سكان طرابلس يدفعون ثمن الانقسام على خلفية الاحداث السورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طرابلس: يعيش سكان عدد من احياء مدينة طرابلس في شمال لبنان حالة من الذعر نتيجة الاشتباكات بين مجموعات مسلحة علوية واخرى سنية على خلفية الازمة في سوريا المجاورة، وسط محاولات حثيثة من السياسيين لاعادة الهدوء.
وتقول فاطمة العلي (29 عاما) "اختبىء لاحمي اولادي الثلاثة". الى جانبها ثلاث نساء اخريات و15 طفلا يختبئون في غرفة منزل في باب التبانة، المنطقة ذات الغالبية السنية المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وتقول ابنتها عائشة (11 عاما) بصوت خافت يتملكه الرعب "انا خائفة حقا. بطني يؤلمني، راسي يؤلمني، وانا ارتجف. كلما انفجرت قذيفة، اصرخ".
ولم يتمكن صحافيو وكالة فرانس برس من اجتياز ما صار يعرف ب"خط التماس" للوصول الى جبل محسن ذات الغالبية العلوية، الا ان علي فضة، عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي الذي يمثل غالبية العلويين في لبنان، ندد في اتصال هاتفي مع فرانس برس بجعل "جبل محسن كبش محرقة في كل مرة".
ويقول "نحن ندفع الثمن بشكل منتظم. لا نفهم لم يحصل هذا. ديموغرافيا، نحن اقلية، لذلك لا يمكن ان نكون نحن من بدأنا المعركة، الا اذا كنا من هواة الانتحار".
ويضيف "كل الاسلاميين تجمعوا ضدنا"، معربا عن خشيته من حصول تصعيد.
ويتابع فضة "في جبل محسن، نحن محاصرون كأننا في غزة، باستثناء ان ليس لدينا اي انفاق تحت الارض".
ويتساءل فضة ما ذنب جبل محسن في توقيف الاسلامي شادي المولوي الذي كان الشرارة لاندلاع الاشتباكات.
واندلعت الاشتباكات بعد ان اوقفت القوى الامنية اللبنانية شادي المولوي للاشتباه بعلاقته "بالارهاب"، بينما يقول رفاقه ان تهمته الوحيدة هي تقديمه المساعدة للاجئين السوريين.
وتسببت الاشتباكات حتى الآن بمقتل سبعة اشخاص واصابة 47 آخرين بجروح.
وعمد اسلاميون بعد ظهر الاثنين الى قطع الطريق بمستوعبات النفايات والاطارات احتجاجا على عدم الافراج عن المولوي الذي ادعى عليه القضاء الاثنين بتهمة "الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح".
ودعا سياسيون الى تهدئة الوضع وابرزهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (سني) المتحدر من طرابلس ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري (سني)، ابرز اركان المعارضة.
وحصلت مواجهات عديدة خلال السنوات الماضية بين جبل محسن وباب التبانة، على خلفية الانقسام السياسي الداخلي او الاحداث السورية. وفي 17 حزيران/يونيو، اوقعت اشتباكات سبعة قتلى عقب تظاهرة مناهضة للرئيس السوري بشار الاسد في المدينة.
وقال المسؤول الاعلامي في الحزب العربي الديموقراطي عبد اللطيف صالح لتلفزيون "الجديد" ان "الارهابيين والمرتزقة الذين هربوا من سوريا يقاتلون في جبل محسن"، وان مجموعات من منطقة عكار ذات الغالبية السنية، قدمت ايضا الى المدينة للقتال.
ويقول رجل في الحادية والثلاثين رافضا الكشف عن اسمه لدى مروره في شارع سوريا الفاصل بين المنطقتين المتواجهتين انه يسكن في المنطقة وانه "استفاق ووجد ان هناك معركة".
ويضيف "عندما يسقط النظام في سوريا، سنكون في حال افضل، لكن من الآن وحتى حصول ذلك، اخشى انه سيكون هناك دم كثير".
ويقول الشيخ غريب الشام السلفي الذي يحمل رشاشا، ان ما يحصل هو "رسالة من اسود طرابلس الى الثوار الاحرار في سوريا بانهم ليسوا وحدهم".
ويجاهر جوهر بوضيف (45 عاما) بثلاث قنابل يدوية اشتراها للتو، مشيرا الى انه يتسلح "للدفاع عن بيتي وشارعي وطائفتي". ويضيف انه قدم بندقية كلاشينكوف لابنه البالغ من العمر 18 عاما لينضم اليه في القتال.
في المناطق المحيطة بباب التبانة وجبل محسن، اقفلت المحال التجارية، وشلت الحركة، فيما قطع رصاص القنص الطريق الدولية التي تصل اكبر مدن الشمال بالحدود السورية.
في الزاهرية القريبة من باب التبانة، يقول محمد السحمراني وهو اب لاربع فتيات، "المشكلة داخلية في الاساس، لكن هناك ايضا غضب تجاه النظام السوري"، مضيفا "اذا انهار نظام بشار الاسد، سيهدا الوضع".
ويشير الى انه يستعد لمغادرة المنطقة الى مسقط رأسه في الريف.
وتقول ابنته رنيم التي تدرس ادارة الاعمال ان لديها امتحانات الاسبوع المقبل "لا استطيع الذهاب الى الجامعة اليوم، يجب ان ادرس، لكنني اعجز عن ذلك".
في الجوار، تسمع اصوات رشقات رشاشة كثيفة.
وتقول فاطمة القلقة على ابنتها الصغرى زينب المريضة "لا يمكننا التوجه بها الى الطبيب، لا نريد سوى العيش بسلام".