تونس تنتقد تصريحات السفير الأميركي بشأن محاكمة "نسمة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: انتقدت وزارة الخارجية التونسية تصريحات غوردن غراي السفير الاميركي بتونس بشأن محاكمة نبيل القروي مدير تلفزيون "نسمة" التونسي الخاص إثر عرض قناته فيلم الرسوم المتحركة الايراني الفرنسي "برسيبوليس" الذي يقول متشددون دينيون إنه تضمن "تجسيدا للذات الالاهية" واعتبرتها "تدخلا" في شؤون القضاء التونسي.
وقالت الوزارة في بيان نشرته وسائل إعلام محلية الثلاثاء إن "الحكومة التونسية تلقت ببالغ الاستغراب تصريح السفير الأميركي الذي قال إن الحكم تسبب له في خيبة أمل". وعبرت عن "حرص الحكومة على الالتزام بمسؤولياتها التنفيذية وعدم التدخل في مجريات القضاء وفق التقاليد والأعراف الديمقراطية المتعارف عليها عالميا".
وتابعت أن "حرية التعبير في تونس ستظل حقا مشروعا من حقوق الانسان الاساسية يكفله القانون" التونسي. وقالت "بقدر حرص الحكومة التونسية على تمتين علاقات الصداقة والتعاون والشراكة بين تونس والولايات المتحدة الأميركية فإنها تحرص على أن تكون هذه العلاقات مبنية على التفاهم والتشاور والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة واحترام سيادة البلدين".
وفي الثالث من أيار/مايو 2012 أدانت محكمة تونس الابتدائية نبيل القروي بتهمة "عرض شريط اجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الاخلاق الحميدة" وقضت بتغريمه 2400 دينار (1200 يورو).
وقضت المحكمة بتغريم هادي بوغنيم المسؤول عن البرمجة في تلفزيون "نسمة" ونادية جمال رئيسة جمعية "صوت وصورة المرأة" (غير حكومية) التي دبلجت الفيلم الى اللهجة التونسية 1200 دينار (600 يورو) لكل واحد منهما واعتبرتهما شريكين للقروي في "الجريمة".
وأصدر السفير الأميركي بتونس بيانا يوم 3 أيار/مايو بيانا قال فيه "أشعر بقلق بالغ وخيبة أمل عقب ادانة بث قناة نسمة لفيلم صور متحركة سبق الموافقة على توزيعه من قبل الحكومة التونسية". واعتبر ان إدانة القوري "تطرح مخاوف جدية حول التسامح و حرية التعبير في تونس الجديدة".
وقال السفير إن للقروي "الحق في استئناف الحكم ونأمل أن تجد هذه القضية طريقها الى الحل بطريقة تضمن حرية التعبير وهو حق من حقوق الأنسان الأساسية لم يتمتع به التونسيون في عهد (الرئيس المخلوع زين العابدين) بن علي".
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2011 عرض تلفزيون نسمة فيلم "برسيبوليس" الايراني الفرنسي. ويروي الفيلم الذي أخرجته الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي طفولة فتاة إيرانية من عائلة متحررة عايشت أجواء الثورة الاسلامية الايرانية التي اندلعت سنة 1979 وأوصلت الإمام الخميني إلى الحكم.
وتضمن الفيلم لقطة بدقيقتين لفتاة صغيرة تتحدث مع شخص وصف بأنه الله. وتسبب عرض الفيلم في أعمال عنف، قادها متشددون دينيون، استهدفت القناة وصاحبها.
وطالبت جماعات سلفية متشددة بإغلاق تلفزيون نسمة وب"إعدام" نبيل القروي بسبب "استهزائه بالمقدسات الإسلامية". ونددت منظمات حقوقية دولية بالتضييقات التي يمارسها إسلاميون متشددون على حرية التعبير في تونس منذ وصول حركة النهضة الإسلامية إلى الحكم.