أخبار

القوى الغربية تعرض "جزرة نفطية" على إيران في بغداد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن:أبدت القوى الغربية استعدادها لمد "جزرة نفطية" الى إيران تسمح لها بالاستمرار في تصدير النفط الى زبائنها الآسيويين مقابل ضمانات بالامتناع عن انتاج قنبلة نووية.

وإذ تجتمع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي زائد المانيا مع إيران في بغداد الأربعاء قال دبلوماسيون ومسؤولون نفطيون ان من المرجح ان تعرض واشنطن وبروكسل خلال المباحثات تعليق الحظر الاوروبي على تأمين السفن التي تحمل نفطا إيرانيا.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن هذه المصادر ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ليسا مستعدين لرفع العقوبات الأخرى، بما في ذلك حظر استيراد النفط الإيراني، وانهما حذرا ايضا من أن التوصل الى اتفاق في اجتماع بغداد قد يكون مستبعدا.

وسيتيح تعليق الحظر على تأمين السفن الذي يدخل حيز التنفيذ مع الحظر النفطي في تموز/يوليو لدول مستوردة مثل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية ان تشتري بوليصات التأمين في لندن التي تهيمن على سوق التأمين البحري.

وكانت مصافٍ آسيوية حذرت من انه إذا لم يُعلق الحظر فان التأمين لن يغطيها ضد المطالبات بمليارات الدولارات تعويضا عن اضرار التلوث، وسيتعين عليها ان تتوقف عن شراء النفط الخام الإيراني. ودفع هذا حكومات آسيوية الى التفكير في توفير تأمين سيادي لمصافيها.

واعترفت بروكسل بأنها تعيد النظر بالحظر للتوثق من انه لن يمارس تأثيرا "غير مرغوب" في سوق الطاقة. ويقدر خبراء نفطيون ان اليابان وكوريا الجنوبية يمكن ان تتوقفا عن استيراد 400 الف برميل يوميا من إيران ابتداء من تموز/يوليو إذا لم يُعلق حظر التأمين خلال الشهرين المقبلين. وتبلغ صادرات إيران النفطية نحو 2.2 مليون برميل في اليوم.

ويعتبر تعليق الحظر على ما يُعرف بتأمين الحماية والتعويض من أقل التنازلات التي يمكن ان تقدمها الولايات المتحدة واوروبا إثارة للجدل حين تتعرضان لانتقادات داخلية تتهمهما بالتراخي مع إيران. كما لفت دبلوماسيون غربيون الى ما يمكن ان تقدمه إيران من تنازلات خلال الأسابيع المقبلة وخاصة ما يتعلق باليورانيوم عالي التخصيب قبل ان تحدد القوى الغربية طبيعة الرد.

وقال دبلوماسي غربي لصحيفة فايننشيال تايمز انه إذا قدمت إيران تنازلا كبيرا ويمكن التحقق منه بتصدير جزء من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب ووقف انتاجه "فاننا سنبحث كيف نرد". واضاف "ان هذه مفاوضات... ونحن لا نذهب الى بغداد حاملين عرضا بشأن تأمين الحماية والتعويض في جيبنا".

وقال المفاوض النووي الإيراني السابق حسين موسويان الذي يعمل الآن في جامعة برنستون الاميركية ان طهران تتوقع تخفيفا كبيرا للقيود المفروضة على التعامل مع البنك المركزي الإيراني والعقوبات النفطية مقابل تقديم تنازلات كبيرة بشأن برنامجها النووي. وتؤكد طهران ان برنامجها النووي برنامج سلمي في حين تشتبه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بأن الهدف الحقيقي من البرنامج هو انتاج سلاح نووي.

ومن شأن تعليق الحظر على التأمين خلال الأشهر القليلة المقبلة ان يساعد في التخفيف من وطأة العقوبات في سوق النفط العالمية. ويقول الدبلوماسيون الاميركيون والاوروبيون ان القوى الغربية لا تريد طرد النفط الإيراني من السوق بما يؤدي الى ارتفاع حاد في الأسعار وانما الضغط على عائدات إيران النفطية بحجب بعض المبيعات عنها لا أكثر.

وسيقدم الاتحاد الاوروبي والقوى الست الكبرى في مباحثات بغداد حزمة مفصلة من اجراءات بناء الثقة وتطالب طهران بتنفيذها على الفور، مثل تجميد انتاج اليورانيوم عالي التخصيب. وبالمقابل سيمد المجتمع الدولي يد العون الى إيران بشأن طائفة من القضايا مثل تعزيز السلامة النووية.

وقال دبلوماسي غربي "اننا سنقدم حزمة نريد من إيران ان تنفذها وسنتخذ خطوات من جانبنا على اساس المعاملة بالمثل". واضاف "نحن نأمل بمغادرة بغداد وقد وافقت إيران على العمل معنا لتنفيذ هذه الحزمة بحلول موعد الاجتماع الآخر".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف