أخبار

المجلس الوطني السوري على المحك بعد انسحاب غليون

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: لا تزال المعارضة السورية في المنفى تحارب نفسها على نفس المنوال الذي يحاربهم به الرئيس بشار الأسد. حيث فشلت مؤخراً جهود بذلها أفراد المعارضة، سواء الموجودين بداخل الجماعة الرئيسية، وهي المجلس الوطني السوري، أو خارجها، لإعادة بناء المجلس الوطني السوري مرة أخرى.

وقد اشتعلت الخلافات بينهم على خلفية إعادة انتخاب برهان غليون رئيساً للمجلس للمرة الثالثة لمنصب مدته ثلاثة أشهر، بينما كان من المفترض أن يتم توزيع منصب الرئيس بنظام الدور.

وهو ما أصاب كثير من النشطاء بحالة من الغضب، لدرجة أن بعضهم بدأ يقول إن لديهم الآن رئيسين يتوجب عليهم الإطاحة بهما. وفي المقابل، أعلن غليون أنه سيستقيل بمجرد إيجاد بديل له من خلال انتخابات أو حدوث توافق في الآراء. وجاء هذا التصرف من جانب غليون بعدما هددت لجان التنسيق المحلية بالانسحاب من المجلس.

ورأت مجلة التايم الأميركية في هذا السياق أن تلك الخطوة ستضر بقدر المصداقية الضئيل الذي يحظي به المجلس داخل سوريا، المكون أغلبه من أناس مازالوا يعيشون بالمنفى.

وقال رضوان زيادة أحد أعضاء المجلس البارزين ويقيم في واشنطن: "لقد أخبرت برهان بأنه سيحدث ثمة رد فعل قوي إذا استمر في منصبه كرئيس. ويجب أن يكون لدينا قائد جديد لتحقيق أمرين - أولهما استرداد مصداقية المجلس داخل البلاد وثانيهما توحيد المجلس ودفع كافة الجماعات المختلفة بداخله على التحدث بصوت واحد".

وأضافت التايم أن الهجوم الذي شنته لجان التنسيق المحلية هو آخر وربما أكثر التحديات جدية التي يواجهها المجلس الذي يعاني أساساً من انقسامات. وعاود زيادة يقول إن المجلس يعرف أنه بحاجة لإعادة الهيكلة وأن كثير من الانتقادات الموجهة إليه تدور في فلك الانتقادات المعقولة، في ظل ارتفاع سقف التوقعات لدى الناس.

وتزامن إعلان غليون عن نيته تقديم استقالته مع الصدامات التي نشبت يوم أمس بين المئات من الطلبة وبين قوات الرئيس بشار الأسد. ورأت في هذا الجانب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن هذا التطور جاء ليلقي بمعارضة سوريا المجزأة إلى مزيد من الفوضى، في ظل تصاعد الإحباط بين النشطاء الذين يقولون إن اقتتالهم الداخلي على الصعيد السياسي قد ساعد الأسد على استمرار قمع المعارضة دون قيود.

وأضافت الصحيفة أن هذا التطور من المحتمل أن يعيق كذلك الجهود التي يتم بذلها للحصول على مزيد من الدعم الغربي، في الوقت الذي تتحدث فيه القوى الأجنبية عن نقص الترابط والتماسك في صفوف المعارضة. وفي نفس الإطار، قال أحمد فوزي، متحدث باسم كوفي أنان، إن مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للسلام في سوريا، يشعر بقلق هو الآخر نتيجة الصعوبات التي تواجهها المعارضة بشأن توحيد الصف.

ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن قرار غليون جاء بعد أشهر من تصاعد التوترات وصراع القوى الذي شهده المجلس الوطني السوري. وهو ما استغله على ما يبدو الرئيس السوري بشار الأسد في أول حديث تلفزيوني له منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث قال مقللاً من شأنه :" لا أعتقد أنهم يحظون بأي دور أو تأثير داخل سوريا".

وأشار بعض النشطاء يوم أمس الخميس إلى أن الطلبة المؤيدين للنظام وقوات الأسد هاجموا المئات من الطلبة الذين تظاهروا في جامعة حلب، لكن لم يتضح ما إن كان مراقبو الأمم المتحدة قد شاهدوا تلك الواقعة أم لا. كما نوه كثير من النشطاء إلى أن المجلس بدأ يفقد بالفعل تواصله مع الانتفاضة على أرض الواقع، وأخفق في تلبية مطالب المتظاهرين المتعلقة بالحصول على معونات إنسانية أو أسلحة وأنه لم يقم سوى بالتحالف دون جدوى مع حكومات أجنبية للمساعدة في وقف إراقة الدماء.

وقال سمير نشار، عضو بلجنة القيادة العليا في المجلس، إنهم يواجهون الآن "أزمة حقيقية"، مضيفاً أن أعضاءً تجمعوا على سكاي بي مساء أمس للتخطيط لتحركاتهم المقبلة.

فيما أوضح ملهم الدروبي، أحد أعضاء المجلس من جماعة الإخوان المسلمين، أنه يتعين عليهم أن يعيدوا هيكلة المجلس بحيث يصبح أكثر شمولاً لباقي تحالفات المعارضة وأن يستعينوا بأناس تكنوقراط مؤهلين من خارج المجلس من أجل انجاز المهمة. وأضاف :" وبهذا سننقذ المجلس، أما غير ذلك، فأعتقد أنه لن يكون له وجود".

هذا وقد حذر نشطاء آخرون من أن المشاحنات التي تشهدها قوى المعارضة تعيق الجهود التي يتم بذلها من أجل تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الرئيس بشار الأسد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المسألة أعمق من مجلس وطني
For Strategic Studies -

إن الولايات المتحدة واقعة في حيرة من حجم الرغبة الشعبية السورية في التغيير رغم عظيم التضحيات وفداحة الجرائم والخسائر البشرية التي يقدمها السوريون ،ونظراً لأن القدرة العسكرية السورية للنظام في جهوزية كاملة وهي تعتبر ترسانة قوية ويستعملها النظام ضد شعبه وتجعل احتلال الجولان وسيطرة إسرائيل على المنطقة مستمر، لذلك ترى الإدارة الأمريكية فسحت المجال للأسد أطول مدة ممكنة لسحق المعارضة، وإطالة المدة من خلال دبلوماسية تغيير وجوه الوساطات الدولية من الدابي إلى أنان ثم بعد ذلك ثمة أساليب أخرى تفكر بابتداعها، بحيث لو حدث التغيير بعد ذلك فستحتاج سوريا لسنوات عديدة لإعادة بناء الاقتصاد والأمن والجيش وتثبيت الاستقرار ووضع أسس العلاقات مع الدول سنوات، وهذا مايتوافق مع سياسة الولايات المتحدة بعد غياب الضمانة السابقة من نظام الأسد لأمن إسرائيل..؟؟؟..ومن أجل ذلك ترفض الولايات المتحدة أي تدخل عسكري، أو تسليح للجيش الحر بشكل يسمح بحسم الموقف لصالح الثورة السورية ، وأما روسيا ، فتشعر بسقوط الأسد أنها تخرج نهائياً من منطقة الشرق الأوسط، بعد خسارة ليبيا واليمن وضياع العراق ،إضافةً إلى خسارة أسواق تصدير الأسلحة التي تعتمد عليها موسكو بشكل كبير، لذا فالموقف الروسي قراره نهائي بحماية نظام الأسد من العقوبات الدولية كوسيلة لابد منها للعودة إلى الساحة الدولية كقوة عظمى لاتقل عن أمريكا من حيث القدرة على تغيير أو تعديل مجريات الأحداث في الشرق الأوسط وغيره، ولكن هذا يجري على حساب الشعب الدم السوري، أما إيران فتعتبر أن سقوط النظام السوري الحالي يفقدها القدرة على التأثير في العالم العربي، حيث من خلال سوريا يمكن اختراق الدول العربية وخاصة الخليج العربي ، كما أنها في طور خلق نطاق متكامل لصالحها من العراق إلى سوريا ولبنان وحتى الحوثيين في اليمن والخمينيين في السعودية والبحرين والإمارات وإمارة خليج فارسي (أبوموسى ) لإحكام والسيطرة على هذه الدول في الوقت الذي تشاء،كما أن إيران قامت بالالتفاف على العقوبات الدولية من خلال سوريا كما حافظت على الممر الآمن لسلاح حزب خدا القادم من إيران عبر سوريا ومن خلالها ، ومن هنا فإن التوافق الروسي الأميركي الإيراني غير المعلن يخدم سلطة الأسد ويعطيه القدرة على استعمال أقصى أساليب القتل والتدمير والظلم والقهر لإخضاع الشعب السوري وترويضه، وسيبقى موقف الولايات المتحدة رافضا