أخبار

المدارس الخاصة في العراق... كفاءة تحكمها الفوارق الطبقية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تمثل المدارس الخاصة في العراق رمزًا من رموز الفوارق الطبقية التي بدأت تبرز بين فئات المجتمع. وبحسب وزارة التربية العراقية، فان البلاد تحتاج إلى نحو سبعة آلاف مدرسة حكومية جديدة لحل مشكلة الدوام المزدوج وتقليل أعداد الطلبة في كل فصل.

في ظل ازدياد مداخيل الأسر العراقية، وقدرتها على دفع تكاليف الدراسة، إضافة إلى الرغبة العارمة التي تجتاح الكثير من الآباء والأمهات في أن يدرس الأبناء الدراسات المرموقة، يلجأ الكثير منهم إلى المدارس الخاصة كوسيلة ناجعة لتأمين مستقبل الابناء.

ويبلغ الهوس بالتعليم الخاص إلى درجة أن أحمد حسن (معلم في مدرسة حكومية) فضل تسجيل ابنته في مدرسة (سما بغداد) الأهلية على المدرسة التي يعمل فيها. لكن حسن يبرر اختياره بالقول إن المدارس الخاصة تتيح للأطفال التعليم الافضل في أجواء دراسة أكثر صحية من المدارس الحكومية.

المدارس الخاصة تتركز في بغداد

وتتركز المدارس الخاصة في بغداد بصورة خاصة وتشهد زخمًا غير مسبوق إلى درجة أن هيفاء محمد الطبيبة في عيادة خاصة لم تجد مكانًا شاغرًا لابنتها في المدارس الخاصة وان عليها ان تنتظر. وبحسب وزارة التربية العراقية فان البلاد تحتاج إلى نحو سبعة آلاف مدرسة جديدة لحل مشكلة الدوام المزدوج وتقليل أعداد الطلبة في كل فصل.

المشرف التربوي باقر حسن يؤكد أن فشل التعليم الحكومي وانجذاب الكوادر التعليمية الجيدة إلى المدارس الخاصة ساهم في ازدهار المدارس الاهلية التي اضحت لكثيرين مكانا مثاليا للتعليم.

وتمثل المدارس الاهلية للباحث الاجتماعي فرعون عبد من بابل (100 كم جنوبي بغداد) رمزًا من رموز الفوارق الطبقية التي بدأت تبرز بين فئات المجتمع. ويشير فرعون إلى أنّ كل اطفال المدارس الخاصة من فئات المجتمع ذات الدخل الجيد والقادرة على تحمل اعباء الدراسة المالية، وهذا يعني ان المدارس الخاصة تحولت إلى مدارس للاغنياء فقط، بينما لا يستطيع الفقير متابعة تعليمه فيها.

ويعتقد فرعون ان الكثير من الاسر ذات الدخل المادي الجيد تحاول ان تتباهى بإدخال ابنائها للتعليم في المدارس الخاصة، ليصبح الامر نوعا من التباهي امام الاخرين. ويضرب فرعون المثل بمدرسة المزايا الاهلية في بابل حيث ينتمي اغلب التلاميذ إلى اسر ذات دخل جيد. وفي هذه المدرسة لفت انتباهنا اثناء زيارتنا لها النظام والنظافة والزي الموحد للتلاميذ بربطة العنق والقميص الابيض.

مستوى التعليم الخاص يفوق الحكومي

لكن التربوية رابحة العبودي تعترف بان مستوى التعليم في المدارس الخاصة يفوق كثيرا المدارس الحكومية اضافة إلى توفر الخدمات ووسائل التعليم والإيضاح ورعاية الطلبة والاهتمام بهم ومتابعتهم.

وتؤكد سناء كامل من الكاظمية في بغداد ان متابعتها التعليم في المدارس الحكومية اتاح لها تعلم الموسيقى والحاسوب واللغة الانكليزية بشكل جيد وهذا ما لم يكن متاحا في المدارس الحكومية. وتستحسن سناء قلة اعداد الطلبة في الفصل الواحد مقارنة بمدارس الحكومة.

