اسطنبول... واجهة تركيا لاستضافة لقاءات دولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اسطنبول: لا يكاد يمر اسبوع بدون ان تشهد تركيا وواجهتها الجميلة اسطنبول مؤتمرا دوليا كبيرا في ما يعكس سعي القادة الاتراك الحثيث ليكون لهم دور مؤثر على الساحة الدولية.
وقد جاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يومي الخميس والجمعة الى مدينة اسطنبول التي تعد 15 مليون نسمة والواقعة على ضفاف البوسفور، للمشاركة في مؤتمر شركاء تحالف الحضارات، منتدى انشأته تركيا واسبانيا، ثم المؤتمر الدولي حول الصومال.
وفي نيسان/ابريل استضافت مدينة القسطنطينية سابقا لقاءين دوليين هامين، مؤتمر "اصدقاء سوريا" ثم المفاوضات الحساسة حول البرنامج النووي الايراني.
والاسبوع المقبل ينتظر مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في المؤتمر الاقتصادي العالمي في اسطنبول نفسها التي ستستضيف في 7 و8 حزيران/يونيو "المنتدى العام لمكافحة الارهاب" الذي عقدت النسخة الاولى منه في نيويورك العام الماضي.
وستشارك وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ايضا في اللقاء.
واعتبر المحلل مارك بيريني الذي ترأس سابقا وفد الاتحاد الاوروبي الى انقرة "ان تركيا تتولى في اطار رائع دور المسهل المفيد جدا، وذلك باعتراف الجميع".
وتكثر الاسباب الجيوسياسية المترافقة مع طموحات النظام الاسلامي المحافظ بزعامة اردوغان لشرح الطابع الذي لا يمكن الالتفاف عليه لتركيا ودورها الدبلوماسي "المحوري".
وكيف يمكن ان تتغاضى تركيا المجاورة لسوريا على طول 900 كلم، عن الاهتمام بمستقبل هذا البلد حيث سيكون لاي حرب اهلية انعكاسات مباشرة في الجانب التركي مع وجود مجموعة كردية على اراضي البلدين؟.
وكيف تهمل الجار الايراني الذي قد تتسبب اي ضربات اسرائيلية على منشآته النووية بحركة نزوح كثيفة للاجئين الايرانيين؟.
او حتى العراق وهو بلد مجاور اخر يؤوي في شماله حركة التمرد الكردية في تركيا؟.
فقبل اقل من سنتين كان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لا يزال يتباهى بمزايا دبلوماسيته "صفر مشاكل" مع دول الجوار لتركيا.
وكان التعاون السياسي والاقتصادي في احسن حالاته مع العديد من الدول العربية بدءا من سوريا بشار الاسد وصولا الى ليبيا في ظل نظام معمر القذافي. لكن ذلك التعاون توقف فجأة.
وقال مارك بيريني "على غرار كثيرين لم تر انقرة قدوم الربيع العربي، واصبح جيران تركيا في وضع فوضوي".
واوضح المحلل سينان اولغن (اسطنبول) ان داود اوغلو تابع مع ذلك "دبلوماسية متعددة الاطراف".
واضاف "فهو يلعب على واقع ان تركيا بلد مسلم وعضو في الحلف الاطلسي في آن، وتشكل موقعا مركزيا مع حدود في اوروبا وفي آسيا، وهو يريد ان يجعل تركيا طرفا له وزنه الكبير".
وحتى الصومال لم يغفلها داود اوغلو بل جعل من هذا البلد الواقع في القرن الافريقي والذي يشهد حربا اهلية، شعار دبلوماسيته.
وكان اردوغان من القلة النادرة للقادة الذين زاروا مقديشو في اب/اغسطس.
وقال رئيس احد الوفود الاوروبية الى المؤتمر حول الصومال بحماس الجمعة "ان تركيا تقوم بدور مؤثر فعلا، انه امر واضح جدا".
واضاف "هذا العمل الميداني الذي قرر الاتراك القيام به بالرغم من المخاطر الجمة من اجل الشعب الصومالي يشكل نموذجا (...) فالاتراك لهم تأثير قوي".
وقال داود اوغلو في اليوم نفسه لصحيفة "حرييت دايلي نيوز" متوجها الى الغربيين، "ان نيتنا هي لفت انتباه الراي العام العالمي الى هذه المأساة. ان تركيا اخذت المبادرة لابلاغ شركائها الدوليين في جميع المنتديات الممكنة عن حاجات الصومال وضرورة تلبيتها".
وبعد انتهاج السياسة "صفر مشاكل" اطلقت تركيا "سياسة جديدة تقوم على ان تصبح فاعلا ضروريا في جميع الملفات" كما قال برتران بادي الاستاذ في العلاقات الدولية (باريس).
واضاف "هذا من خاصية الدبلوماسيات الناشئة التي تضع قدما في الجنوب، واخرى في الشمال".