واشنطن تتحدث عن إمكانية تحرك ضد سوريا خارج مجلس الأمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: حذرت المندوبة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس الخميس من أنه قد يكون على أعضاء مجلس الأمن الدولي التحرك بشكل منفرد لانهاء العنف في سوريا إذا ما تفاقمت الأزمة وبقي المجلس منقسمًا.
والتصعيد الكلامي للسفيرة الاميركية يأتي بعد مجزرة الاسبوع الماضي وجهت فيها اصابع الاتهام للميليشيات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد وسددت ضربة كبيرة لخطة دولية للسلام هشة اساسا. وقالت رايس للصحافيين الاربعاء انه اذا لم تلتزم الحكومة السورية بخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان، فسيكون على مجلس الأمن الدولي "تحمل مسؤولياته" وزيادة الضغط على دمشق.
واضافت انه في غياب ذلك واذا ما استمر تفاقم العنف "لا يبق امام اعضاء هذا المجلس وأعضاء المجتمع الدولي سوى خيار النظر فيما اذا كانوا مستعدين للتحرك خارج خطة انان وسلطة هذا المجلس". وتبدو تصريحات رايس كمؤشر على ان واشنطن وحلفاءها قد ينظرون في احتمال التحرك بمفردهم اذا ما استمرت روسيا والصين في منع تحرك قوي ضد سوريا بسبب قمعها الوحشي للتظاهرات المستمر منذ 14 شهرا.
وقالت ان "القرار يبقى في البداية لدى الحكومة السورية، فيم اذا قامت بالوفاء بالتزاماتها. وفي تلك الحالة يكون على المعارضة واجب الرد بالمثل". وأضافت "اذا لم تفعل ذلك، يكون على المجلس التحرك بسرعة. واذا لم نفعل ذلك نكون قد سلمنا انفسنا لسيناريو ثالث لا نزال نأمل تجنبه". وقتل أكثر من مئة شخص في مجزرة في الحولة (وسط سوريا) بينهم 49 طفلا و34 سيدة، بحسب المراقبين الدوليين الذين زاروا الموقع.
فرنسا تؤكد استمرارها في دعم خطة انان في سوريا
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس ان فرنسا "تدعم خطة" الوسيط الدولي كوفي انان "من دون ان تغلق الباب امام اي خيار" توافق عليه الامم المتحدة، مستبعدة بذلك على ما يبدو تحركا خارج هذا الاطار كانت اثارته الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الذي سئل في ندوة صحافية تعليقا على تصريحات وزير الخارجية السابق آلان جوبيه، ان خطة انان "تؤمن فرصة اخيرة لوقف احتدام العنف والبدء بعملية انتقال سياسي".
وفي تصريح لاذاعة فرانس انفو، قال الوزير السابق "من الواضح اليوم ان مهمة انان قد منيت بالفشل". وكان جوبيه تحدث في 15 ايار/مايو حين كان لا يزال في منصبه عن "الفشل المحتمل" لمهمة الامين العام السابق للامم المتحدة.
وسئل فاليرو عن تصريحات ادلت بها ليل امس السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس حول تدخل عسكري محتمل خارج اطار الامم المتحدة اذا تعذر التوصل الى اتفاق في الامم المتحدة مع روسيا والصين، فلم يقدم اجابة مباشرة.
واكتفى فاليرو بالقول ان "فرنسا تدعم خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، من دون ان تمتنع عن اي خيار لانهاء الازمة في اطار مجلس الامن".
وقالت رايس ان "السيناريو الاسوأ يبدو الاكثر احتمالا في الوقت الراهن" في سوريا اي تصعيد العنف واندلاع "ازمة اقليمية كبرى" و"فشل خطة انان". واضافت في نيويورك "ولن يتوافر لاعضاء هذا المجلس (الامن) والمجموعة الدولية خيار آخر غير معرفة هل هم مستعدون للقيام بتحركات خارج اطار خطة انان وسلطة" الامم المتحدة.
الجامعة العربية تدعو الصين الى "الضغط على سوريا"
ودعا وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الجامعة العربية الصين الى "الضغط على الحكومة السورية" لحملها على تنفيذ خطة كوفي انان.
وقال الصباح ان "وقف العنف وقتل المدنيين في سوريا يظل مطلبا فوريا ونامل في هذا الصدد ان تساعد جميع الاطرف في المجتمع الدولي على انجاح مهمة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والامم المتحدة الى سوريا كوفي انان".
وادلى الوزير الكويتي بهذه التصريحات في افتتاح الدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بمدينة الحمامات التونسية. كما طالب رئيس الدورة ب"اطلاق سراح المعتقلين وسحب الآليات العسكرية من المدن وبدء المسار السياسي لحل الازمة السورية".
إلى ذلك، بحث كوفي انان الخميس مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاوضاع في سوريا في ختام زيارة للمملكة استغرقت يومين، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي.
وبحسب البيان بحث انان والملك عبد الله الثاني "التطورات الراهنة في المنطقة، خصوصا الوضع في سورية، والجهود المبذولة للوصول الى حل سياسي للأزمة". ووضع انان الملك عبد الله "في صورة الجهود التي يبذلها لحل الازمة السورية، استنادا الى خطته القائمة على ست نقاط، مستعرضا في هذا السياق نتائج زيارته الأخيرة الى دمشق، ولقاءاته مع المسؤولين السوريين".
من جانبه، اكد العاهل الاردني "دعم الاردن لجميع الجهود العربية والدولية وصولا الى وقف كامل للعنف واراقة الدماء في سوريا"، مشددا على "استعداد المملكة لتقديم كل دعم ممكن لانجاح مهمة عنان، وتحقيق الاهداف المرجوة منها".
واشار الى موقف المملكة "الداعم لايجاد حل سلمي للازمة، يحفظ وحدة الشعب السوري، ويعيد الأمن والاستقرار الى سوريا". وقال مسؤول اردني ان انان سيغادر الاردن في وقت لاحق الخميس متوجها الى لبنان.
والتقى انان الاربعاء رئيس وزراء الاردن فايز الطراونة ووزير خارجيته ناصر جودة واكد ان "القضية السورية معقدة"، فيما دعا الى "تضافر الجهود" الدولية لوقف القتل في سوريا.
دعوة الى صلاة الغائب على "شهداء الحولة" في مساجد سوريا الجمعة
إلى ذلك، دعا ناشطون مناهضون للنظام السوري الى التظاهر غدا في سوريا تحت شعار "اطفال الحولة مشاعل النصر"، بينما بث التلفزيون السوري الرسمي دعوة الى اقامة صلاة الغائب الجمعة على ارواح "شهداء مجزرة الحولة" التي قضى فيها 108 اشخاص بينهم حوالى خمسين طفلا بحسب الامم المتحدة.
وتتهم المعارضة قوات النظام بارتكاب المجزرة التي قالت الامم المتحدة ان ضحاياها قتلوا بالقصف وب"اطلاق الرصاص من مسافة قريبة"، بينما تقول السلطات انها من تنفيذ "مجموعات ارهابية مسلحة".
وجاء في الدعوة الى التظاهر غدا على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" على موقع "فايسبوك" الالكتروني "أطفال الحولة، لهم اهتزت عروش العالم، ومنهم أشعلنا بركان غضب من جديد". واضافت "لانهم يستحقون، ولهم وفاؤنا.. غدا بجمعة ثورية نخرج بانتفاضة سورية مزلزلة، نجدد العهد لهم ونقسم أن نسير على الطريق حتى لا تكون حولة أخرى".
وكان التلفزيون السوري الرسمي ذكر في شريط اخباري ان "صلاة الغائب على ارواح شهداء الحولة وكل شهداء الوطن" ستقام "في مساجد سورية جميعها يوم غد عقب صلاة الجمعة مباشرة". واثارت مجزرة الحولة سخطا عالميا واسعا دفع العديد من العواصم الغربية الى طرد سفراء دمشق المعتمدين لديها.
ودان مجلس الامن الدولي الاحد المجزرة و"الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين" الذي "ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية". واعلنت دمشق تشكيل لجنة "عسكرية عدلية" مهمتها التحقيق بمجريات مجزرة الحولة، وستقدم هذه اللجنة نتائج تحقيقاتها في مؤتمر صحافي يعقد مساء اليوم الخميس.
التعليقات
أمريكا تبرر بثلاث مراحل
Political analysts -الإدارة الأمريكية تبرر فشلها تجاه الأزمات الخارجية عادة على ثلاثة مراحل أمام وسائل الإعلام والخبراء والوسط الأكاديمي وتكون المرحلة الأولى في بداية الثورة السورية حيث تصف الأزمة بأنها زوبعة بعيدة لا تمس المصالح الأميركية، أما في المرحلة الثانية فتقوم بتغطية التراخي تجاه الإبادة الجماعية المنظمة التي قامت بها سلطة الأسد بأنها مسألة جماعات مسلحة ومجموعات متطرفة ، لاتستدعي التدخل الأمريكي ، أما في المرحلة الثالثة : عندما ترى الأزمة وصلت إلى حد يمكن أن يؤثر على مصالح الولايات المتحدة وحلفاءها ،عندئذ تقوم مصادر سرية «في البنتاغون» بإبلاغ المراسلين الصحافيين عن «الصعاب» و«المخاطر» المترتبة على تدخل الجيش الأمريكي ،لذا فإن الأزمة السورية حالياً هي في المرحلة الثالثة، ولذلك تملأ الصحف الأميركية تقارير بها تصريحات «مصادر عسكرية بارزة» مناهضة لأي تدخل عسكري لوقف مذابح بشار الأسد في سوريا، فقد نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن «مصادر بارزة» تأكيدها أن محاربة الجيش السوري «يمكن أن تكون صعبة» وتساءلت الصحيفة (إذا لم يكن باستطاعة «قوة خارقة» التعامل مع طاغية قليل النفوذ، من يمكنه ذلك إذن؟) وأجابت الصحيفة : إذا كان الأسد يمتلك طيراناً حربياً قوياً ، فكيف اخترقت قوات الطيران الإسرائيلي قوات الدفاع السورية على نطاق واسع ما لا يقل عن ثلاث مرات، لدى مهاجمة الطائرات الإسرائيلية البرنامج النووي السوري ودمرته في منطقة «الكبار» دون أي مقاومة تذكر من قبل القوات الجوية التابعة للأسد، ولماذا عندما فرضت الولايات المتحدة منطقة حظر الطيران لحماية الأكراد من غارات صدام حسين القاتلة، والطيران العراقي أفضل من الطيران السوري بمراحل يمتلك الطائرات الحربية فرنسية الصنع، ومع ذلك لم يكن باستطاعة القوات الحربية التابعة لصدام أن ترد الاعتداء، في حين أن الطيران السوري هو من روسيا وكوريا الشمالية، وأقل كفاءة بكثير من الطيران الفرنسي ،لذلك نرجح بأن المسألة ليست صعوبة التدخل العسكري،وخاصة أن أمريكا كان قرارها بأن صدام حسين يقود «رابع أكبر جيش على مستوى العالم»،في حين أن معظم الجيش السوري ليس متحمسا لقتل الشعب بالنيابة عن طاغية ينتمي إلى الأقلية حيث يعتمد الأسد على القوات الخاصة التي لا تتعدى 40.000 رجل، من أجل الاستمرار في المذبحة، والأمر المخزي إنسانياً للسياسة الأمريكية أن تقوم روسيا وإيران بشحن أسلحة للأسد،
أمريكا تبرر بثلاث مراحل
Political analysts -الإدارة الأمريكية تبرر فشلها تجاه الأزمات الخارجية عادة على ثلاثة مراحل أمام وسائل الإعلام والخبراء والوسط الأكاديمي وتكون المرحلة الأولى في بداية الثورة السورية حيث تصف الأزمة بأنها زوبعة بعيدة لا تمس المصالح الأميركية، أما في المرحلة الثانية فتقوم بتغطية التراخي تجاه الإبادة الجماعية المنظمة التي قامت بها سلطة الأسد بأنها مسألة جماعات مسلحة ومجموعات متطرفة ، لاتستدعي التدخل الأمريكي ، أما في المرحلة الثالثة : عندما ترى الأزمة وصلت إلى حد يمكن أن يؤثر على مصالح الولايات المتحدة وحلفاءها ،عندئذ تقوم مصادر سرية «في البنتاغون» بإبلاغ المراسلين الصحافيين عن «الصعاب» و«المخاطر» المترتبة على تدخل الجيش الأمريكي ،لذا فإن الأزمة السورية حالياً هي في المرحلة الثالثة، ولذلك تملأ الصحف الأميركية تقارير بها تصريحات «مصادر عسكرية بارزة» مناهضة لأي تدخل عسكري لوقف مذابح بشار الأسد في سوريا، فقد نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن «مصادر بارزة» تأكيدها أن محاربة الجيش السوري «يمكن أن تكون صعبة» وتساءلت الصحيفة (إذا لم يكن باستطاعة «قوة خارقة» التعامل مع طاغية قليل النفوذ، من يمكنه ذلك إذن؟) وأجابت الصحيفة : إذا كان الأسد يمتلك طيراناً حربياً قوياً ، فكيف اخترقت قوات الطيران الإسرائيلي قوات الدفاع السورية على نطاق واسع ما لا يقل عن ثلاث مرات، لدى مهاجمة الطائرات الإسرائيلية البرنامج النووي السوري ودمرته في منطقة «الكبار» دون أي مقاومة تذكر من قبل القوات الجوية التابعة للأسد، ولماذا عندما فرضت الولايات المتحدة منطقة حظر الطيران لحماية الأكراد من غارات صدام حسين القاتلة، والطيران العراقي أفضل من الطيران السوري بمراحل يمتلك الطائرات الحربية فرنسية الصنع، ومع ذلك لم يكن باستطاعة القوات الحربية التابعة لصدام أن ترد الاعتداء، في حين أن الطيران السوري هو من روسيا وكوريا الشمالية، وأقل كفاءة بكثير من الطيران الفرنسي ،لذلك نرجح بأن المسألة ليست صعوبة التدخل العسكري،وخاصة أن أمريكا كان قرارها بأن صدام حسين يقود «رابع أكبر جيش على مستوى العالم»،في حين أن معظم الجيش السوري ليس متحمسا لقتل الشعب بالنيابة عن طاغية ينتمي إلى الأقلية حيث يعتمد الأسد على القوات الخاصة التي لا تتعدى 40.000 رجل، من أجل الاستمرار في المذبحة، والأمر المخزي إنسانياً للسياسة الأمريكية أن تقوم روسيا وإيران بشحن أسلحة للأسد،