المحادثات النووية في بغداد: جولة أخرى من التنافس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: تبدو المفاوضات النووية بين طهران والقوى الكبرى اقرب من اي وقت مضى في ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما لبلوغ التسوية المرجوة، بعد ان اصطدمت بحائط مسدود لفترة قبل ان تعود الى سكة الحل، بحسب ما يرى خبير في السياسة الخارجية الايرانية.
ويقول بارسي تريتا، مؤلف كتاب "رمية نرد واحدة" الذي يتناول محاولات الرئيس الاميركي باراك اوباما التوصل الى اتفاق مع ايران، ان "الجانبين سارا نحو الهاوية، لكنهما قررا في النهاية تجنب السقوط فيها".
ويضيف عشية جولة جديدة من المحادثات النووية تستضيفها بغداد غدا الاربعاء ان "الفرصة برزت بصورة مفاجئة وبطريقة لم تكن متوفرة في السابق". وبعد وقت قصير من توليه الرئاسة، عرض اوباما احداث تغيير جذري في نهج سلفه جورج بوش حيال مسالة التعامل مع ايران، حيث قال في عبارته الشهيرة ان يده ستكون ممدودة لطهران ان "ارخت قبضتها".
ويرى بارسي ان هذه المقاربة فشلت ليس فقط بسبب "التوترات الهائلة" في ايران في اعقاب اعمال العنف التي نشبت اثر ادعاءات بتزوير انتخابات الرئاسة عام 2009، او النقص في المرونة الاميركية، بل ايضا بسبب انعدام الثقة المتبادلة وغياب الارادة السياسية الكافية لدى الجانبين.
وفي غضون ذلك، تزداد المخاطر المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني المثير للجدل. فقد قامت ايران بتسريع نشاطاتها النووية، مما خلق مخاوف اضافية حيال عزمها على حيازة قنبلة نووية، وهو ما تنفيه. ونتيجة لذلك، تم فرض عقوبات اكثر قسوة عليها، فيما قال اوباما ان "طبول الحرب" بدات تقرع بشكل اقوى من السابق.
الا ان طهران تراجعت اليوم عن شرطها السابق بالا تتفاوض حول البرنامج النووي قبل رفع العقوبات المفروضة عليها. ويرى بارسي ان واشنطن اوضحت في موازاة ذلك انها مستعدة للتراجع عن اعتراضها بالسماح لايران بتخصيب اليورانيوم -الامر الذي يمكن استخدامه لاغراض سلمية وكذلك لصنع قنبلة نووية - اذا تعاونت.
ويوضح بارسي ان "هذا الامر يمثل اختراقا كبيرا كونه كان يشكل في السابق عقبة كبيرة لان الايرانيين كان يترددون في دخول المفاوضات اذا كان الغرض منها دفعهم نحو التنازل عما يرونه حقا لهم".
وسبق لاسرائيل، التي تعتبر نفسها الهدف الاول لايران اذا حازت هذه الاخيرة على القنبلة النووية، ان اوضحت ان التراجع عن التخصيب خط احمر. لكن بارسي يعتقد ان حتى هذا الموقف، قد يلين. ويقول انه "بمجرد بلوغ مرحلة يدرك فيها الاسرائيليون ان عملية التفاوض لا يمكن تعديل مسارها، سنشهد تغييرا في موقفهم".
يشار الى ان دول مجموعة 5+1 - الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بالاضافة الى المانيا - تسعى الى جعل ايران تعلق التخصيب عند مستوى 20 بالمئة، وتسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول منشآتها.
وبحسب بارسي، فانه حتى وان وافقت ايران على هذا الامر، سيخيب املها اذا كانت تتوقع ان ترفع العقوبات عنها في المقابل. ويضيف الخبير ان "صعوبة رفع العقوبات على المستويين القانوني والاجرائي، تعود بالضرر على الغرب لانها تحرم المجموعة الدولية من ورقة مساومة فعالة".
وتوقع بارسي "الا يكون المسار عبارة عن عملية تبادلية اذا حلت التنازلات الايرانية في الواجهة الامامية بينما جاءت التنازلات الاميركية في الواجهة الخلفية، بعد سنوات". ويقول "الامر لن يحدث بين لحظة واخرى".