وفي ظل النظام السياسي السابق قبل العام 2003 لم يكن مسموحا للقطاع الخاص بالاستثمار في قطاع التربية والتعليم حيث عدته السلطات خطا احمر وعززت التعليم القائم على ترسيخ الادلجة الحزبية والافكار العقائدية.

لكن البلاد شهدت في الستينات ازدهار التعليم الاهلي ومنذ السبعينات ألغي نهائيا حين بدأت الاجندة الحزبية تُفرض ضمن المناهج الدراسية، ولم يكن يُسمح للمعلم باشاعة افكار تتعارض مع المنهج الفكري للحزب الحاكم.

وحين انتقل مرتضى (14 سنة) من فصله الذي يضم نحو اربعين شخصا في المدرسة الحكومية إلى فصل في مدرسة (ماما أيسر) الخاصة في بغداد، شعر بالفرق الكبير في القدرة على استيعاب الدرس ومتابعة المعلم كما يتحدث إلى ايلاف.

الفقراء محرومون من المدارس الخاصة

لكن بعض فئات المجتمع الفقيرة لا تتمكن من ادخال ابنائها إلى المدارس الخاصة، منهم كريم لفتة (55 سنة) الذي لم يستطع تلبية طلب ابنته لمياء والتي لطالما تمنت التعلم في مدرسة خاصة.

ويشير لفتة إلى أنّ هذه المدارس اضحت لدى بعض الطلبة امنية كبيرة وهدفا بحد ذاته، وجعلت الاطفال يشعرون بالفوارق الطبقية بينهم وبين الاخرين. ويتابع: أشعر أحيانًا أن ابنتي ينتابها الاحساس بالنقص بسبب تباهي التلاميذ الاغنياء بدراستهم في مدارس خاصة.

شرف الربيعي (مهندس) دفع إلى مدرسة خاصة حوالى ثلاثة آلاف دولار أميركي في السنة، ويأمل في خطوته هذه ان يتعلم ابنه بمستوى يؤهله لنيل شهادة مرموقة في المستقبل. كما دفعت صابرين الموسوي مبلغ الفي دولار سنويا لقبول ابنتها في مدرسة خاصة.

و بلغت اميمة عباس (مديرة متقاعدة) المراحل النهائية في مشروعها في فتح مدرسة ابتدائية اهلية في منطقة الصالحية في بغداد حيث تأمل ان تجد مستثمرين لمشروعها بعدما تأكد لها نجاح المشروع بسبب ردود الافعال الايجابية من قبل التلاميذ.

ويشترط تأسيس مدرسة خاصة اجازة رسمية وموافقة خاصة من وزارة التربية وتوفر كادر تعليم ذي خبرة وشهادة اكاديمية.. وغالبا ما تنهج المدارس الاهلية مناهج حديثة في التعليم عبر تقنيات حديثة واسلوب عصري في التعلم بعيدا عن التشنج وضرب الطالب. ويجزم التربوي حازم لعيبي ان المدارس الخاصة اليوم هي الحل الامثل لمعالجة ازمة التعليم في العراق في ظل النقص الكبير لأعداد المدارس الحكومية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ان المشكلة في الحكومة
ابو محمد -

ان المشكلة في الحكومة التي قالت للشعب انا سوف اجعل من الشعب ما يحلم به وعندما تم انتخابهم وتم جلوسهم على الكرسي لا يوجد هنالك اي معونة تقدم للشعب نرى يوجد اختلاف جذري بين الطبقات المدرسية والمشكلة ليست في الطالب وانما في الحكومة التي اوعزت على انفسها ان تهيه للطالب ما يحتاج له ولا ننس دور المرجعية الرشيدة المتمثلة بسماحة السيد علي السستاني حفظه الله ايد الحكومة وترك الشعب خارج نطاق الحياة

ان المشكلة في الحكومة
ابو محمد -

ان المشكلة في الحكومة التي قالت للشعب انا سوف اجعل من الشعب ما يحلم به وعندما تم انتخابهم وتم جلوسهم على الكرسي لا يوجد هنالك اي معونة تقدم للشعب نرى يوجد اختلاف جذري بين الطبقات المدرسية والمشكلة ليست في الطالب وانما في الحكومة التي اوعزت على انفسها ان تهيه للطالب ما يحتاج له ولا ننس دور المرجعية الرشيدة المتمثلة بسماحة السيد علي السستاني حفظه الله ايد الحكومة وترك الشعب خارج نطاق الحياة

المشكله في المعلم
ليث العراقي -

احد الااباء المهندسين العراقيين عاد من استراليا ليستقر في العراق وجلب معه ابنائه الثلاث الذين كانوا يدرسون في المرحله الابتدائيه ولكون الاب يريد لاابناءه مستوي عالي من الاهتمام اختار احدى المدارس الخاصه لااولاده ولكن بعد مضي شهر بدء الابناء يشكون من الاسلوب الذي تعامل به المعلمات الطلاب القائم على اساس الضرب والاهانه (الرزاله) وعندما اشتكى الاب لاداره المدرسه وذكرهم الاب بان هؤلاء جاؤا من الخارج حيث الضرب شيء مستحيل والاهانه وتحقير شيء نادر اخبرته الاداره بانه للاسف ليس لديها اي بديل ومع تدهور احوال الابناء وامتنعاهم عن الذهاب للمدرسه اضطر الاب االى الغاء تعينه في العراق وباع بيته ورجع الى استراليا فهذا تحذير لكل الاباء في الخارج فان اسلوب الضرب الذي تعودناه صغار في العراق والذي لم يشهده اطفالكم في الخارج فانه لاازال معهود في المدارس الحكوميه والاهليه سواء

المشكله في المعلم
ليث العراقي -

احد الااباء المهندسين العراقيين عاد من استراليا ليستقر في العراق وجلب معه ابنائه الثلاث الذين كانوا يدرسون في المرحله الابتدائيه ولكون الاب يريد لاابناءه مستوي عالي من الاهتمام اختار احدى المدارس الخاصه لااولاده ولكن بعد مضي شهر بدء الابناء يشكون من الاسلوب الذي تعامل به المعلمات الطلاب القائم على اساس الضرب والاهانه (الرزاله) وعندما اشتكى الاب لاداره المدرسه وذكرهم الاب بان هؤلاء جاؤا من الخارج حيث الضرب شيء مستحيل والاهانه وتحقير شيء نادر اخبرته الاداره بانه للاسف ليس لديها اي بديل ومع تدهور احوال الابناء وامتنعاهم عن الذهاب للمدرسه اضطر الاب االى الغاء تعينه في العراق وباع بيته ورجع الى استراليا فهذا تحذير لكل الاباء في الخارج فان اسلوب الضرب الذي تعودناه صغار في العراق والذي لم يشهده اطفالكم في الخارج فانه لاازال معهود في المدارس الحكوميه والاهليه سواء

رأي في المدارس الخاصة
قاسم محمد -

انا معلم خدمتي 36 سنة وآمل ان اعمل في مدرسة خاصة بعد احالتي على التقاعد بعد مرور سنة ان شاء الله وقد تلقيت عدة عروض للعمل فيها واتلقى الآن معلومات ودروس من الانترنت للتدريس الالكتروني حتى اطبقه في عملي المقبل وقد وجدت المدارس الخاصة بعد زيارتي لها بتوفر جميع ما يحتاج اليها التلميذ والمعلم واهمها الكهرباء والصفوف المكيفة والنظيفة والهادئة , ولكن المدارس الخاصة تحتاج الى ابنية مخصصة لتكون مدارس وليس في بيوت مؤجرة وهذا يكون من قبل مستثمرين وشركات وليس اشخاص .

