أخبار

غالبية قراء "إيلاف" تعزو خيبة إسلاميي الجزائر إلى تراجع شعبيتهم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نتائج استفتاء إيلاف

ترى غالبية قرّاء "إيلاف" أنّ عدم فوز الإسلاميين في انتخابات الجزائر راجع بالأساس إلى تراجع شعبيتهم عربيّا، في حين جنح آخرون إلى القول إنّ خسارتهم يمكن ان تكون بسبب التلاعب بنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس الماضي وكرّست الأمر الواقع.

الجزائر: بدت نتائج انتخابات الجزائر نشازا في بحر الربيع العربي متلاطم الأمواج، ويبدو أنّ الجزائر لم تتأثر كثيرا بانتخابات جارتيها الشرقية أي تونس والغربية أي المغرب الاقصى، وما أفضتا اليه من صعود سريع للإسلاميين الى سدّة الحكم.

وفاز حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر بالانتخابات التشريعية التي جرت الخميس 10 مايو الجاري بحصوله على 220 مقعدا من اصل 462، في حين مني الإسلاميون الممثلون بسبعة احزاب بأول هزيمة للإسلاميين العرب منذ اندلاع موجة ما يسمى "ثورات الربيع العربي".

وزير الداخلية دحو ولد قابلية الذي أعلن النتائج الرسمية، أكد حصول جبهة التحرير الوطني حزب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والتجمع الوطني الديمقراطي حزب رئيس الوزراء احمد اويحيى على الاغلبية المطلقة في مجلس النواب الذي يسميه الجزائريون " المجلس الشعبي الوطني".

هزيمة الاسلاميين

طرحت "إيلاف" على قرائها سؤال الاستفتاء الاسبوعي مع ثلاث اجابات محتملة حول أسباب عدم فوز الإسلاميين في انتخابات الجزائر.

يرى 58.22% من المشاركين في استفتاء ايلاف الأسبوعي أي 2040 مصوتا من جملة 3504 أنّ تراجع شعبية الاسلاميين عربيًا هو ما يبرر هزيمة الاسلاميين في انتخابات الجزائر، في حين صوّت 32.93% أي ما يعادل 1154 صوتا، لصالح وجود تلاعب بالنتائج، أما الأقلية وتمثّل 8.85% (310 أصوات) فذهبت الى اعتبار أن التزوير يعتبر سبب فشل الاسلاميين في انتخابات الجزائر.

شعبية متدهورة

بدا سلوك الاسلاميين في المنطقة العربية قبيل الربيع العربي وبعدهُ، من العناصر التي جعلت قرّاء ايلاف يبررون هزيمة اسلاميي الجزائر بتراجع شعبيتهم عربيا.

ويبدو انّ الصورة التي تم تسويقها عن اسلاميي الجزائر خلال فترة التسعينات او ما يسميه الجزائريون "العشرية السوداء"، كان لها عميق الاثر في دفع المصوتين الى تلك النتيجة.

وحرب العشرية السوداء في الجزائر هي صراع مسلح دمويّ بين النظام الجزائري القائم الذي يهيمن عليه جنرالات الجيش، وفصائل متعددة إسلامية، وبدأ الصراع في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا ما حدا بالجيش الجزائري التدخل لإلغاء الانتخابات التشريعية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها، فكانت الحرب التي استمرت سنين طوال ومات خلالها مئات الالاف، واتهم خلالها الاسلاميون بارتكاب مذابح بشعة.

حكم الاسلاميين في كل من مصر وتونس والمغرب، رغم انه لم يمض عليه سوى بضعة اشهر، لا يبدو انه محل رضى قراء ايلاف، كذلك.

فالتخبّط والعشوائية والتعثّر الذي يشهده حكم الاسلاميين في مصر، وكذا الحال بالنسبة إلى إسلاميي تونس الذين تأخروا في البدء في الاعداد لدستور يرضي خصومهم العلمانيين، مع تراكم المشاكل الاقتصادية التي تكاد تودي باقتصاد البلاد، تبدو سمات مميزة لحكم الإسلاميين، في تلك البلدان، ويرى مراقبون أن ذلك التخبط لا يشجّع الجزائريين التائقين الى الاستقرار والأمن على نسخ تلك التجارب في بلدهم.

