أخبار

تقديرات تشير إلى ارتفاع تكلفة تحديث أسلحة أميركا النووية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تسعىالولايات المتحدة إلى تحديث برامجها النووية، في وقت يعتبر فيهبرنامج تمديد الحياة لقنابل B61 - التي يوجد منها ما بين 160 إلى 200 في أوروبا - الأكثر صعوبة والأكثر تكلفة بالفعل ويتوقع أن تصل تكلفة هذا البرنامج الآن إلى ما يقارب الـ6 مليارات دولار.

أشارت تقديرات إلى أن كلفة تحديث الأسلحة النووية الأميركية، بما في ذلك المتمركزة في ألمانيا، قد ارتفعت بصورة حادة. وقال كثير من الخبراء المستقلين، في حديث لهم مع مجلة دير شبيغل الألمانية، إن كلفة تجديد قنبلة B61 النووية سترتفع إلى 6 مليارات دولار. وهي الخطوة التي ستحبط روسيا كذلك، على حد قولهم.

ومضت المجلة تقول إنه يعتقد أن هناك ما بين 10 إلى 20 قنبلة نووية مخزنة في قاعدة تابعة لسلاح الجو الألماني في إحدى قرى جبال ايفل الموجودة غرب ألمانيا. وأنه في حالة اندلاع حرب، فإن طائرة التورنادو التابعة لسلاح الجو الألماني ستتسلح على الفور بالقنابل من أجل القيام بطلعات تحت سيطرة الولايات المتحدة الأميركية. ترقب مع زيادة تكاليف تحديث اسلحة اميركا النووية

ورغم حقيقة أن مثل هذا السيناريو مستبعد تماماً، إلا أنه لم يمنع الولايات المتحدة من السعي إلى تطوير المخزون، وهو ما تفعله مع جزء كبير من ترسانتها النووية. وأعقبت المجلة بلفتها إلى أن برنامج تمديد الحياة لقنابل B61 - التي يوجد منها ما بين 160 إلى 200 في أوروبا - يعتبر البرنامج الأكثر صعوبة والأكثر تكلفة بالفعل.

ويتوقع أن تصل تكلفة هذا البرنامج الآن إلى ما يقارب الـ6 مليارات دولار، وفقاً لما ذكره خبراء مستقلون. وذلك في الوقت الذي لم يتفاجأ فيه خبراء آخرون بهذا المبلغ، حيث قال داريل كيمبول، المدير التنفيذي لرابطة مكافحة الأسلحة في واشنطن :" تتطابق تقديرات الـ 6 مليارات دولار لبرنامج تطوير قنابل B61 مع تقديراتنا".

وفي نيسان/ أبريل الماضي، طلب كثير من النواب خفض عملية التمويل المتعلقة بتطوير تلك النوعية من القنابل، على الأقل إلى أن تقوم إدارة الأمن النووي القومي، المسؤولة عن تلك التحديثات، بتقديم جدول زمني مفصل وخطة خاصة بالتمويل. فيما أشار متحدث باسم الإدارة إلى أن التكاليف قد تزيد بالفعل عمّا هو متوقع.
هذا ولم يقتصر اعتراض الخبراء بشأن برنامج تطوير القنابل على تكلفته المرتفعة فحسب، بل امتد أيضاً ليطال النطاق المجرد لجهود التحديث والتطوير. وتسعى إدارة الأمن النووي القومي إلى تحديث مكونات قديمة وتثبيت آليات آمان جديدة ومفجرات وإدخال تحسينات على التصميم كله في الوقت نفسه. وذلك في الوقت الذي أكد فيه علماء منتقدون للأسلحة النووية أن مثل هذه الجهود لم يسبق أن جُرِّبَت من قبل.

وأضافت المجلة أن المشروع، في حالة نجاحه رغم التكاليف المرتفعة والصعاب التقنية، لن يقتصر فحسب على تطوير الأسلحة وزيادة فعاليتها، بل سيكون أقرب إلى إنشاء سلاح جديد تماماً. وفي حديث له مع المجلة، قال الخبير هانس كريستنسن، من رابطة العلماء الأميركيين، إنه في حال عودة قنابل B61 المطورة للتواجد بالقواعد في أوروبا كما هو مخطط عام 2019، فإنها ستكون في الأساس قنابل إستراتيجية.

وتابعت دير شبيغل بقولها إن قنابل B61-12 الجديدة ستكون قادرة على حمل أربعة رؤوس حربية، تتراوح قوتها ما بين 0.3 إلى 45 كيلوطنًا من مادة تي إن تي. علماً بأن القنبلة التي أُسقِطَت على هيروشيما في نهاية الحرب العالمية الثانية كانت بقوة 15 كيلوطنًا. وبالإضافة إلى التحديثات، فإن هناك إمكانية أيضاً لأن تقوم طائرات F-35 الشبح بحمل القنابل. وهي الإمكانات التي قد تتسبب في إثارة متاعب جديدة مع الجانب الروسي، المحبط بالفعل من درع الدفاع الصاروخي الأوروبي.

وعاود كريستنسن ليقول :" أراهن أن هناك متشددين في الكرملين ينظرون الآن بالفعل في هذا الموضوع ويقولون ( هذا مثال آخر على أن الناتو يقول شيئًا ويفعل شيئاً مختلفاً ). وهناك دائماً مهيجات. وما حدث مؤخراً يعتبر أحد هذه المهيجات".
وأضاف كيمبول :" سوف يعقد نشر قنابل B61-12 في أوروبا من الجهود المبذولة لإقناع روسيا بالجلوس على مائدة التفاوض في ما يخص الأسلحة النووية التكتيكية".
وأشارت المجلة في السياق نفسهإلى أن الحكومة الأميركية لطالما سعت إلى تطوير أسلحة نووية مصغرة. وقد أضحت الأسلحة النووية الإستراتيجية منذ ذلك الحين فعالة للغاية، لدرجة أن نشرها لم يعد يبدو محتملاً. كما أنها لم تعد تشكل قدراً كبيراً من التهديد.

وأشار عدد كبير من الساسة والقادة العسكريين إلى أن الأسلحة النووية الصغيرة ستشكل تهديداً موثوقاً به نظراً لتزايد احتمالات أن يتم استخدامها. ومع هذا، لم تفلح جهود تطوير مثل هذه الأسلحة في التغلب على اعتراضات من جانب الكونغرس.
وختمت المجلة بتأكيدها على أن ارتفاع كلفة برنامج التحديث قد يشكِّل عائقاً في نهاية المطاف. وهو ما يأمله ريتشارد بيرت، سفير الولايات المتحدة السابق لدى ألمانيا والعضو البارز بمبادرة الصفر النووي العالمية، حيث قال في هذا الصدد :" نحن متشككون بصورة حقيقية بخصوص ما إن كان سيتم إكمال برنامج تمديد الحياة للنهاية أم لا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف