الرادار الأميركي في النقب يؤثر على الصدام الإسرائيلي الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: على قمة تل في جنوب غرب الصحراء النائية في اسرائيل، يقع رادار تابع للولايات المتحدة الأميركية قد يقلب المعادلة في أي حرب محتملة بين إسرائيل وإيران.
الرادار المثبت على قمة جبل كيرين يعمل في ظل حراسة مشددة، تتألف من 100 جندي أميركي، معظمهم من الحراس وعدد قليل من قوات الدعم. ويعرف هذا الرادار بتقنيته العالية وحساسيته التي تستطيع رصد كرة يد صغيرة تطير في الهواء على بعد 2900 ميل (مع الإشارة إلى أن طهران تبعد نحو 1000 ميل عن اسرائيل الى الشمال الشرقي).
في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ "تايم" ان هذا الرادار يستطيع أن يغير المعادلة في أي مواجهة عسكرية محتملة بين إسرائيل وإيران، فالرادار - الموجه حالياً نحو طهران - يمكنه رصد أي صاروخ شهاب 3 تطلقه الجمهورية الإيرانية تجاه اسرائيل بعد 3 ثوان فقط من بدء رحلته، أي قبل 6 أو 7 دقائق من أن يكشفه الرادار الخاص بإسرائيل المعروف باسم "الصنوبر الأخضر".
هذا الوقت الاضافي يعني الكثير لإسرائيل، فالدقائق الست الإضافية تعطي المزيد من الوقت للمسؤولين، أكثر بـ60% من الوقت المحدد، لإطلاق صفارات الإنذار التي ترسل المدنيين إلى الملاجىء، كما أنه يزيد كثيراً من فرص إطلاق صواريخ اعتراضية لاسقاط الصواريخ القادمة قبل أن تصل إلى إسرائيل، وبالتالي تحطيمها أو التسبب بوقوع رؤوسها الحربية فوق الصحراء الأردنية بدلاً من المناطق الساحلية الاسرائيلة المكتظة بالسكان.
كل هذا سيكون ممكناً في حال قررت إيران شن هجمة عسكرية على إسرائيل، إلا في حال قرر المسؤولون الأميركيون عدم تبادل المعلومات مع إسرائيل لأن الولايات المتحدة هي الوحيدة المخولة مراقبة الرادار.
وإذا كان من الصعب تخيل أن يختار قائد العام للقوات المسلحة الأميركية حجب الإنذار المبكر عن إسرائيل الذي يمكن أن ينقذ أرواح المدنيين في الدولة التي يعتبرها حليفها الوثيق، فإن الجانبين سيصعب عليهما الإعتراف بأن الصواريخ الإيرانية قد أطلقت رداً على غارة جوية إسرائيلية، وفي هذا السيناريو ستكون المسؤولية ملقاة على عاتق الحكومة الاسرائيلية وحدها.
والموقع الذي يضم الرادار الأميركي لا يحمل علامات مميزة، ويقع في الصحراء على بعد نحو خمسة أميال من الحدود المصرية. وتعتبر هذه المنطقة بمثابة الموقع الرئيسي لعمليات التدريب العسكرية الإسرائيلية، حيث تسير فرق المشاة على أرض ملتوية تحيط برؤوس التلال ويحيط بها سور طويل وبوابة معدنية. أما الحراس الذين يتولون حماية الموقع، فهم أفراد من وزارة الدفاع الاسرائيلية المسؤولة عن الأمن في المواقع إسرائيل الأكثر حساسية، بما في ذلك منشأة "ديمونا" النووية.
وأشارت صحيفة الـ "تايم" إلى أن الرادار تابع للقيادة الأميركية، حيث تتدفق البيانات الأولى لقراءات الفنيين، ثم الى كاليفورنيا، حيث تسجلها وكالة الدفاع الصاروخي الأميركي لتغذي الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار التي تنتقل عن طريق البحر. وبدورهم، ينقل القادة الأميركيون المعلومات إلى نظرائهم الإسرائيليين.
ويتعاون الجيش الأميركي والاسرائيلي في منظومة الدفاع الصاروخي بشكل مريح إلى حد تشغيل مركز قيادة مشتركة، يقع في قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقرب من تل ابيب، وبالتالي فإن الصاروخ الذي سيطلق لإسقاط هذا الهجوم هو في حد ذاته جهد مشترك بين وزارة الدفاع الأميركية ومقر قيادة الدفاع الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه، وعلى الرغم من أن هذا الرادار يعتبر عاملاً مساعداً بالنسبة لإسرائيل في حال مواجهتها مع إيران، إلا أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يطلقون عليه إسم "الأصفاد الذهبية"، في إشارة إلى أنه يجعلهم رهناً للولايات المتحدة.