وحتى في المغرب الذي لم يشهد ثورة، تبدو الانتقادات لحكم "العدالة والتنمية" متفاقمة يوما بعد يوم، ويرى متابعون انّ عجز الاسلاميين عن تنزيل شعارات "الاسلام هو الحل" من النظري الى الواقع، ساهم كثيرا في جعل إسلاميي الجزائر يحكمون لغير صالح الجماعات الدينية.

ويرى ملاحظون أنّ عدم قدرة الإسلاميين على إقناع الجزائريين بمدنيتهم واعتدالهم على غرار ما حصل في تونس والمغرب من جهة، واقتناع المواطنين من جهة أخرى بحتمية الصدام بين السلطة والإسلاميين، كلها أمور عجّلت بالإطاحة بإسلاميي الجزائر مع اول اقتراع شفاف وبمراقبة دولية.

ومن المهم الاشارة في هذا الصدد إلى أنّ الشعب الجزائري، على عكس تونس والمغرب ومصر، جرّب الأحزاب الإسلامية على أرض الواقع لأنها لم تكن جميعا محظورة في الجزائر، وتعامل معها خلال ما يقارب ثلاثة عقود ولا يبدو أنه جنى الكثير من ورائها، ولاحظ عقمها وعدم فعاليتها، وحتى ضعف أدائها ميدانيا.

... وحديث عن التزوير

رغم اشادة المراقبين الاوروبيين والأفارقة بالانتخابات الجزائرية بشكل عام، فإنّ طائفة من قراء ايلاف أرجعت هزيمة الاسلاميين الى حصول تلاعب بنتائج الانتخابات.

وأعرب مراقبون من الاتحاد الاوروبي عن إشادة مشروطة بالانتخابات البرلمانية الجزائرية التي فاز فيها الحزب الحاكم، وقال خوسيه اغناثيو سالافرانكا رئيس بعثة المراقبين الدوليين في الجزائر إن هناك بعض القصور في نواحٍ فنية في الانتخابات ولكن هناك نقاط ايجابية تعادل النقاط السلبية.

واحتجاجاً على ما اعتبره تزويراً أكيداً للانتخابات، أعلن تكتل "الجزائر الخضراء" في بيان له: "تأكد لدينا ان هناك تلاعباً كبيراً في النتائج الحقيقية المعلنة على مستوى الولايات وتزايداً غير منطقي للنتائج لصالح أحزاب الإدارة"، مضيفاً أن "تغيير حقيقة الاستحقاق الانتخابي بما يخالف روح الإصلاحات السياسية سيقضي على ما بقي من الأمل والثقة لدى الشعب الجزائري، ويعرض البلاد إلى مخاطر لا نتحمل مسؤوليتها".

من جانبه، اتهم رئيس "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، محسن بلعباس، الذي قاطع الانتخابات، السلطة بالتلاعب بنسبة المشاركة التي لم تتجاوز برأيه نسبة 18 بالمئة.

كما حيّت "جبهة القوى الاشتراكية"، أقدم حزب معارض في البلاد، "المواطنين والناخبين الذي عبّروا عن رأيهم بشكل سياسي وسلمي ولم يستجيبوا للنداءات المعادية للتعبير الشعبي والسلمي"، مضيفةً "نتفهم عزوف الناخبين السلمي الذي سببه سنوات التزوير والشمولية التي تحتقر الحريات وحقوق المواطنين".

يشار إلى أن الحكومة الجزائرية ذكرت أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 42,9 في المئة، في ارتفاع واضح عن النسبة المتدنية القياسية التي سجلت في الانتخابات السابقة، وهو الامر الذي شكك فيها معارضون إسلاميون، مؤكدين ان النسبة غير صحيحة، وأنها لا تعكس العزوف الكبير للمواطنين، اذ إن أكثر من نصف من لديه الحقّ في التصويت، لم يشارك في الاقتراع، وهو ما يستغله الاسلاميون منذ اعلان النتائج لتبرير هزيمتهم والتشكيك فيها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هم الفائزون
ابو احمد -

يعود الى التزوير وعدم مشاركة الناس في انتخابات كرتونية هزلية لا غير, والا الاسلاميون يكتسحون الانتخابات في كل مكان,كما في تونس ومصر والبقية آتى انشالله.