أخبار

إسرائيل على فوهة بركان إذا مات أسير فلسطيني مضرب عن الطعام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس: تزايدت الضغوط على اسرائيل لانقاذ حياة الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ مدة تزيد على شهرين في بعض الحالات، احتجاجًا على ظروف اعتقالهم، لا سيما وأن وفاة اي منهم قد تفجر بركانًا من اعمال العنف ضد الدولة العبرية.

وبعد الاتحاد الاوروبي واللجنة الدولية للصليب الاحمر، اللذين طالبا الحكومة الاسرائيلية الثلاثاء بتوفير المساعدات الطبية للاسرى الستة المضربين عن الطعام منذ فترة تتراوح بين شهر ونصف و71 يومًا، دعت فرنسا الاربعاء اسرائيل "لدوافع انسانية" ان "تأخذ في الاعتبار خطورة الوضع وتتخذ التدابير العاجلة المناسبة".

وحوالى ثلث الأسرى الفلسطينيين الـ4700 تقريبا المعتقلين في اسرائيل (بينهم حوالى 310 قيد الاعتقال الاداري) هم اليوم مضربون عن الطعام في حركة احتجاج جماعية انطلقت في 17 نيسان/ابريل، بحسب ادارة السجون الاسرائيلية ومصادر رسمية فلسطينية ومنظمات حقوقية.

وقالت ناديا دبسي المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لوكالة فرانس برس "ما نقوله علانية لا يعني اننا لم نقله قبلا، بشكل ثنائي، للسلطات الاسرائيلية. ولكن خطورة الوضع جعلتنا نعتبر انه من المهم ان نقول هذا علنا ايضا، لان هناك خطر وفاة".

بان: لمحاكمة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام أو الإفراج عنهم

واضافت "عندما يكون هناك عدد كبير من الاشخاص يضربون عن الطعام بشكل جماعي، لا يكون الامر سهلاً على اللجنة الدولية للصليب الاحمر لمتابعة حالات كل منهم بمفرده، كما نفعل مع الاشخاص الذين وللاسف وضعهم الصحي حرج"، مؤكدة ان الاولوية هي "للمعتقلين المضربين عن الطعام منذ اكثر من 48 يوما وحتى 72 يوما".

وخمسة من الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، والذين يعالجون في مستشفى سجن الرملة قرب تل ابيب، توقفوا الثلاثاء عن تناول السوائل حتى تحقيق مطالبهم، كما اعلن لفرانس برس محاميهم جميل الخطيب الاربعاء.

وقال الخطيب "لقد زرت عددًا من الاسرى المرضى، الذين يعالجون في مستشفى سجن الرملة، وقد بدأ الأسرى الخمسة بالدخول في مرحلة الخطر"، مؤكدا انهم "منذ الامس امتنعوا عن تلقي السوائل في المصل، ورفضوا العلاج من ادارة السجون او الفحوص الطبية ووضعهم يتدهور".

واضاف "هم مستمرون في الاضراب، ومستعدون للوصول به حتى الشهادة، حتى تحقيق مطالبهم، ومعنوياتهم عالية، ولديهم النية بالتوقف عن تناول المياه قريبا". ومن بين الاسرى الخمسة الذين توقفوا عن تلقى السوائل الثلاثاء، اربعة معتقلين اداريا. ومن هؤلاء بلال دياب (27 عاما) وثائر حلاحلة (34 عاما) اللذان اعلنا عن اضرابهما عن الطعام في 29 شباط/فبراير الماضي احتجاجا على اعتقالهما الاداري في اطول اضراب عن الطعام لمعتقلين فلسطينيين.

واكد الخطيب "ان بلال دياب تلقى العلاج في مستشفى اساف روفييه لمدة اربعة ايام، واعادوه الى مستشفى السجن يوم الاثنين"، مضيفا ان "من بين الاسرى الذين زرتهم في المستشفى وتوقفوا عن تلقي السوائل المعتقل حسن الصفدي، وجعفر عز الدين ومحمود السرسك، وقد مضى اكثر من 45 يوما على اضرابهم عن الطعام".

وقالت المتحدثة باسم ادارة مصلحة السجون سيفان وايزمن لوكالة فرانس برس الاربعاء ان "عدد الاسرى المضربين عن الطعام ويخضعون للعلاج في مشفى السجن هو 11 اسيرا، ولم ينقل اي منهم الى اي مستشفى مدني اليوم، مشيرة الى ان الاضراب" يؤثر عليهم". ومنعت اسرائيل عائلات الاسرى الاداريين من زيارتهم بعدما بدأوا الاضراب عن الطعام.

وينفذ نحو 1600 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية اضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 17 من نيسان/ابريل للمطالبة بتحسين ظروفهم داخل السجون. ومن بين الاسرى الذين يتلقون العلاج في مستشفى السجن، الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات. وكانت ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية نقلت احمد سعدات الى مستشفى سجن الرملة قبل نحو 11 يوما.

واعتقلت اسرائيل سعدات في العام 2006 من سجن تابع للسلطة الفلسطينية في اريحا، هو واعضاء خلية متهمة بقتل وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي. وحكم على سعدات في كانون الاول/ديسمبر 2008 بالسجن ثلاثين عاما.

وتعبيرا عن غضبهم منع عشرات الفلسطينيين موظفي الامم المتحدة الاربعاء من دخول مكاتب المنظمة الدولية في رام الله في الضفة الغربية مطالبين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالتدخل في موضوع الاسرى. وحمل المتظاهرون لافتات تندد بالامم المتحدة وتدعو إلى التضامن مع الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام.

وقال منظمو التظاهرة في رسالة موجّهة الى الامين العام للامم المتحدة "نشعر بخيبة الأمل من صمتك منذ بدء هذا الاحتجاج في كانون الاول/ديسمبر 2011" في اشارة الى اضراب بدأ به الاسير خضر عدنان لمدة 66 يوما احتجاجا على اعتقاله الاداري.

واضاف البيان "هذا يتناقض بشكل كبير مع بياناتك القوية لدعم الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط" في اشارة الى الجندي الاسرائيلي الذي اسر لمدة خمس سنوات في قطاع غزة وافرج عنه في تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وطالب البيان "باتخاذ موقف حاسم ضد الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الاسرى"، مشيرا الى ان الامم المتحدة "تشجع الدول الاعضاء فيها على معارضة الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في بلدانهم".

وكان مبعوث الامم المتحدة للشرق الاوسط روبرت سيري عبر الثلاثاء عن "قلقه العميق" بسبب "الحالة الحرجة لسجينين فلسطينيين على الاقل (...) مضربين عن الطعام منذ اكثر من شهرين". ودعا سيري في بيان "اسرائيل الى الوفاء بواجباتها المنصوص عليها في القانون الدولي"، كما دعا "جميع الاطراف الى ايجاد حل قبل ان يفوت الاوان". وكانت حركتا حماس والجهاد الاسلامي توعدتا اسرائيل بعمليات انتقامية اذا توفي احد من الاسرى المضربين عن الطعام.

وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فان القوات الاسرائيلية تستعد لهذه الفرضية مع اقتراب التظاهرات السنوية بمناسبة ذكرى قيام دولة اسرائيل في 15 ايار/مايو 1948 او "النكبة".

مصير المضرب عن الطعام يصبح في المجهول إذا تخطت مدة إضرابه شهرين
يشار إلى أن بقاء المضرب عن الطعام على قيد الحياة يصبح غير مؤكد اذا تخطت مدة اضرابه الشهرين، بحسب ما يؤكد خبير تغذية فرنسي، وذلك في الوقت الذي دخل فيه اضراب اثنين من الاسرى الفلسطينيين المعتقلين في اسرائيل يومه الـ71.

وقال البروفسور جان كلود ميلشيور الخبير في التغذية في مستشفى ريمون بوانكاريه في غارش قرب باريس ان "شخصًا يتمتع بصحة جيدة ويضرب عن الطعام بطريقة ذكية لا يدخل دائرة الخطر حكمًا قبل شهرين" من الصيام المتواصل. واضاف انه في حال كان الاضراب عن الطعام صارمًا، اي عدم اكل اي شيء بتاتا والاكتفاء بالماء حصرا، فان الجسم يحرق رويدا رويدا مخزونه من الدهون، ويستهلك ايضا قسما من كتلته العضلية، ولا سيما في البداية، لتغذية الدماغ.

واضاف الخبير ان "الجسم يتأقلم ويستهلك بهدوء كتلته الدهنية التي ستذوب. وحتى اذا لم يكن الانسان سمينًا، فان لديه في جسمه ما يكفيه للبقاء على قيد الحياة ستين يوما". ولكن بعد مدة الشهرين هذه يصبح المضرب عن الطعام امام خطر الموت بسبب "نوع من القصور العام في الاستقلاب" اي في عملية تحول الغذاء في الجسم، مشيرا الى ان الطب لم يستطع حتى الان فهم السبب الكامل لهذا الامر.

واضاف "لا نعرف جيدا ماذا يجري، الناس يموتون من الإنهاك، كشمعة تنطفئ، مع انهم لم يستنفدوا كل مخزونهم من الانسجة الدهنية". وبالنسبة الى المعتقلين المضربين عن الطعام فان حالهم تشبه الى حد كبير حالة الصيام عن الطعام لفترة طويلة، لان المعتقل لا يتنقل كثيرا، وبالتالي فان جسمه لا يستهلك الكثير من الطاقة.

واضاف "ولكن المشكلة تكمن في ان المعتقلين في الغالب يعانون اصلاً سوء تغذية، وبالتالي فان اجسامهم لا تكون في وضع جيد جدا عند البدء بالاضراب". وعند انتهاء الاضراب عن الطعام يجب ان تتم عملية اعادة التغذية بشكل تدريجي للغاية، بأطعمة خفيفة جدا، ليس فيها الكثير من الدهون او السكريات، وبكميات ضئيلة وبفارق زمني بين الوجبة والاخرى.

وغالبا ما يشعر الصائم او المضرب عن الطعام بان معدته تقلص حجمها، وبانه يشبع سريعا جدا. وبحسب الخبير فان هذا الامر ناتج من العودة التدريجية لعملية الهضم المعقدة الى وضعها الطبيعي.

واضاف الخبير انه اذا كان المضرب عن الطعام في صحة جيدة واتبع الطريق الصحيح في التوقف عن الطعام، ولا سيما الامتناع عن تناول العصائر او الاغذية السكرية، "فليس هناك من سبب لأن يعاني مشاكل".

وخضر عدنان العضو في حركة الجهاد الاسلامي الذي افرج عنه في 17 نيسان/ابريل بقرار من القضاء الاسرائيلي بعدما اضرب عن الطعام لمدة 66 يومًا (كان في حينه الرقم القياسي لاضراب معتقل فلسطيني عن الطعام) يبدو اليوم انه يستعيد عافيته من دون مشاكل بعدما اضطر للخضوع لعملية جراحية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف