أجاب سايبل: "إنه سؤال محير. بوتين شخص على درجة بالغة من الحساسية ووعدته بألا أكشف الكثير من المعلومات عن ذلك الجانب"، مشيراً إلى أن أسرة الرئيس الروسي "على قيد الحياة ويجرون مكالمات هاتفية".

ووصف سايبل حساسية بوتين بـ"الأسلوب السوفياتي" الذي يختلف بشكل حاد عن النهج الغربي المعتاد المتمثل في تسليط الأضواء على الأسر السياسية. غير أنه يصعب التعميم. فقد حظيت ابنة ستالين، سفيتلانا، بشهرة كبيرة في مرحلة الطفولة، وخلفت ضجة إثر انشقاقها عن الاتحاد السوفياتي وذهابها إلى الولايات المتحدة. ونادراً ما شوهدت ناينا، زوجة يلتسين، على الملأ. غير أن ابنته الصغرى، تاتيانا دياتشينكو، عملت مستشارة سياسية.

وشدد بوتين بقوة على حقه في التمتع بالخصوصية، ورفض مكتبه الإدلاء بتعليق للصحيفةن كما أشار الوثائقي الألماني إلى أن ذلك يعود إلى "أسباب أمنية وتعليمية"، وأن بوتين عادة ما يذكر أنه أراد أن تعيش ابنتاه "حياة طبيعية".
وقال أوليغ رولدوغين، الصحافي الاستقصائي الذي كتب عن أسرة بوتين لصحيفة "سوبيسيدنيك" إنه يبدو من الواضح أن بوتين قد نجح في إبقاء حياته الخاصة بعيداً عن الأضواء.

وقال رولدوغين: "طالماً أن أحداً لا يعلم شيئاً عن ملامح أفراد أسرته أو وظائفهم أو محل إقامتهم، فربما يتسنى لهم أن يعيشوا حياة طبيعية"، مضيفاً أنه لا يوجد أي موضوع أكثر حساسية في تناوله من هذا الموضوع "إذ تعتبر أي أسئلة في هذا الإطار بمثابة محاولة لاختراق حياته الشخصية ويتم حذفها على الفور".

ثمة معلومات قليلة متاحة عن حياة الفتاتين، فالمعروف انهما درستا في مدارس لغة ألمانية وبجامعة سان بطرسبورغ، حيث درست ماريا الأحياء، بينما تخصصت ييكاترينا في الدراسات الآسيوية. وقد ارتبطت كل منهما بعلاقة عاطفية مع شخص غير روسي.

ونقلت تقارير إخبارية ألمانية وروسية وجود علاقة بين ماريا بوتين وجوريت فاسين، وهو رجل ألماني شغل مناصب رفيعة في شركات تابعة لشركة الغاز الحكومية الروسية "غازبروم".
وأشارت الصحيفة إلى أن حتى الأصدقاء يرفضون الحديث عن تفاصيل حياة أسرة بوتين، من ضمنهم سيرغي رولدوغين، الذي يعمل مديراً فنياً لبيت الموسيقى في سان بطرسبورغ، وهو الأب الروحي لماريا بوتين.
وقال أحد مساعدي رولدوغين إنه لن يجيب عن أسئلة ذات صلة بحياة أسرة بوتين لأنه "نه يخشى الحديث عن هذه الأمور لأنه لا يعتقد أن بوتين سيكون مسروراً بذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف