أخبار

الفلاحون المصريون يصوتون للعمل والأمن والتعليم والصحة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يصوّت الفلاحون في دلتا النيل في انتخابات رئاسية حرة حيث يحلمون بالعمل والأمن وظروف معيشية أفضل. وحتى يتمكن الجميع من الإدلاء بأصواتهم من دون تدخل طرف آخر تحمل استمارة التصويت الطويلة إضافة إلى اسم المرشح صورته ورمزه الانتخابي.

نامول: يصوت حمص ابراهيم السبعيني الذي يرتدي جلبابًا رماديًا ويلف رأسه بعمامة بيضاء، للمرة الأولى في حياته في انتخابات رئاسية حرة في قريته الزراعية نامول التي يحلم سكانها الذين يعيش الكثير منهم في فقر شديد بالعمل والأمن وظروف معيشية افضل.

ويقول هذا الرجل المسن وهو يصعد الدرج الى مكتب الاقتراع في احد فصول مدرسة القرية الواقعة في دلتا النيل "اتمنى ان نرى تغييرات كبيرة وان يتخذ الرئيس الجديد اجراءات ملموسة حتى يتمكن الناس من الحصول على مياه الشرب والتعليم ونظام صحي جيد".

في هذه المدرسة تدل الجدران المتداعية غير المطلية والفناء الترابي ودور المياة التي يكاد يستحيل استخدامها من سوء الحال وشدة القذارة، على مدى الاهمال الذي عانت منه في السنوات الاخيرة منشآت الجهاز التعليمي في مصر التي يعاني 40 في المائة من سكانها من الامية.

وحتى يتمكن الجميع من الادلاء باصواتهم من دون تدخل طرف آخر تحمل استمارة التصويت الطويلة اضافة الى اسم المرشح صورته ورمزه الانتخابي. فمثلا رمز مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي هو الميزان والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى الشمس وآخر رئيس وزراء لمبارك احمد شفيق السلم والمرشح الناصري حمدين صباحي النسر والاسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح الحصان.

وهكذا ليس على الناخبين سوى وضع علامة على اسم مرشحه قبل ان يغمس اصبعه في الحبر الفوسفوري للتأكد من أنه ادلى بصوته. سميرة سعيد محمد، التي تلف رأسها بوشاح أسود اختارت احمد شفيق الذي تأمل ان يتمكن من "حل الكثير من مشاكل" البلاد.

وتقول غاضبة "الكثير من الناس عاطلون عن العمل والشباب يتخرجون من الجامعة او الثانوية ولا يجدون عملا" مشيرة الى ابنتها ذات العشرين عاما التي تبحث عن عمل منذ تخرجها من المدرسة قبل عامين.

وقد ارتفعت نسبة البطالة، التي كانت عالية بالفعل في عهد مبارك (9 في المائة)، الى 12 في المائة منذ ثورة 25 يناير بل ووصلت الى 24 في المائة لدى الشباب في ظل اقتصاد بطيء.

وتشكو سميرة من صعوبة الحياة اليومية مع ضرورة توفير لقمة العيش لخمسة افواه بدخل زوجها الذي لا يزيد عن 20 جنيها يوميا (نحو 2,60 يورو) عندما يحالفه الحظ ويعمل في الزراعة اضافة الى راتبها كعاملة منزل الذي يبلغ 150 جنيها اسبوعيا.

لكنها تعترف بانها اسعد حالا من الكثير من ابناء القرية. وعلى بعد بضع خطوات من المدرسة يحرص شردح فرج على اظهار ورشته الصغيرة لاصلاح اطارات العربات المقامة على قارعة الطريق. و يقول شردح "امل ان يأتي عهد جديد. بعد ان اخذ مبارك اموال البلد كلها".

واضاف "بعض الايام لا اجني شيئا واحيانا احصل على عشرة جنيهات واحيانا عشرين جنيها. انتظر من الرئيس الجديد ان يوفر العمل للجميع" وان يتحسن الوضع الاقتصادي حتى "اتمكن من اطعام ابنائي الخمسة".

وبينما تسير عملية الاقتراح بلا مشاكل ويدور النقاش بين الجميع في هدوء تندلع فجأة مشادة بين أنصار مرشحين مختلفين. وبدا النائب عمرو حمزاوي الذي جاء يزور القرية كمراقب في نزع ملصق لأحد المرشحين بسبب مخالفة ذلك لفترة الصمت الانتخابي. وسرعان ما احتدم التوتر قبل ان يسود الهدوء من جديد.

وفي الشوارع القريبة التي يعمل نصف سكانها في الزراعة والباقي كعمال تشاهد الدراجات النارية الجديدة وهي تمر بين الحمير التي تنقل الاهالي والاطفال في مشهد يعكس النمو المتفاوت. فيما يسير بعض الاطفال حفاة على الارض المغطاة بالفضلات والقاذورات.

رضا رشاد صاحب محل القماش الذي تتوسط جبينه زبيبة داكنة يريد وضع حد للفوارق التي سادت في عهد مبارك لكن عودة الأمن هي اهم ما يريده. ويوضح انه لم يعد يجرؤ على الخروج من منزله بعد هبوط الظلام بسبب السرقات والاعتداءات التي تزايدت منذ الثورة املا ان يغير الرئيس الجديد كل هذا. لكنه يقر بانه لم يلمس "اي تغيير حتى الان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف