التونسيون يرحبون بوصول هولاند وينتظرون دعم فرنسا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أبعدت الإنتخابات الفرنسية الرئيس نيكولا ساركوزي، وصعد الأمين العام للحزب الإشتراكي فرانسوا هولاند إلى سدة الرئاسة في قصر الإليزيه. عودة اليسار الفرنسي إلى الحكم قابلها ترحيب من الأوساط السياسية التونسية رسمية كانت أو على صعيد الأحزاب.
تونس: هنأ الرئيس التونسي الدكتور محمد المنصف المرزوقي الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند على الفوز في الإنتخابات، وأعرب عن الأمل في أن يكون هذا الفوز " فرصة جديدة لإستعادة مسار الشراكة البعيدة المدى" بين تونس وفرنسا".
وكان المرزوقي وجه برقية جاء فيها أنّ :"الشعب التونسي يتطلع إلى إعادة تأسيس العلاقات التونسية الفرنسية من جديد على قيم الصداقة والمصالح المشتركة".
ووجه المرزوقي الدعوة إلى الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند لزيارة تونس قريبًا "من أجل العمل على دعم العلاقات بين الشعبين والبلدين".
وأضاف المرزوقي :"الشعب التونسي الذي حقق ثورته ضد الاستبداد والذي شرع، عبر أول انتخابات ديمقراطية، في بناء مؤسسات دولته الجديدة يتطلّع إلى إعادة تأسيس العلاقات التونسية الفرنسية من جديد على قيم الصداقة والمصالح المشتركةrdquo;.
من ناحيته، وجه كل من رئيس الحكومة حمادي الجبالي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر برقيتي تهنئة إلى الرئيس الفرنسي الجديد هولاند .
الرئيس الفرنسي الجديد كان قد قام بزيارة إلى تونس في شهر أيار (مايو) 2011 والتقى عديد المسؤولين من بينهم رئيس المجلس الوطني التأسيسي الحالي مصطفى بن جعفر، وبيّن على أنّ تونس التي نجحت في القضاء على الإستبداد يمكن أن تكون "نموذجًا ديمقراطيًا ناجحًا"، مؤكدًا على حرص فرنسا على مساعدة تونس ومساندتها من أجل إنجاح التجربة الديمقراطية .
وأوضح خلال تلك الزيارة أنه غير مرتاح لأوضاع المهاجرين التونسيين غير الشرعيين في فرنسا بينما تفتح تونس أبوابها وتحتضن اللاجئين .
وكان هولاند خلال زيارته إلى تونس قبل نحو عام اقترح تحويل الديون الممنوحة لتونس إلى هبة تقدمها المجموعة الدولية.
عامر العريض، رئيس الدائرة السياسية لحركة النهضة، أكد على أنّ العلاقات التونسية الفرنسية بعد وصول الإشتراكي فرانسوا هولاند ستكون أفضل بكثير، وأضاف في إفادته لـ"إيلاف": "نحن نهنئ أولاً الرئيس الجديد المنتخب فرانسوا هولاند لدورة عادية وليست موقتة ونأمل أن تتوسع و تتطور علاقات البلدين تونس وفرنسا في عهده وأن يأخذفي الإعتبار الدور الهام للجالية التونسية المتواجدة في فرنسا والمساهمة في بناء الدولة الفرنسية منذ عشرات السنين" .
وحول تعامل اليسار الإشتراكي مع الإسلاميين في تونس، قال العريض: "نحن نتحدث عن مصالح بين بلدين شريكين على أكثر من مستوى وخاصة على المستوى الإقتصادي، فرنسا هي الشريك الأول لتونس والتاريخ والجغرافيا والمصالح الإقتصادية تقتضي توسيع وتطوير هذا التعاون".
وأشار العريض إلى العلاقات القائمة بين الطرفين وقال: "نحن لدينا علاقات جيدة مع الحزب الإشتراكي الفرنسي وتربطنا بالعديد من الأحزاب الفرنسية والأوروبية الأخرى، علاقات قديمة" .
وأضاف رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة ذات التوجه الإسلامي: "وإن كانت العلاقات في عهد الرئيس المخلوع قوية مع النظام الفرنسي السابق برئاسة ساركوزي، فقد كانت لنا كمعارضة كذلك علاقات قوية مع المجتمع المدني الفرنسي حيث كان عدد منا لاجئين في فرنسا ووقفوا إلى جانب قضايا الحرية والعدل، وعمومًا لقد دعمت منظمات المجتمع المدني الفرنسي الثورة التونسية التي أسقطت الإستبداد، والآن أتوقع أن تكون العلاقات جيدة بين تونس وفرنسا".
وأشار عامر العريض إلى أنّ الرؤساء الثلاثة الممثلين للترويكا هنأوا الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند، وكذلك فعل رئيس حركة النهضة وبعض الأحزاب الأخرى وهذا دليل على الآمال بتحسين العلاقات بين الطرفين لما فيه مصلحة البلدين الصديقين تونس وفرنسا.
الناطق الرسمي بإسم حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات محمد بالنور تحدث لـ"إيلاف" عن وصول اليساري الإشتراكي فرانسوا هولاند إلى سدة الرئاسة وتأثير ذلك على مستقبل العلاقات التونسية الفرنسية قائلاً:"الحزب الإشتراكي الفرنسي وحزب التكتل ينتميان إلى العائلة الإشتراكية العالمية نفسها،ويتقاسمان عديد القيم وليس كلها كاحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وأسس النظام الديمقراطي، وبالتالي فنحن نأمل أن تسهّل علاقة فرانسوا هولاند بمصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي، فضّ الكثير من الملفات العالقة وبخاصة وضعية المهاجرين ودعم التبادل التجاري والإقتصادي بين تونس وفرنسا، خاصة وأن فرنسا هي الشريك الإقتصادي الأول لتونس".
وأضاف محمد بالنور: "ننتظر أن يدعم النظام الجديد في فرنسا المسار الإنتقالي في تونس بعد الثورة وتدعيم ذلك على المستوى الإقتصادي والتبادل التجاري في جميع الميادين لأن الثورة التونسية تحتاج فعلاً دعمًا اقتصاديًا".
وحول علاقة الحزب الإشتراكي اليساري بالإسلاميين في تونس، قال بالنور: " الأكيد أنّ وجود مصطفى بن جعفر رئيس حزب التكتل ضمن الإئتلاف الحكومي هو عامل ثقة للفرنسيين، وبالتالي فنحن ننتظر أن يكون الدعم من فرانسوا هولاند لتونس واضحًا، فالفرنسيون الإشتراكيون لهم علاقات تاريخية طيبة بتونس ." .
أما عضو المكتب السياسي للحزب الجمهوري مصباح شنيب فقد أبدى هو الآخر تفاؤلاً بمستقبل العلاقات التونسية الفرنسية، وقال في إفادة لـ"إيلاف": "ما نلاحظه هو ارتياح الشعب التونسي لوصول الإشتراكي هولاند إلى سدّة الرئاسة لأن الحكومات الإشتراكية وفي تجارب سابقة لها علاقات طيبة بتونس ومعاملتها للعمال المهاجرين أفضل من سواها" .
وأضاف شنيب: "تصريحات هولاند بأنه سيساعد تونس على استرجاع الأموال المنهوبة وسيقف إلى جانبها في مسارها الإنتقالي من أجل تحقيق الديمقراطية، هي إشارات إيجابية ومطمئنة، وهناك فرق كبير بين ساركوزي الذي كانت تربطه علاقة حميمة بالنظام السابق، وهو لم يكن في صف الثورة بل كان معاديًا لها، وبالتالي فالعلاقات المستقبلية ستكون بلا شك أفضل مما كانت عليه مع ساركوزي" .
ولكن عضو المكتب السياسي للحزب الجمهوري، أكد على عدم الإسراف في التفاؤل لأن الوضع في أوروبا صعب هذه الأيام على الرغم من أن لفرنسا سياستها الخاصة ، ولكنها دومًا تبقى داخل محيطها الأوروبي، وبالتالي إلى أي حدّ يمكن أن نعوّل على أصدقائنا الفرنسيين، فنحن في ظروف صعبة تماما كأوروبا عامة".
ورغم صعوبة المرحلة فقد أشار مصباح شنيب، إلى أنّ التونسيين ينتظرون تفهّم الفرنسيين للوضع الخاص الذي تعيشه تونس، والظروف ما بعد الثورة والوضع الإقتصادي الصعب، وبالتالي التعامل مع تونس على أساس شراكة معينة وعلاقات تاريخية مع فرنسا التي عليها مسؤولية تاريخية نحو تونس التي كانت مستعمرة فرنسية.
وعن العلاقة التي يمكن أن تربط بين اليسار الإشتراكي الفرنسي والإسلاميين في تونس، قال شنيب: "نرجو أن لا ينساق الفرنسيون وراء اعتبارات ايديولوجية، نظرًا لوجود حكومة يسيطر عليها الإسلاميون، وأتوقع صعوبة ما في هذا الإطار ولكن أتصور أن فرنسا تنظر إلى أبعد من ذلك ولن تعمل على عدم الوقوف إلى جانب تونس في ظرفها الحالي، لأن الصعوبات الإقتصادية لتونس تتأثر بها فرنسا على اعتبار أن تونس تمثل سوقًا لفرنسا والتونسيون يستوردون من فرنسا الكثير من المنتوجات" .
وحول المصالح الإقتصادية، قال شنيب: "أعتقد أن فرنسا لا تنظر إلى الأشياء من وجهة نظر سياسية وايديولوجية فقط، بل تنظر أولاً إلى مصالحها الإقتصادية وبالتالي ما ننتظره فعلاً هو أن ينظر الفرنسيون إلى الوضع الحقيقي لتونس بعد الثورة والصعوبات الإقتصادية التي تعيشها وتعمل على مساعدتها على النهوض وتجاوز المرحلة الإنتقالية بسلام، لأن ترك تونس لوحدها دون مساعدة من الحليف التاريخي سيعود بالوبال على الجميع".
وأنهى عضو المكتب السياسي للحزب الجمهوري مصباح شنيب حديثه مع "إيلاف" بالقول: "أتوقع أن تكون فرنسا بقيادة هولاند، أميَل إلى الأحزاب المدنية منها إلى الحزب الحاكم، ولكن ذلك لن يمنعها من تقديم المساعدة والدعم إلى تونس لأن نظرتهم عمومًا تقوم على المصلحة والمصلحة تقتضي مساعدة تونس على الخروج من الوضع الصعب الذي تعيشه بعد الثورة التي انقلبت على الإستبداد" .