أخبار

سنة على رئاسة جوناثان لنيجيريا شهدت اعمال عنف اسلامية دامية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مايدوغوري: لم يتوقف الاسلاميون النيجيريون عن تكثيف اعمال العنف من مايدوغوري حيث توجد قاعدتهم منذ انتخاب الرئيس غودلاك جوناثان موسعين بذلك مسرح عملياتهم مع تنويع اهدافهم بشكل كبير.

وفي منزله في هذه المدينة الواقعة في اقصى شمال شرق البلاد حيث دمرت احياء بكاملها بسبب تمرد جماعة بوكو حرام، يجلس الجنرال المتقاعد محمد شوا ويسحب من جيبه مسدسا يضعه على الطاولة امامه.

وردا على سؤال حول ما اذا كان يتخوف من تعرضه للاغتيال يقول هذا الجنرال الذي خاض حرب بيافرا الاهلية (1967-1970) "كل الناس يخشون ذلك، لا نعلم ما سيكون الهدف المقبل".

ولا يبدو ان احدا يشعر بالامان في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو على الحدود مع النيجر وتشاد والكاميرون.

وهذا الشعور بانعدام الامن ينتشر في مناطق اخرى من الدولة الاكثر اكتظاظا بالسكان في افريقيا واكبر منتج للنفط في القارة.

وفي 29 ايار/مايو تصادف الذكرى الاولى لتنصيب غودلاك جوناثان رئيسا اثر انتخابه في ختام عملية اقتراع تلتها اعمال عنف اوقعت اكثر من 800 قتيل، لكنها اعتبرت الانجح في العقدين الماضيين.

والسنة الماضية شهدت تكثفا لهجمات بوكو حرام ما اثار قلقا حيال مستقبل الامة التي تعد غالبية مسلمة في الشمال وغالبية مسيحية في الجنوب.

الرئيس غودلاك جوناثان

وبعدما كثفوا اغتيال شرطيين ومسؤولين محليين في معقلهم بشمال شرق البلاد، شن الاسلاميون سلسلة اعتداءات انتحارية في العاصمة ابوجا استهدفت مقر الامم المتحدة ومقر قيادة الشرطة او حتى صحيفة نافذة.

ومئات الضحايا الذين سقطوا في اعتداءات بوكو حرام بغالبيتهم من المسلمين لكن المجموعة استهدفت ايضا مسيحيين عبر تفجير كنائس في وسط وشمال البلاد.

ويؤكد دبلوماسيون ان اعضاء بوكو حرام تدربوا في مالي على ايدي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وهو تعاون يثير القلق وتراقبه عن كثب الدول الغربية.

لكن المجموعة التي تضم عدة فصائل ذات اهداف مختلفة تندرج الى حد كبير في اطار الاشكالية النيجيرية وهي نتيجة مجتمع لا تسوده المساواة وفاسد كما يرى مراقبون.

وغالبية النيجيريين تعيش باقل من دولارين في اليوم فيما هناك اقلية صغيرة تستغل اموال عائدات النفط. في لاغوس العاصمة الاقتصادية للبلاد، فتح متجر بورش في الاونة الاخيرة ابوابه فيما تعيش المدينة مثل بقية انحاء البلاد على وقع انقطاع التيار الكهربائي.

والجنوب حيث توجد المنطقة النفطية ويتحدر منها الرئيس يعتبر اكثر ثراء ويعد نسبة اكبر من المتعلمين مقارنة مع الشمال الذي عارض الكثير من سكانه ترشيح جوناثان.

وفي مايدوغوري، تشبه بعض الاحياء مناطق حرب تنتشر فيها سيارات ومنازل محروقة حيث يقوم جنود مجهزون باسلحة ثقيلة بدوريات.

ونصب الجيش عدة نقاط تفتيش لكن ذلك لم يمنع الاسلاميين من مهاجمة مدارس.

وقالت طالبة تبلغ من العمر 14 عاما وهي تقف الى جانب سطح مدرسة انهار جزئيا حيث تتواصل الدروس في القاعات التي لم تتضرر، "لا اخاف لانني اعتقد ان الاسوأ قد مر".

واضافت الشابة "لم يبق هناك شيء لكي يهاجموه".

وتؤكد السلطات ان الوضع في مايدوغوري يتحسن. وادى اكبر انتشار عسكري بالتاكيد الى وقف الهجمات الواسعة النطاق لكن اصوات التفجيرات واطلاق النار لا تزال تسمع بشكل شبه يومي.

وقد فر الاف السكان فيما فرض حظر تجول بين الساعة 19,00 حتى 6,00. لكن في النهار تستعيد المدينة نشاطها وتشهد حركة السير ازدحاما على محاور الطرقات الرئيسية.

وقال الناطق باسم القوة الخاصة المنتشرة في مايدوغوري اللفتانت كولونيل صغير موسى "من الواضح ان الوضع اعيد الى مستوى يمكن ضبطه".

لكن العنف انتشر الى مناطق اخرى مثل ولاية يوبي المجاورة او مدينة كانو الكبرى حيث قتل مئات الاشخاص.

من جانب اخر ندد سكان من مايدوغوري بالتجاوزات التي يرتكبها الجنود وتحدثوا عن عسكريين يضرمون النار بمنازل ويقتلون مدنيين متهمين بالتعاون مع الاسلاميين.

ويؤكد اللفتانت كولونيل موسى ان الجيش ياخذ هذه الادعاءات على محمل الجد ويحاول كسب ثقة السكان.

ويعتبر كثيرون ان حوارا بين السلطات والمتمردين هو امر حتمي ويتحدث بعضهم عن عفو مماثل لذلك الذي منح عام 2009 لمجموعات مسلحة من دلتا النيجر (جنوب) ما اتاح تهدئة التوتر في المنطقة النفطية المضطربة.

وقد دعا نائب الرئيس نامادي سامبو المتحدر من الشمال الى الحوار في الاونة الاخيرة.

لكن احد المصاعب هو تحديد محاورين لدى بوكو حرام، الجماعة التي اظهرت اشارات انقسام ولا تزال مطالبها غير واضحة.

وفي اذار/مارس فشلت محاولة لاجراء محادثات غير مباشرة حيث ندد وسيط بتسريبات للصحافية فيما اتهم ناطق مفترض للاسلاميين الحكومة بعدم المصداقية.

وبحسب مصدر امني فان مشكلة اعمال العنف لن تحل طالما ان اسبابها العميقة وهي الفقر ونقص التعليم، ستبقى قائمة.

واوصى جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية "يجب اعتماد استراتيجية امنية متينة".

واضاف "لكن يجب اعتماد ايضا استراتيجية اجتماعية-اقتصادية متينة من اجل مواجهة الفقر الكبير والبؤس المنتشرين في شمال نيجيريا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف