الجيش اليمني يتابع حملته ضد القاعدة ومدعومًا من الأميركيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عدن: يتابع الجيش اليمني حملته ضد تنظيم القاعدة في محافظة ابين الجنوبية ما اسفر عن سقوط 29 قتيلا اليوم الاربعاء، وهو يبدو بحسب مصادر امنية ودبلوماسية موحدا ومصمما على الانتصار كما يحظى بدعم أميركي مباشر لاسيما من خلال مشاركة خبراء من الجيش الأميركي في ادارة العمليات.
واسفرت هذه الحملة التي اطلقها الجيش السبت وتركزت على اخراج مسلحي التنظيم المتطرف خصوصا من زنجبار وجعار ومحيط مدينة لودر، عن 144 على الاقل بحسب مصادر عسكرية وقبلية ومحلية.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان "خبراء أميركيين موجودون على الارض في اليمن". واشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الى ان هؤلاء موجودون "خصوصا في قاعدة العند القريبة من مركز العمليات". ويجمع الخبراء على ان الحملة التي تشنها القوات اليمنية حاليا مختلفة كما ونوعا عن الحملات السابقة، خصوصا تلك التي كان يشنها الجيش في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقالت مصادر عسكرية إن اكثر من عشرين الف عسكري يشاركون في الحملة وينتمون الى خمسة الوية بينها لواءان تابعان للفرقة الاولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الاحمر الذي انشق عن نظام الرئيس السابق. واكد مصدر عسكري ميداني ان "القيادات العسكرية الميدانية جديدة وموحدة، وتتمتع بتصميم كبير".
بدورها، افادت مصادر امنية في الجنوب وشهود عيان ان طائرات أميركية من دون طيار تشارك في العمليات، كما تحظى عمليات الجيش اليمني باسناد من البحرية الأميركية، الامر الذي لم يتسن تاكيده من مصادر مستقلة.
وتركزت المعارك اليوم في محيط جبل يسوف المطل على مدينة لودر، بعد ان اعلن الجيش انه تمكن بدعم من "لجان المقاومة الشعبية" من "تطهير" هذا الجبل الذي كان يتحصن فيه مقاتلو القاعدة. واطلق المسلحون المتطرفون فجر الاربعاء هجوما مضادا على جبل يسوف ما اسفر عن مقتل مسلحين مدنيين اثنين من انصار الجيش واصابة اربعة آخرين، بحسب متحدث باسم اللجان.
ورد الجيش على هذا الهجوم ما اسفر عن سقوط 11 مقاتلا من القاعدة بحسب مصادر قبلية. وفي وقت لاحق، قتل 16 عنصرا من القاعدة واصيب 14 اخرون في غارتين شنهما الطيران اليمني على محيط لودر بحسبما افاد متحدث باسم اللجان الشعبية.
وقال المصدر ان الغارة الاولى استهدفت جبل حيدان الذي يبعد عشرة كيلومترات جنوب لودر، والثانية استهدفت موقعا قرب قرية المنياسة جنوب شرق لودر. وبحسب المصدر ذاته، تم تدمير مركبتين تابعتين لمقاتلي القاعدة، كما اشار الى ان "بين القتلى سمير الفطحاني وهو قائد ميداني للقاعدة".
من جانبه، نقل موقع وزارة الدفاع عن مصدر عسكري مسؤول قوله ان "العمليات العسكرية التي تنفذها وحدات القوات المسلحة الشجاعة من قيادة ومقاتلي اللواء 26 حرس جمهوري واللواء 111 مشاة الأبطال واللجان الشعبية في مديرية لودر حققت نجاحات كبيرة ومهمة في اتجاه القضاء على ما تبقى من فلول العناصر الإرهابية".
واوضح المصدر ان "المقاتلين الابطال من أبناء القوات المسلحة ومعهم الرجال الأوفياء في اللجان الشعبية وجهوا ضربات قاسية وموجعة للعناصر الإرهابية في مديرية لودر وتمكنوا (الثلاثاء) من تطهير العديد من المواقع التي كانت تتواجد فيها تلك العناصر ومن بينها جبل يسوف الاستراتيجي".
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس الاربعاء ان "جنديا انزل علم القاعدة عن جبل يسوف ورفع العلم اليمني وقتل برصاص قناص من مسافة بعيدة". وفي زنجبار، عاصمة ابين، افاد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان ستة من عناصر الجيش اصيبوا بجروح اليوم الاربعاء اثناء تقدم القوات المسلحة على اطراف المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ نهاية ايار/مايو 2011.
وذكر المصدر ان "وحدات عسكرية تزحف نحو اطراف زنجبار، واخرى تمكنت من دخول الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة، خصوصا ناحية مقر الادارة المحلية". واشار الى تسجيل "مواجهات بالاسلحة الرشاشة في هذه المنطقة".
وقال ضابط مرابط بالقرب من زنجبار ان "الجيش يتقدم نهارا ويتراجع ليلا تكتيكيا خوفا من عمليات ارهابية". من جانبه، قال اكد احد سكان مدينة جعار المجاورة لوكالة فرانس برس ان سكان المدينة "بدأوا باللجوء الى عدن ولحج" المجاورتين، خصوصا بعد مقتل 15 مدنيا على سبيل الخطأ في غارة استهدفت منزلا كان عناصر من القاعدة يتحصنون فيه.
وقال هذا الرجل "ارسلت عائلتي عند خالي في لحج وبقيت في المدينة لاحرس المنزل". وتهدف الحملة التي يشنها الجيش الى اخراج مقاتلي القاعدة خصوصا من مدينتي زنجبار وجعار ومن باقي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ابين. وتسيطر القاعدة ايضا على قطاعات واسعة من محافظة شبوة المجاورة.
وكانت القاعدة التي تنشط في جنوب اليمن تحت اسم "انصار الشريعة" احكمت سيطرتها على مناطق واسعة في جنوب وشرق البلاد مستفيدة من ضعف السلطة المركزية ومن الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
الا ان الرئيس اليمني التوافقي عبد ربه منصور هادي يؤكد باستمرار عزم السلطات الجديدة على القضاء على تنظيم القاعدة. بدورها ايضا، تشن طائرات من دون طيار يعتقد انها أميركية غارات على مواقع القاعدة في اليمن خصوصا في الجنوب والشرق، وقد اسفرت هذه الغارات عن مقتل العشرات من رجال وقياديي تنظيم القاعدة.