أوباما يتطلع إلى دول العالم بعين على الناخبين في بلاده
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شيكاغو: امضى الرئيس الاميركي باراك اوباما نهاية الاسبوع ساعيًا إلى انهاء الحرب في افغانستان ومنع وقوع حرب جديدة في ايران، ومعالجة الاقتصاد العالمي، وهو على يقين ان كلا من هذه الازمات الثلاث الكبرى يمكن ان تهدد فرصه في الفوز بولاية رئاسية جديدة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ورغم ان السياسة الخارجية نادرا ما تؤثر على الانتخابات الاميركية، الا انه في بعض الاحيان يمكن ان تسبب عوامل دبلوماسية مشاكل للرئيس في بلاده، ومن الامثلة على ذلك كيفية تعامله مع العلاقات الحساسة مع الصين.
غير ان قمة مجموعة الثماني التي عقدت في كامب ديفيد وقمة الحلف الاطلسي التي عقدت في شيكاغو، اتاحتا لاوباما الاستفادة من تسليط الضوء عليه كرجل دولة، فيما حاول منافسه الجمهوري ميت رومني ان يزج نفسه عن طريق اصدار تصريحات مكتوبة غاضبة.
وسنحت الفرصة لاوباما بالتاثير على قضايا عالمية مهمة يمكن ان يكون لها وزن لدى الناخبين او ان تؤثر على الاقتصاد الاميركي قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر، رغم ان قدرته على تحقيق اختراقات تغير موازين اللعبة تبدو محدودة.
وبعدما انهى اوباما الحرب في العراق، سيقول للناخبين انه ماض في تنفيذ استراتيجيته بانهاء الحرب في افغانستان، ولكن عليه ان يدير عملية خروج القوات الاميركية من ذلك البلد بشكل يضمن عدم عودته الى العصور المظلمه التي شهدها في تسعينات القرن الماضي.
وعليه فان قمة الحلف الاطلسي مهمة من حيث ان اوباما سيحصل خلالها على مصادقة الحلفاء على خطط تسليم القوات الافغانية المسؤوليات الامنية في بلادهم في العام المقبل، وسحب كل القوات القتالية الاجنبية بحلول 2014، والحصول على التزامات من حلفائه لتدريب الجيش الافغاني المستقبلي.
وتعد هذه القمة محورية في جهود اوباما لوضع سيناريو لانهاء الحرب المنهكة بحيث يكرم تضحيات الولايات المتحدة وفي الوقت عينه يتجنب اعتبار الخروج من افغانستان انهزاما.
وتشتمل سياسته كذلك على مهمة صعبة تتمثل في اقناع الشعب الاميركي بالالتزام بامداد افغانستان بالمال وتدريب قواتها على مدى عشر سنوات بعد انسحاب القوات المقرر في 2014 وذلك لضمان عدم سقوط افغانستان مرة اخرى في ايدي مقاتلي القاعدة. ويرى اوباما العام 2014 على انه العام الذي "تنتهي فيه الحرب في افغانستان كما نعرفها، ولكن التزامنا بالصداقة والشراكة مع افغانستان سيتواصل".
وراى مارك جوكبسون، النائب السابق للممثل المدني لحلف الاطلسي في افغانستان، والذي يعمل حاليا مع صندوق مارشال الالماني في الولايات المتحدة، ان انهاء الحرب في افغانستان بشكل مسؤول يمكن ان يساعد اوباما على الحصول على اصوات الناخبين، رغم ان ذلك ليس هو السبب الرئيس الذي يدفع الرئيس إلى القيام بذلك.
وقال "هل هناك فائدة سياسية ستعود على الرئيس اوباما لكونه قويًا بشان سياسات الامن القومي؟ بالتاكيد"، مستذكرا كيف ان اوباما تولى الرئاسة وسط فترة من الركود القاتم فيما كان شعبه منهك بسبب حربين في افغانستان والعراق. واضاف "هل سيجني الرئيس فائدة من حيث ان الناس سيقولون نعم، هذا هو الشخص الذي نختار ان يكون زعيمنا مرة اخرى؟ بالتاكيد .. ولكن ذلك سببه انه قام بامر صعب وامر صائب". ومن بين المسائل الاخرى التي تؤثر على اوباما داخليا، المسالة الايرانية.
وفي قمة مجموعة الثماني التي عقدت في كامب ديفيد يومي الجمعة والسبت، شدد اوباما وباقي القادة الضغوط على طهران على امل ان تدفعها العقوبات القاسية المفروضة عليها الى تغيير موقفها بشان برنامجها النووي.
ويامل الرئيس في ان يتمكن من خلال الدبلوماسية اقصاء ضرورة شن ضربة عسكرية اميركية على ايران لاضعاف قدراتها على انتاج قنبلة نووية، او تاخير ضربة اسرائيلية محتملة.
امام المسالة الاكثر اهمية بالنسبة إلى حظوظ اوباما في الفوز في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر فهو الاقتصاد، الذي يشهد تحسنا بطيئا ولكنه غير قادر على استيعاب اية هزات جديدة في حال تدهورت الازمات الاقتصادية والمالية في اوروبا. وقال اوباما بعد محادثات مجموعة الثماني "كما يتفق جميع القادة هنا اليوم، فان النمو وخلق الوظائف يجب ان يكون على راس اولوياتنا". واضاف ان القادة ايدوا بقاء منطقة اليورو "متماسكة" وان اليونان يجب ان تبقى في منطقة اليورو.
الا انه يبدو ان الامور في اوروبا تتحرك بوتيرة اسرع من وتيرة تحرك قادة العالم، حيث ان اقتصاد اليونان واسبانيا وايطاليا يبدو هشا. ولذلك فان مصير اوباما يعتمد على احداث لا يسيطر عليها. وسعى رومني الى فرض نفسه على المحادثات التي كانت تجري في الايام الماضية، الا انه لم يفلح في ذلك حيث ان قادة العالم كانوا راغبين في اقتسام الاضواء مع الرئيس اوباما.
وقال رومني في مقال نشرته صحيفة "شيكاغو تريبيون" إنه "في الوقت الذي يضعف فيه اوباما جيشنا، بعث برسالة، سواء عن قصد او غير قصد، مفادها ان قيمة الحلف الاطلسي قلت في اعين اميركا".
وانتقد رومني اوباما خلال قمة مجموعة الثماني واشاد بقادة العالم على سعيهم من اجل زيادة امدادات النفط "لتقوية موقفنا في مواجهة ايران" الا انه انتقد اوباما "لاتباعه النهج المعاكس لذلك تماما".