أخبار

اشتعلت إلكترونيًا بين اللبنانيين بعبارات ساخرة عبر فايسبوك

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بين تعابير ساخرة، تنمّ عن مدى الألم الذي يشعر به اللبنانيون جرّاء الأحداث الاخيرة في طرابلس وعكار وبيروت، اشتعل جدار الفيسبوك بين اللبنانيين، فكانت الكلمات الساخرة التي إن دلّت على شيء فعلى مدى قرفهم وعدم رغبتهم في عودة الحرب.

بيروت: وضع كميل صورة للنائب خالد الضاهر مكان صورته في صفحته على فيسبوك، وكتب داخلها شعارات منددة بالجيش اللبناني، بينما قامت ربى بوضع صورة للجيش اللبناني مؤكدة تمسك شعب لبنان بجيش يصون كرامة الوطن ولا يخطئ، انطلاقًا منهما انقسم اللبنانيون عبر صفحات الفيسبوك بعد احداث عكار وطرابلس بين مؤيد لفريق ومعارض له، واحتدمت ايضًا إلكترونيًا عبر فيسبوك بين اللبنانيين.

يمكن القول إن السياسة تحظى داخل الأوساط عامة والطالبية خصوصًا في الجامعة بقدر من الاهتمام فقد عرف عن الشباب اللبناني شغفه بالسياسة في الوقت الذي يظهر لنا التناقض العجيب بين حب السياسة والمشاركة السياسية، والواقع يقول ان قليلاً من الشباب لديهم رغبة او مشترك في حزب او حركة سياسية ويتبعون وسائل اخرى للتعبير عن ارائهم كالخروج في المسيرات السلمية والرسم على مقاعد الجامعة وجدرانها او الحديث مع الاصدقاء واطلاق النكات السياسية وحتى الكتابة على جدار الفيسبوك.
يرى محمد جوهري ( 21 عامًا) "ان المكان الوحيد الذي حاولت فيه التعبير عن رأيي بصراحة هو لوحة الاعلانات الموجودة في الكلية وباحاتها واقسامها.

اما الطالب رياض حلو( 21 سنة) فلا يعبر عن رأيه الا على المقاعد الدراسية، في حين تؤكد الطالبة ميشلين خوري ان امها واباها يتخوفان من اشتراكها في اي نشاط سياسي وتقول انا واحدة من الذين حذرهم اباؤهم من المشاركة والاشتراك في اي نشاط سياسي في الجامعة، لذلك اعبر عن نفسي من خلال استخدام الفيسبوك.

السياسة واللا مبالاة

قد تسود اللامبالاة ثقافة واقع بعض المجتمعات اللبنانية من هذا المنطلق تقول الطالبة دينا منذر 20 سنة "انا لا احب السياسة على الاطلاق ولا اشترك في اي تظاهرة كوني ارى ألا فائدة منها فعلاً، رغم ذلك ترى دينا ان متنفسها الحقيقي سيبقى على حائط الفيسبوك من خلال اطلاق ما تشعر به وتشاركه مع اصدقائها.

وتضيف:" لم اشارك على الاطلاق في اي نشاط حزبي يتبع حركة او جمعية اهلية، لان الحزب بطبيعته يفرض قيودا فكرية وفعلية على الفرد المشارك او المنتمي فيما يباعد اهتمام الطلاب بموضوعات السياسة الداخلية التي تمسه بشكل مباشر ويلجأ الى متابعة ومناقشة موضوعات السياسة الخارجية".

تقول الطالبة هدى رمضان( 20 سنة) دائمًا اتابع موضوعات السياسة من خلال تعليقات اصدقائي على فيسبوك لغرض توافر المعلومات الكافية عنها لكن لا استطيع ان ابني رأيًا عليها ويؤيدها الطالب رفيق شحادة ويضيف:" لا اهتم اطلاقًا بالسياسة كونها تركز على خطى المسؤولين وتلميعهم، وهذا يضر لا ينفع".

سياسة جدران الفيسبوك

ترى العالمة الاجتماعية سوسن خير في حديثها ل"إيلاف" ان بعض الطلاب يلجأون الى التعبير عن آرائهم السياسية التي يرون ان لا مجال للتعبير عنها بصورة علنية الا من خلال وسائل يرونها آمنة حيث لا تظهر فيها شخصية المعبر كإطلاق النكات السياسية الساخرة من الواقع او كتابة تعبيرات وتوقيعات على جدار الفيسبوك التي انطلقت اساسًا من الكتابة على الجدران العادية عندما لم يكن احد يعرف من هو صاحبها او ان يستخدم رمزًا في تعبيراته الفنية يعبر من خلاله عن موقفه تجاه امور حياتية وسياسية معينة، وتؤكد ان ذلك لايعني ان الطلاب منعزلون تمامًا عن الاحداث السياسية الداخلية وانما هم يعانون عدم التعبير عن ارائهم بصورة علنية اما لتأثرهم بالماضي وما شاهدوه من اضطهاد سياسي او تنشئتهم الاجتماعية التي رسخت فيهم شيئًا من السياسة، وتضيف ان حل هذه المشكلة يتمثل في ثلاثة محاور اساسية وهي ان يتاح للطالب التعبير الحر وتترك للقضاء سلطة من يسيء استخدام هذه الحرية في الوقت الذي تتيح فيه وسائل الاعلام الفرصة لظهور برامج توضح من خلالها دور الشباب في حل المشكلات العامة كما يجب ان تغرس فكرة المشاركة السياسية من خلال العملية التعليمية ثقافة وسلوك المكتسب حيث يجب ان نكون على يقين من ان الشباب مازال بخير ويستطيع تقديم المزيد واذا لم نعمل على تغيير الاوضاع التي دفعت للإحجام والخوف من المشاركة فسوف نقتل بداخله طاقات هائلة قد يتم توجيهها الى اعمال ضارة بالشباب بل وبالمجتمع ككل.

وتؤكد أن غياب الاحزاب ودورها الفاعل في لبنان جعل من فيسبوك اداة لتنفيس الاحتقان، فغدا الفيسبوك كبديل من حزب تنضم اليه مجموعة ما وتعبر من خلاله عن رؤيتها السياسية للامور.

عبارات "فيسبوكية"

هذه بعض العبارات التي اطلقتها مجموعة فيسبوكية بطريقة ساخرة تؤكد فيها ضمنيًا غضبها الساخر من الاوضاع في لبنان:

"بتتذكرو هالوج؟؟ هيدا شادي . شادي ما سقط. شادي كبر وتعلم السلفية والأصولية. واليوم شادي طلع من الحبس. من خلال دولتنا فيك تساعد طفل تيتعلم السلفية والأصولية."

"بالدور شباب... كل طايفة كريمة إلها نهار. أهم شي، نضل بالنظام، بلا تدفيش وما حدا ياخد دور التاني... شباب... في دواليب للكل."

"لما لبنان يكون ولعان ممنوع انت تنطفي لبنان بضل ولعان لان شعبو منطفي"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف