أخبار

حالات تسميم أم هستيريا جماعية بين تلميذات أفغانيات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كابول: تحتل حالات تسميم مفترض لتلميذات من قبل متمردي طالبان، بانتظام العناوين الرئيسية للصحف، لكن الادلة تنقص لاثبات هذه الاقاوي التي يمكن تفسيرها ايضا بحالة هستيريا جماعية. ففي ولاية تخار شمال افغانستان ارسلت مدرسة للبنات الاسبوع الماضي 120 تلميذة الى المستشفى بسبب "هجوم" على المدرسة. فقد اصيب عدد كبير منهن باغماء واشتكت اخريات من آلام.

واتهم المسؤولون المحليون كما جرت العادة في مثل هذه الاوضاع، عناصر طالبان، الذين كانوا يرفضون حين كانوا في السلطة تعليم البنات. وقال المسؤولون ان عناصر طالبان سمموا الجو بـ "مسحوق سام".

وقبل هذا "الهجوم" حكي مرتين خلال هذا العام عن "هجومين آخرين" اولهما "هجوم بالغاز" والثاني ب"الماء المسمم" لتفسير إغماء تلاميذ سرعان ما يخرجون من المستشفى بعد الاحداث. وتم اخذ عينات. وقال سيد هدايات حافظ المتحدث باسم وزارة الداخلية انه "حتى الان لم يتم العثور على اي دليل او اي اثر لاي نوع من السم او الغاز".

كما اجرت قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) اختبارات من النوع ذاته وذلك بعد اصابة 200 تلميذ في مدرسة بولاية خوست (شرق) بحالات اعياء. وقال اللفتنانت كولونيل جيمي كومسنغ المتحدث باسم ايساف "ان التحاليل المخبرية لعينات عديدة من الهواء والماء والمواد كانت سلبية بالنسبة لاحتمال وجود اي مكونات عضوية مثل السموم او المواد الضارة الاخرى".

واضاف "نحن نواصل الفحوصات لكن يبدو من غير المرجح ان تكون اي مادة غريبة تسببت في الاعراض التي اشير اليها". وازاء غياب اسباب علمية رأى الكاتب والمتخصص في علم الاجتماع روبرت بارثولوموي ان التسممات المزعومة "تحمل مواصفات مرض جماعي سببه نفسي محض، يعرف ايضا تحت اسم الهستيريا الجماعية".

ويضيف بارثولوموي انه درس اكثر من 600 حالة هستيريا جماعية في مدارس تعود الى العام 1566 في اوروبا، مشيرا الى ان "الحالة الافغانية تدخل بالتأكيد في هذا الاطار". ويتابع بارثولوموي "ان العوارض في افغانستان تشمل كثرة التلميذات والغياب التام لمواد سامة والاعراض الطارئة والخفيفة ووجود رائحة غريبة وحالة قلق ناجمة عن ظرف حرب".

ويوضح ان حالات مماثلة تمت ملاحظتها في مناطق قتال في العقود الاخيرة: في الاراضي الفلسطينية في 1983 وجورجيا في 1989 وكوسوفو في 1990. وفي افغانستان يرى الخبير ان "حالة الخوف خصوصا من متمردي طالبان" يمكن ان تكون احد الاسباب.

ويؤكد بشير احمد سرواري مدير الاجهزة الحكومية للصحة العقلية انه بعد اكثر من 30 عاما من "الحرب والفقر والنزاعات الاسرية والهجرات" فان نصف سكان افغانستان يعانون "من حالات اضطراب وانهيار وشعور بالقلق".

وقالت وسائل اعلام محلية ان بضع عشرات من البنات من المدرسة ذاتها اصبن بحالات اغماء الاحد، في حين اكدت حركة طالبان في بيان ان "لا علاقة لها البتة" بحالات التسمم المفترضة. وقالت طالبان في بيان ارسل الى وكالة انباء افغانية "اذا ما تم العثور عليهم، فان من يمارسون مثل هذه الافعال سيعاقبون وفق الشريعة".

ولكن رغم النفي فان اصابع الاتهام تتجه الى عناصر طالبان ذلك انهم حين كانوا في السلطة (1996-2001) كانوا يرفضون ارتياد البنات المدارس او عمل النساء بل وحتى مجرد خروجهن من منازلهن لوحدهن. وكانوا يستهدفون قطاع التعليم. وكان المتمردون عنيفين بشكل خاص ازاء هذا الامر في 2008 حين احرقوا مدارس. وتم رش تلميذات بالأسيد الحارق في قندهار (جنوب) معقل طالبان، كما سجلت حالات تسميم طالبات بالغاز.

وفي منتصف ايار/مايو اعربت الامم المتحدة عن "قلقها البالغ" ازاء هجمات "تنم عن كراهية" استهدفت مؤخرا القطاع التربوي الافغاني. وكانت قنبلة انفجرت في ايار/مايو تحت سيارة مسؤول في قطاع التربية في باكتيكا (شرق). وتم احراق مدرسة للبنات في نانغرهار (شرق). وبحسب وزارة التربية فان عشرات المؤسسات تم اغلاقها في ولاية غزنة (جنوب) بعد تهديدات طالبان. ولكنها عادت وفتحت ابوابها بعد وساطة من زعماء قبائل محلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف