ايران تضغط على أفغانستان لإجهاض اتفاقيتها مع الولايات المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تشدد ايران ضغوطها على افغانستان لإفشال الاتفاقية الأمنية التي وقعتها مؤخرا مع الولايات المتحدة مهددة بترحيل اللاجئين والعمال المهاجرين الأفغان إذا صادق البرلمان الافغاني على الاتفاقية.
وقال رئيس مجلس الأقاليم الافغاني فضل هادي مسلميار لصحيفة وول ستريت جورنال، إن سفير طهران الجديد في كابل أبلغ اعضاء البرلمان الافغاني الاسبوع الماضي ألا يصادقوا على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وافغانستان.
وتحدد الاتفاقية التي وقعها الرئيس باراك اوباما ونظيره الافغاني حامد كرزاي الاسبوع الماضي معالم الدور العسكري والسياسي الذي ستقوم به الولايات المتحدة في افغانستان بعد رحيل غالبية القوات الأجنبية في عام 2014.
ولم تخف طهران امتعاضها من توقع الاتفاقية، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان وجود القوات الأميريكة يزعزع استقرار المنطقة وان السلام لا يمكن ان يتحقق في افغانستان إلا بانسحاب القوات الأجنبية انسحابا كاملا.
ويشكل العدد الكبير من اللاجئين الأفغان في ايران، ورقة قوية بيد طهران للضغط على الحكومة الافغانية التي تعاني ضائقة مالية.
وقال عبد الصمد هامي، نائب وزير اللاجئين الافغاني إن ايران موطن ما يقرب من ميلون لاجئ افغاني مسجل و"عدد متحرك" من المهاجرين غير المسجلين.
ويتوجه الى ايران مئات الآلاف من الافغان بحثا عن فرص عمل حيث يعملون غالبا في البناء والزراعة وغيرها من الأعمال ذات الأجور المتدنية.
وأشار هامي إلى أن ايران وباكستان استخدمتا وجود المهاجرين واللاجئين الافغان "أداة سياسية" للضغط على كابل.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسلميار انه رفض طلب السفير الايراني ابو الفضل زهرفند وقال له ان افغانستان بلد مستقل "ونحن الذين نقرر مع من نريد اتفاقية ومع من لا نريد".
وأعرب برلمانيون أفغان آخرون عن مواقف مماثلة. وقال عضو البرلمان عن قندهار خالد باشتون ان المطلب الايراني "تدخل سافر" في شؤون افغانستان الداخلية.
واضاف باشتون أن الضغط الايراني سيضمن المصادقة على الاتفاقية وقال إن تأييدها سيكون الآن "100 في المئة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر يوم الثلاثاء أن لا علم له بهذا الموقف ولكن الولايات المتحدة تحث "ايران على القيام بدور بناء".
وترتبط ايران وافغانستان بعلاقة وثيقة لكنها معقدة. فاللغة الفارسية المعتمدة في ايران هي احدى اللغتين الرسميتين في افغانستان، ويعتز البلدان بتراثهما الثقافي والتاريخي المشترك. كما يرتبط شيعة افغانستان بآصرة مذهبية مشتركة مع ايران.
وحتى أواخر 2010 كان كرزاي يتلقى بانتظام تمويلا من الحكومة الايرانية لمساعدته في تغطية مصروفات مكتبه. ولكن العلاقة تردت منذ ذلك الحين وخاصة بعدما أغلقت ايران لفترة قصيرة حدودها مع افغانستان بوجه امدادات الوقود الحيوية لهذه الأخيرة.
وأثار الخلاف الأخير حملة واسعة في وسائل الاعلام الافغانية وخاصة بعد ان اعتقلت السلطات الافغانية مراسل وكالة انباء ايرانية في كابل بتهمة التجسس.
وقالت وكالة انباء فارس الايرانية ان مديرية الأمن الافغانية اعتقلت مراسلها في كابل عبد الواحد حكيمي. وقال مسؤول افغاني ان حيكمي اعتُقل للاشتباه في نقله وثائق مصنفة الى ايران. واضاف المسؤول الافغاني ان السلطات اعتقلت مؤخرا اثنين آخرين من الافغان بتهمة التجسس لصالح ايران.
في غضون ذلك قالت وسائل اعلام افغانية ان بعثة افغانستان في ايران تعرضت مؤخرا للمضايقة. وافاد مسؤول غربي وتقارير صحفية ان موظفين في السفارة الافغانية في طهران تعرضوا للاعتداء في العاصمة الايرانية.
واندلع النزاع في وقت تستعد القوى الغربية لجولة ثانية من المحادثات بشأن برنامج ايران النووي.
وقالت الباحثة هيذر بار من منظمة هيومن رايتس ووتش في افغانستان ان لدى ايران نمطا من استخدام اللاجئين الافغان "كرة قدم سياسية" في نزاعاتها مع افغانستان وفي ردها على الضغوط الاميركية. "وما هذا إلا أحدث ما حصل في اتجاه طويل الأمد من استخدام الحكومة الايرانية وجود المهاجرين واللاجئين أداة ضغط في تعاملها مع افغانستان".