رأي في المدارس الخاصة
قاسم محمد -

انا معلم خدمتي 36 سنة وآمل ان اعمل في مدرسة خاصة بعد احالتي على التقاعد بعد مرور سنة ان شاء الله وقد تلقيت عدة عروض للعمل فيها واتلقى الآن معلومات ودروس من الانترنت للتدريس الالكتروني حتى اطبقه في عملي المقبل وقد وجدت المدارس الخاصة بعد زيارتي لها بتوفر جميع ما يحتاج اليها التلميذ والمعلم واهمها الكهرباء والصفوف المكيفة والنظيفة والهادئة , ولكن المدارس الخاصة تحتاج الى ابنية مخصصة لتكون مدارس وليس في بيوت مؤجرة وهذا يكون من قبل مستثمرين وشركات وليس اشخاص .

معلم عراقي
خالد الصرايفي -

الحل باختصار هو باستقدام مدرسين من مصر, الاردن, سوريا, السودان وغيرها. تماما كما تفعل دول الخليج للنهوض بواقع التعليم. المعلم العراقي خليه في معاهد تعليم الباجه

معلم عراقي
خالد الصرايفي -

الحل باختصار هو باستقدام مدرسين من مصر, الاردن, سوريا, السودان وغيرها. تماما كما تفعل دول الخليج للنهوض بواقع التعليم. المعلم العراقي خليه في معاهد تعليم الباجه

كاتب تربوي
الحاج هادي العكيلي -

انها تجربة جديدة في العراق وكل تجربة يصاحبها مشاكل ولكن القائمين على العملية التربوية لابنظرون الى المدارس الاهلية نظرة ايجابية حول مساعدة المدارس الحكومية في استقطاب بعض التلاميذ ذوات الدخل الجيد من الانخلراط بها لتقليل الزخم على المدارس الحكومية .ولكن الابينة المدارس الاهلية غير صالحة للتعليم فهي بيوت مؤجرة لاتنطبق عليها شروط وتعليمات منح اجازة المدارس الاهلية .اما المستوى التعليمي بها فهو رديء والسبب واضح من خلال النتئج المتحققة في الامتحانات الوزارية (البكوريا) فان افضل مدرسة اهلية لم تحقق نسبة نجاح اكثر من 50% بسبب قلة الخبرة لدى بعض العاملين وثانيا عمل المتقاعدين فيها واستخدامهم اساليب تربوية قديمة وانه متعب لايعطي جهدا كبيرا في التدريس .لذا اصبحت المدارس الاهلية تسليب لجيوب العراقيين بطريقة تربوية مجازة من قبل وزارة التربية فعلى وزارة التربية اعادة النظر بالمدارس الاهلية من جميع النواحي لكي تكون مدارس نموذجية بمعنى الكلمة .

كاتب تربوي
الحاج هادي العكيلي -

انها تجربة جديدة في العراق وكل تجربة يصاحبها مشاكل ولكن القائمين على العملية التربوية لابنظرون الى المدارس الاهلية نظرة ايجابية حول مساعدة المدارس الحكومية في استقطاب بعض التلاميذ ذوات الدخل الجيد من الانخلراط بها لتقليل الزخم على المدارس الحكومية .ولكن الابينة المدارس الاهلية غير صالحة للتعليم فهي بيوت مؤجرة لاتنطبق عليها شروط وتعليمات منح اجازة المدارس الاهلية .اما المستوى التعليمي بها فهو رديء والسبب واضح من خلال النتئج المتحققة في الامتحانات الوزارية (البكوريا) فان افضل مدرسة اهلية لم تحقق نسبة نجاح اكثر من 50% بسبب قلة الخبرة لدى بعض العاملين وثانيا عمل المتقاعدين فيها واستخدامهم اساليب تربوية قديمة وانه متعب لايعطي جهدا كبيرا في التدريس .لذا اصبحت المدارس الاهلية تسليب لجيوب العراقيين بطريقة تربوية مجازة من قبل وزارة التربية فعلى وزارة التربية اعادة النظر بالمدارس الاهلية من جميع النواحي لكي تكون مدارس نموذجية بمعنى الكلمة .