البابا: الصداقة والشراكة بدلا من الارتياب بين اليهود والمسيحيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
روما: اعرب البابا بنديكتوس السادس عشر لدى استقباله مجموعة من حاخامي اميركا اللاتينية الخميس عن ارتياحه لحلول الصداقة والشراكة بين اليهود والمسيحيين بدلا من الارتياب لمواجهة الازمات "حتى لو انه ما زال يتعين عليهم القيام بالكثير" لتجاوز ماض صعب.
واضاف البابا انه "بفضل مزيد من الثقة والاحترام والارادة الحسنة، تحولت مجموعات كانت تقيم علاقات يشوبها بعض الارتياب، رويدا رويدا الى شركاء واصدقاء .. قادرين .. على تجاوز النزاعات بطريقة ايجابية".
فقد استقبل البابا للمرة الاولى في الفاتيكان وفدا من المؤتمر اليهودي الاميركي-اللاتيني برئاسة رئيسه جاك تربينز ومشاركة مسؤولين من 13 بلدا.
وذكر البابا بنديكتوس السادس عشر بأهمية هذا الحوار في العالم "الذي ما زال يتعرض لمزيد من التهديد جراء فقدان القيم الروحية والاخلاقية القادرة وحدها على ضمان كرامة الانسان والسلام الدائم".
وقال تربينز "نستطيع معا توجيه رسالة قوية الى المجتمع كله: على سبيل المثال من خلال العمل في مجال مساعدة المحتاجين والدفاع عن العائلة والتعددية والديموقراطية، باسم القيم المشتركة التي تحترمها تقاليدنا الدينية".
من جانبه، قال رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد اس. لودر الذي حضر اللقاء ايضا، ان "العلاقات بين اليهود والكاثوليك افضل مما كانت في الالفي سنة الماضية، على رغم الخلافات الظرفية". واشار الى ان "الجهود الجبارة" التي بذلها البابا بنديكتوس السادس عشر "كانت ناجحة".
وقد ارسى الاسس الجديدة لحوار بين اليهود والكاثوليك اعلان "نوسترا اتاتي" (عصرنا) الذي اصدره المؤتمر الفاتيكاني الثاني (1962-1965) والذي نبذ "كل شكل من اشكال معاداة السامية" ودشن مرحلة "اعادة نظر لاهوتية في علاقة الكنيسة باليهودية".
ومنذ ذلك الحين، قام الطرفان بخطوات كثيرة، واعرب البابا يوحنا بولس الثاني عن ندم الكنيسة على قرون من معاداة حادة للسامية لدى المسيحيين.
وقد زار يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر كنسا والقيا خطبا كثيرة عن الاعتراف بالاصل المشترك والعلاقات الوثيقة التي تجمع بين الديانتين.
لكن خطوات متعثرة كرفع الحرم عن الاسقف التحديثي المتطرف المونسنيور ريتشارد ويليامسون احدثت توترات في السنوات الاخيرة.
الكنيسة الكاثوليكية تسعى الى "المصالحة"
اكد المونسنيور ديارميد مارتن رئيس اساقفة دبلن الخميس ان المؤتمر الدولي حول القداس الذي سيشارك فيه كاثوليك من جميع انحاء العالم في دبلن من 10 الى 17 حزيران/يونيو، سيتيح التوصل الى "المصالحة" في اطار كنيسة تواجه انقساما حادا نتيجة ازمة التجاوزات الجنسية.
وخلال الاعلان في الفاتيكان عن هذا المؤتمر الذي يعقد وسط ازمة غير مسبوقة على اثر الكشف عن عشرات الاف الاعتداءات الجنسية على اطفال، تحدث المونسنيور مارتن عن الاعتراض الحاد لقسم من الاكليروس نفسه على السلطات الكاثوليكية والفاتيكان.
وقال "ثمة توترات، وهذه الانقسامات ليست سليمة". وذكر عندئذ بالمؤتمر الافخارستي الاول الذي عقد في ايرلندا في 1932، وتطرق الى المجتمع انذاك "الذي جرحته في الصميم، قبل عشر سنوات على الاقل، حرب اهلية ضارية استمرت سنتين".
واضاف "في 1932، اجتمع رجال ونساء من الطرفين وعملوا سوية على مشروع مشترك: فالافخارستيا (الاتحاد بجسد ودم المسيح وفق العقيدة الكاثوليكية) تتمتع اذن بالقدرة على المصالحة، وسيكون مؤتمر دبلن مرة اخرى حركة تجدد ومصالحة".
ودافع المونسنيور مارتن عن رئيس المؤتمر الاسقفي المونسنيور شون برادي المتهم بتغطية كاهن اعتدى على اطفال في السبعينات حين كان بعد كاهنا يافعا. ويؤكد المونسنيور برادلي ان هذه الاتهامات "مغلوطة ومضللة"، مشيرا الى ان امكانية التدخل لم تكن متوافرة لديه آنذاك.
وعلق المونسيور مارتن بالقول "ليس ملائما من جهتي التحدث عن هذا الموضوع هنا. فقد ادلى الكاردينال برادي بتصريحات واضحة، وهو يهتم بالامر".
وبالعودة الى الفضيحة، قال اسقف دبلن ان "التحدي الشامل الذي تواجهه كنيسة ايرلندا لا يقتصر فقط على التجاوزات الجنسية، بل يتخطاه الى ما هو اعمق. فالكنيسة لم تدرك عمق العلمنة، لذلك نحتاج الى اصلاح اعمق للكنيسة".
وقال ان "احد اخطاء الماضي تمثل باحصاء عدد المؤمنين في الكنائس فقط".
واضاف انه اذا ظهرت "على الكنيسة علامات الاعياء، فان ضخ الحيوية في شرايينها لا يقتصر على تغيير هيئاتها". وقال "من الملائم الا ننظر اليها من خلال المشاكل فقط، انها كنيسة تتسم بالحيوية ... اقلية لكن الزمن لم يتجاوزها".