تعايش في جو متوتر مع المهاجرين الأفارقة السريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تل أبيب: تتواجد مجموعات عديدة من المهاجرين الأفارقة غير القانونيين ليل نهار على عشب حديقة ليفينسكي قرب المحطة القديمة للنقل البري في جنوب تل ابيب، حيث تظاهر مئات الاسرائيليين بعنف الاربعاء احتجاجا على وجودهم.
واكد عبده عبد عبدالله وهو يرتدي قميصا ابيض وسروال جينز "هربت من الحرب والعنف في السودان، وعاطل عن العمل في الوقت الحاضر، وبدون امل مرميا في الشارع في خوف مستمر من مراقبة الشرطة". وقال هذا الشاب العازب البالغ من العمر 29 عامًا، والذي عبر بصورة غير شرعية قبل ثلاث سنوات الحدود بين سيناء المصرية واسرائيل التي يجذب ثراؤها المهاجرين السريين، "انني احلم باميركا".
وعلى غرار زملائه الذين يشاطرونه هذا الوضع، دفع الف دولار لمهرّبين من البدو لاصطحابه الى الحدود. وقد امضى فترة قصيرة في سجن كتسيعوت في صحراء النقب، حيث تم التعرف الى هويته ومعالجته، ثم اخلي سبيله، لكن بدون ترخيص عمل. واليوم يعيش اكثر من 60 الف مهاجر افريقي في اسرائيل، معظمهم يتحدرون من اريتريا والسودان وجنوب السودان. وحصل حوالى 1500 فقط على وضع لاجئ.
وفي حديقة ليفينسكي يبدو الزمن مجمدًا بدون حركة، الا من وتيرة الليل والنهار والحساء الشعبي وغد في غياهب المجهول. وقال سايمون ماير (30 عاما) وهو من جنوب السودان، متزوج واب لاربعة اطفال، "اني هنا منذ خمس سنوات، ودائما بين كرسيين، لان سفارتنا والامم المتحدة والسلطات الاسرائيلية تتقاذف المسؤوليات. وفي حال المرض لا معين لي".
اضاف "انني خائف، يضربوننا ويطاردوننا لان الحكومة ووسائل الاعلام تشوه صورتنا جماعيا"، ملمحا الى الجدل الحاد الذي اطلق مؤخرا بعد قضايا اغتصاب عدة لشابات اسرائيليات تورط فيها افارقة.
ومساء الاربعاء تعرّض افارقة للضرب وتخريب سياراتهم اثناء تظاهرة ضمّت مئات الاسرائيليين في حي ها تيكفا الفقير، وكان بعضهم يهتف "الزنوج اخرجوا" و"السودانيون الى السودان". وقالت ايتي، التي كانت تبتاع حاجياتها من سوق ها تيكفا "الاريتريون؟ يجب ان يطردوا الى بلادهم. انهم يخيفونني، في المساء اتمترس في منزلي، وأراهم يفرغون عبوات البيرة المكدسة في ابواب العربات".
واستطرد موشي الذي يبيع الفاكهة والخضر قائلاً "انهم يسرقون المسنين. فهم خطرون عنيفون يتوعدون، ويشتمون وقذرون. لم نعد في ديارنا. هؤلاء الناس لا يدفعون ضرائب، ويتسببون بارتفاع اسعار العقارات". وفي الواقع فان "بائعي النوم" ادركوا منذ فترة طويلة ما يمكن ان يجنوه من هذا الوضع. وروى تاجر اريتري فضل عدم كشف اسمه "ادفع الفي شيكل (400 يورو) لاستئجار غرفة حيث اقيم مع زوجتي وطفلي".
وفي حانوته الصغير يبيع السكاكر والسجائر والبيض والمشروبات. واكد هذا الفار من الجيش الاريتري المعترف به كلاجئ سياسي "ان كسبي ضئيل، لكن ذلك يسمح لي بتدبير اموري حتى يتغير الوضع ويسقط النظام الديكتاتوري في بلادي". وفي شارع نيفي شعنان القريب يعرض تجار افارقة اكثر عوزًا بضاعتهم الرثة ارضًا بين احذية مستعملة وكتب قديمة ودمى وغيرها.
وبين شرفتي مقهيين حيث يلعب بعض الزبائن بالنرد، يحاول شاب جلب الزبائن. وقال "يجب ان نعيش". وفي مكان اخر يشرح داستا ريوفن، وهو رجل يناهز الاربعين من العمر، طويل القامة بمزيج من اللغتين الامهرية والتيغرية لاريتري، مستشهدا بالتوراة ان "هذه البلاد هي ارض اللبن والعسل".
ويضيف "لا اضمر شيئا ضد السود شرط ان يعملوا". وهذا الضابط الاحتياطي في الجيش الاسرائيلي هو من الفلاشا، وصل الى اسرائيل في العام 1983 في اطار جسر جوي نظم لليهود الاثيوبيين.