أخبار

أصليهان.. الفتاة الأرمنية التي نجت من المجزرة وأسلمت

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اسطنبول: أحداث درسيم التي قُتل فيها ثلاثة عشر ألف كردي وعلوي، هي من القصص المأساوية التي عاشتها تركيا الحديثة بعيد تأسيس الجمهورية التركية، وأثار النائب في حزب الشعب الجمهوري أونور أويمان هذه القصة التي دفنت في صفحات التاريخ مرة أخرى وأصبحت طي النسيان في مجلس الأمة بشكل ساخر، وبعد اشتداد حدة المناقشات التي تمت بين المؤرخين ظهرت أبعاد أخرى للمجزرة وأن عدد القتلى أكثر من المعروف،لا تسعى تركيا إلى جعل العلاقة بين المدنيين والجيش أكثر ديموقراطية بل تحاول أيضاً التخلص من جميع النقاط السوداء في تاريخها، وقد اعتذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أهالي درسيم في محاولة للتخفيف عنهم.

إليكم القصة الحزينة لفتاة نجت من المجزرة التي عاشتها في طفولتها ...

تخبرنا أصليهان أنها نجت من أن تقتل في مجزرة قرية هالفوري وينك بفضل رجل مسلح على حد تعبيرها قام بتخبئتها في كومة من القمح، وقد شهدت من مكان إختبائها على المجزرة التي وقعت، ولدى البدء بتهجيرهم أُرسلت مع عمتها إحصا كيراميتشيان وأولاد عمتها الثلاث إلى قضاء بيشهير في مدينة قونيا.غُير إسم أصليهان الأرمنية إلى فاطمة وحين جعلوها تتلفظ بكلمة الشهادة كانت في الخامسة من عمرها أما زواجها فكان في سن الثالثة عشر، إلى جانب ذلك تم ختان أولاد عمتها في بيشهير ليصبحوا مسلمين أيضاً.

أخفت كونها أرمنية

أخفت أصليهان كونها فتاة أرمنية لسنوات عدة، وحولت إسم والدها من أغوب إلى أيوب أما إسم والدتها فحولته من هافاس إلى حواء، وحتى أطفالها كانوا يعتقدون أنها كردية، واستمر الحال على ذلك حتى قيام ابنتها عام 2010 باستخراج شجرة العائلة الخاصة بها.
لم تكن مجزرة درسيم تناقش بهذا الشكل حتى يوم عرض فيلم وثائقي في أيلول عام 2009 بإسم ( بنات درسيم المفقودات )...في بداية هذا العمل كان الشاهدون على المجزرة والمتضررون منها يتحاشون الحديث عن ذلك، أما الآن فهم يقومون بالإتصال للحديث عما جرى...

قصة عائلة مفقودة

عندما قررت أصليهان من قرية هالفوري وينك، الخروج من صمتها الذي استمر 72 عاماً بدأ أولادها برحلتهم في محاولة التعرف على جذور والدتهم، ونجحوا في العثور على بعض الأقارب الذين تناثروا في مختلف بقاع الأرض، واتصلوا فيما بعد بفريق عمل الفيلم الوثائقي ( بنات درسيم المفقودات ) ليصبح من الممكن القيام بالبحث بشكل أوسع.

دعونا نستمع إلى أصليهان كيراميتشيان وهي تقص علينا ما عاشته منذ فرارها إلى بيشهير من المجزرة:

سلموني بداية إلى ضابط في الجيش بقضاء بيشهير، وبعد تعيين الضابط في منطقة أخرى أرسلوني إلى منزل مدير النفوس، وعملت بجانب (عائلتي ) كخادمة وكنت أتلقى ضرباً مبرحاً منهم. ضربوني بالعصى وتكسرت أصابعي، ولم يتم إصطحابي إلى الطبيب، وإضطررت إلى الهرب بعد التعذيب الذي عانيت منه في بيت مدير النفوس، وفيما بعد قامت عائلة أخرى بأخذي للعيش بجانبهم إلا أنني عانيت هناك أيضاً من التعذيب. زوجني من رجل يبلغ من العمر الخامسة والثلاثين، وقبل الزواج طلبوا مني أن أتلفظ بكلمة الشهادة لدخول الإسلام، لقد عشت حياة مليئة بالجوع والعطش والتعذيب...كنت طفلة دون مأوى أو معين أو عمل..عشت في الشوارع وربيت أولادي وسط كل هذه الصعوبات.

رغم عدم درايتي بماهيتها بالمعنى الكامل إلا أنني كنت أعلم بأني أرمنية الأصل، واكتشف أولادي ذلك عام 1995 ..قمنا بالبحث لمحاولة التعرف على أفراد عائلتي ولم نتمكن من التوصل إلى أي منهم. عام 2010 استخرجت إبنتي شجرة العائلة الخاصة بي وهناك اكتشفت بأنه قد تم تغيير إسمي من أصليهان إلى فاطمة وإسم عائلتي من كيراميتشيان إلى كيراميتشي...تعرفت على القرية التي ولدت بها وعثرت على أولاد أختي وأولاد عمتي...إكتشفت أن والدي كاناً مواطناً أرمنياً وفياً لوطنه، كما كان رجلاً ثرياً يعمل كراهب في قرية هالفوري وينك... وقد هُجر إلى قضاء منغن بمدينة بولو وتوفي هناك.

قصت حكايتها بعد صمت دام 72 سنة

عثر كاظم غوندوغان منتج الفيلم الوثائقي (بنات درسيم المفقودات على أصليهان كيراميتشيان في مدينة إسبارطة. كانت فتاة شهدت على المجزرة التي وقعت في قريتها من كومة القمح التي إختبئت بها.. هُجرت من قريتها وهي في الخامسة من العمر وجعلوها تتلفظ بكلمة الشهادة في الثالثة عشر من عمرها لتُسلم وتتزوج فيما بعد، وسينشر المنتج تفاصيل قصة حياتها في كتابه الذي سيصدر عن قريب بإسم ( بنات درسيم المفقودات ).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف