ميدان التحرير بين متظاهرين لا تلين عزيمتهم وسكان وتجار يتذمرون من الوضع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: عشية اول انتخابات رئاسية في مصر منذ سقوط مبارك، ما زال بعض المتظاهرين الذين لا تلين عزيمتهم يخيمون في ميدان التحرير، الذي كان مركز الانتفاضة المصرية في 2011، ما يثير غضب سكان وتجار المنطقة الذين يرغبون في عودة الامور الى طبيعتها.
وجنوب هذا الميدان الكبير الذي تتدفق فيه السيارات بلا توقف، تنتشر بضع خيام امام مبنى اداري كبير يعرف باسم "مجمع التحرير". ويقول اشرف الطيب احد المقيمين في الخيام "الثورة لم تكتمل، قطعنا رأس النظام لكن ذراعيه وساقيه باقيان".
وفي الدائرة المركزية في الميدان التي لم يعد فيها اي عشب بعدما حل محلة التراب منذ الانتفاضة العام الماضي، يقول مجدي اسكندر (64 سنة) الذي خط البياض شعر رأسه ولحيته انه يريد القصاص لابنه الذي قتل، وفقا له، على يد رجل شرطة في 28 كانون الثاني/يناير 2011، وهو اليوم المعروف بـ"جمعة الغضب" والذي يعد الانطلاقة الحقيقية للانتفاضة ضد مبارك، بينما تؤكد السلطات انه لقي حتفه في مشاجرة.
ويضيف هذا المواطن المسيحي الذي وضع على خيمته صورة المرشح الناصري حمدين صباحي "اتمنى ان يتمتع كل المصريين بالحرية وبالكرامة". وعلى بعد عشرة امتار تقريبا، اقام احد انصار الاسلامي حازم صلاح ابو اسماعيل، خيمة وضع عليها صور هذا القيادي السلفي الذي استبعد من سباق الانتخابات الرئاسية بسبب عدم انطباق شروط الترشح عليه. وبجوار هذه الخيام، يحاول البعض ان يكسب رزقا بسيطا من خلال بيع المرطبات او الشاي الساخن وغيرهما.
ويقول اكرم ابراهيم الذي يمتلك محلا صغيرا لبيع الحلويات في ميدان التحرير "هؤلاء الناس يجب ان يرحلوا"، ويشكو انخفاض دخله بسبب قلة المترددين على الميدان من السياح او المصريين العاديين نتيجة وجود هذه الخيام.
ويضيف هذا الشاب البالغ التاسعة والعشرين من عمره انه رغم معارضته لبقاء المتظاهرين في التحرير، الا انه "فخور بما حدث في مصر" قبل عام ويأمل ان تجري الانتخابات الرئاسية لكي تقوم السلطات بعدها بإخراج المعتصمين وبتنظيف الميدان.
وفي شارع الشيخ ريحان المجاور لجأ الشباب الى فن الغرافيتي ليرسموا على الجدران رؤيتهم للثورة، خصوصًا تلك التي اقامتها اجهزة الامن لإغلاق الطرق المؤدية الى مقر وزارة الداخلية المجاور. ويقول تامر فهمي، وهو مهندس في السابعة والعشرين من عمره، يقع مكتبه في هذا الشارع، ان "الاعتصام للتظاهر في التحرير لم يعد هو الحل".
ويؤكد ان "الناس يجب ان تعمل" اذ يعتقد ان "المرحلة المقبلة ستكون صعبة للغاية بالنسبة إلى مصر" التي تحتاج وقتًا "لتغيير نظام مبارك". وفي ميدان التحرير كل شيء موجود، من بائعي السجائر والعاديات الى ماسحي الاحذية الذين يصطفون بمحاذاة مدخل المترو. كما ينتشر بائعو الاعلام المصرية وبالطبع، صور المرشحين للانتخابات الرئاسية ولافتات الاحزاب.
ويقول احد الباعة ان الميداليات التذكارية التي تحمل علم مصر من اكثر المنتجات مبيعا. ومن مكتبه داخل شركة السياحة الذي يطل مباشرة على ميدان التحرير، يستطيع امين متابعة كل ما يجري في هذا المكان "الذي غير كل شيء في مصر".
وتعاني شركته، التي احتلها الثوار اثناء الانتفاضة واتخذوها مقرًا لتنظيم الاحتجاجات ولمشاهدة قنوات التلفزيون الدولية"، مثل العديد من وكالات السياحة انخفاضًا في عدد السياح الاجانب.
ويقول امين "قبل الثورة كنت اقوم بحجوزات لمئة مجموعة سياحية تقريبا كل موسم (3 شهور)، ولكنني هذا الموسم تلقيت طلبات حجز لخمس مجموعات فقط". لكن امين (30 سنة) لا يشعر بأي مرارة، بل انه يحلم ان يتم يومًا تشييد هرم متدرج في وسط الميدان مغطى بالنباتات، وان يتضمن كل مستوى منه اشارة الى "ثورة 25 يناير".