تراجع نفوذ مجموعة الثماني يثير جدالاً في الأوساط السياسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لن تفلح المشاهد التي يتابعها العالم الآن لكبار القادة وهم مجتمعون في كامب دافيد، على هامش قمة مجموعة الثماني، وخلال اجتماعهم المنتظر يوم غد في قمة الناتو في شيكاغو، في إخفاء حقيقة أن الأمور بدأت تتغيّر على ما يبدو تدريجياً في ما يتعلق بالنفوذ الذي كان يحظى به هؤلاء القادة في وضع السياسات ورسم جداول الأعمال العالمية.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: هذا هو الواقع الجديد الذي ربما بدأ يفرض نفسه، على خلفية المد المتواصل للتغييرات الاقتصادية والمالية والسياسية. ولفتت في هذا السياق مجلة "التايم" الأميركية إلى أن قمة مجموعة الثماني تنعقد في الوقت الذي تهدد فيه منطقة اليورو بالانهيار، في ظل إصرار ألمانيا على أن تتقبل اليونان تدابير التقشف السامة التي قد تقتل اقتصادها أو أن تجد نفسها مبعدة خارج منطقة اليورو. لكن من غير المحتمل أن تصل القمة إلى تسوية بشأن مصير اليونان، وبدرجة أقل التوترات الكامنة بشأن سياسات التقشف لخفض ديون الإنفاق وتحفيز السياسات لإنعاش النمو.
ثم نوهت المجلة بالدور الذي تكونت من أجله مجموعة السبع - في بداياتها خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي - وهو تجميع قادة أكبر وأنجح اقتصاديات العالم لكي يرسموا مسارات تقود إلى المزيد من الازدهار. وقد أضيفت روسيا أخيرًا لقائمة ضيوف المجموعة، كمكافأة لها على نبذ الشيوعية، وليس من باب الثقة في اقتصادها.
لكن الأوضاع اختلفت الآن، بعدما انخفضت معدلات الثقة في المجموعة إلى مستويات متدنية. وبات قليلون يعتقدون على ما يبدو أن قادة الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا مستعدون لمعالجة المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي.
ومضت التايم تؤكد أن هؤلاء القادة الذين اجتمعوا يوم أمس في كامب دافيد يفتقرون إلى الموارد المالية والسلطة السياسية التي تمكنهم من اتخاذ خطوات بعيدة المدى، قد تساعدهم في مواجهة المد وتغيير مسار الأمور نحو الأفضل. فكل دولة من دول مجموعة الثمانيتواجه مشكلات داخلية كبيرة، قد تحظى بتداعيات عميقة لكثير من البلدان الأخرى.
لكن هناك اختلافات جذرية في السياسات التي تنتهجها كل دولة بشأن الطريقة التي تتعامل من خلالها مع تلك التحديات، وهو ما جعل القمة تبدو أقل في قيمتها وأهميتها.
أعقبت المجلة بتأكيدها على أن الولايات المتحدة، التي لا تزال الأولى بين نظيراتها من الدول التي تحظى بعضوية في مجموعة الثماني، باتت غير خاضعة للحكم على نحو متزايد، بعدما حوصرت في شكل من أشكال المآزق السياسية على المدى الطويل، قد لا يُحلّ بانتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. كما تضرر الاقتصاد الياباني الضعيف دوماً بحادث تسونامي والأزمات النووية التي وقعت في العام الماضي.
بينما تجد دول شمال أوروبا نفسها محاصرة بين إجماع يمين الوسط على التقشف وبين نداءات متزايدة من واشنطن ورئيس فرنسا الجديد لإيجاد بديل موجّه نحو النمو. وأوضحت المجلة أن هذا الصخب قد ينمو بشكل أكبر خلال الأشهر المقبلة وسط ردود فعل متزايدة من اليسار العائد.
وأضافت أن مصطلح "قمة مجموعة الصفر" بدأ يتردد كثيراً في دوائر السياسة الخارجية خلال الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع ترويج أيان بريمر، محلل المخاطر ورئيس مجموعة أوراسيا، لكتابه الجديد "Every Nation for Itself: Winners and Losers in a G-Zero World".
ثم تحدثت المجلة عن الدور الذي كانت تحظى به المجموعة من قبل في ما يتعلق بنفوذها باعتبارها تكتلاً للقوى داخل حلف شمال الأطلسي وغيره من التجمعات الدولية، حيث كانت تضع السياسات الخاصة بالتعامل مع الأزمات الأمنية والسياسية الناشئة.
وختمت مجلة التايم حديثها بالجدال المنتظر نشوبه في قمة الناتو، التي ستبدأ يوم غد في شيكاغو، بخصوص الحرب في أفغانستان، في ظل المتاعب المالية التي تواجهها الدول التي تشارك بقوات هناك. وأوضحت أن زيادة الدول الأعضاء في الناتو لميزانياتها الخاصة بالإنفاق الدفاعي ليست من أولويات الناخبين في أوروبا الغربية حالياً.