الرئيس المصري القادم سيكون قائدًا أعلى للجيش حتى لو كان مدنيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: قال اللواء محمد قشقوش، أستاذ الأمن القومي في أكاديمية ناصر العسكرية العليا بمصر، أمس إن المجلس العسكري الحاكم يقف على مسافة واحدة من المرشحين للرئاسة: الفريق أحمد شفيق المرشح المستقل، والدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين.
وشدد اللواء قشقوش، خلال حوار مع "الشرق الأوسط" وهو أيضا محلل استراتيجي عسكري، على أن نتائج انتخابات الرئاسة المقرر أن تجرى الإعادة فيها منتصف الشهر المقبل، أيا كان من سيفوز فيها، تعتبر خطوة جديدة تنتقل فيها مصر من الشمولية إلى الديمقراطية، مشيرا إلى أن أي دولة ديمقراطية لن ينفرد فيها الرئيس بالقرار، وإنما سيعمل ضمن مؤسسة.
وعن المخاوف من صعوبة تطبيق الديمقراطية كما يريدها غالبية المصريين، وقامت من أجلها ثورة 25 يناير 2011، قال اللواء قشقوش، الذي يرأس كذلك الوحدة الاستراتيجية العسكرية بمجلة "السياسة الدولية": "نحن في جميع الحالات يجب أن نبدأ الطريق، ولكن يجب أن نهضم الديمقراطية ونجترها، من خلال ائتلاف وأغلبية وأقلية، وليس بالمكابرة"، مضيفا أنه حتى الدول التي كانت اشتراكية أو شيوعية مثل الاتحاد السوفياتي وبولندا وغيرها، وشهدت ثورات من أجل الديمقراطية، لم تستقر فيها التجربة الديمقراطية إلا بالتدريج.
وعما يردده البعض من أن الفريق شفيق ربما يكون مدعوما من المجلس العسكري، قال إن هذا بعيد عن الصحة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة لديها حساسية في هذه الجزئية و"هي تريد أن تبتعد عن أي شيء". وأوضح أن السبب في اعتقاد البعض بتحبيذ الفريق شفيق، ربما يرجع إلى أن الرجل (شفيق) كان ذا خلفية العسكرية و"أنا أرى أن المجلس العسكري ليس لديه ما يمنع من أن يأتي من يأتي، ولا أعتقد أن هناك وقوفا خلف سين أو صاد".
وفي ما يتعلق بما إذا كان لدى المجلس العسكري مخاوف من صعود ما يسمى "تيار الإسلام السياسي" وتحويل مصر إلى دولة دينية، قال اللواء قشقوش، إن هذا الأمر لا يتعلق بالمجلس العسكري فقط، ولكن مصر كلها تنظر إلى هذه النقطة، مشيرا إلى أنه يوجد تخوف من تطبيق نموذج الدولة الدينية كما هو الحال في إيران.
وحول التصريحات التي تخرج بين حين وآخر من قيادات للحركة الإسلامية في مصر عن السعي لتطبيق دولة الخلافة أو غيرها من أدبيات بعض الوجوه المحسوبة على "الإخوان" والسلفيين والجماعة الإسلامية، قال اللواء قشقوش إن الكتلة الإسلامية في مصر لم تأخذ فرصة من قبل للعمل، حيث كانت "محظورة ومهمشة" لسنوات طويلة، وربما لهذا السبب حين يتحدث بعض رموز الحركة الإسلامية يتحدث بشكل فيه إقصاء.
وقال قشقوش إنه لو جاءت الرئاسة للكتلة الإسلامية، فلديها نماذج مثل تركيا وإيران، مشيرا إلى أن النموذج الإيراني "ليس ناجحا بشكل كبير". وأضاف أن الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية أمر مطلوب، لكن النموذج الإسلامي التركي "أخذ وقتا طويلا، ولم يظهر النجاح إلا في السنوات العشر الأخيرة.. أنا أرى أن هذا النموذج هو ما يمكن لمصر".
وعن وصول رئيس غير عسكري للحكم في مصر، وتأثيره على قرار الحرب والسلام، قال قشقوش إن الرئيس، بصفته، هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، سواء كان ذا خلفية عسكرية أو مدنية، وبصفته سيوقع القرارات الكبيرة التي سيتخذها، مثل قرار الحرب، فإن مثل هذه القرارات لا تتخذ بشكل فردي، ولكن بشكل مؤسسي، يشارك فيه العسكريون والقادة الكبار.