أخبار

النازحون السوريون في لبنان يخافون تكرار مأساة اللاجئين الفلسطينيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وادي خالد: يتخوف اللاجئون السوريون في منطقة وادي خالد الفقيرة شمال لبنان بمحاذاة الحدود السورية، من ان تتكرر معهم مأساة اللاجئين الفلسطينيين فتصبح قراهم الواقعة على مرمى حجر في محافظة حمص بعيدة عصية على الرجوع، خاصة بعدما لمسوا تراجع الاهتمام بهم الى حد عدم تامين اوليات الحياة.

ويقول فرحات مصطفى الكردي مطلقا تنهيدة تعب "اعتدنا ان نسمع عن منفى الفلسطينيين. نحن الآن مثلهم تماما".

ويعبر الكردي عن تخوفه من ان يتحول اللاجئون السوريون في لبنان الى ضحايا منسيين للأزمة الدائرة في بلاده.

ويقيم في وادي خالد عدد كبير من اللاجئين السوريين على غرار فرحات وامثاله ممن هربوا من محافظة حمص بعدما تحولت الى واحدة من اسخن المناطق في سوريا.

ويقول معظم هؤلاء النازحين انهم تعرضوا الى "التضييق" من قبل لبنانيين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، ويتحدثون عن عمليات خطف تطال معارضين سوريين في لبنان، حتى من قلب مدينة طرابلس ثاني كبرى المدن اللبنانية، والتي تقطنها غالبية سنية مؤيدة للاحتجاجات في سوريا.

وفي باحة إحدى المدارس التي أعادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة تأهيلها في قرية الراما، على بعد كيلومترين من الحدود السورية، يلهو الاطفال غير عابئين بالمحنة التي يعانيها أهلهم.

ويقول فرحات (39 عاما) ذو اللحية الكثة، والذي فر من بلدة تلكلخ هربا من اعمال العنف في بلده "امشي في باحة المدرسة كاني في سجن. بل انها اسوا من سجن".

ففي حين تستمر المدرسة بتامين الماوى لهؤلاء اللاجئين، فانهم يشكون من انخفاض المساعدات المخصصة لهم، والتي لم تكن اصلا كافية.

ويقول احمد (27 عاما) "في الماضي اعتدنا تلقي المساعدات من منظمات غير حكومية كل شهر. لكن منذ شهرين لم نتلق شيئا تقريبا. تحول وادي خالد الى مكان منسي".

ويضيف "صرنا مثل الحيوانات، نأكل لكي نعيش لا اكثر. الموت افضل من العيش بهذه الطريقة".

ويوضح احمد، الذي يعمل كتقني كهربائي، ان جل ما يستطيعه هو "كسب ما بين خمسة الى ستة آلاف ليرة لبنانية (نحو اربعة دولارات اميركية) احيانا لقاء بعض الاعمال".

ويشير الى ان الاغذية الاساسية التي يحتاجها اللاجئون شبه مفقودة، قائلا باستهزاء "دجاج؟ لحوم؟ انتم تحلمون بالتاكيد!".

وتقول منال البالغة نحو 33 عاما وهي ام لثلاثة اطفال "كنا نتلقى الكثير من المساعدات في السابق. اليوم ناكل وجبة واحدة في اليوم. احيانا افكر بان العيش في تلكلخ تحت وابل القذائف افضل من الوضع الحالي هنا".

في نيسان/ابريل الماضي، عبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن قلقها من ان ينعكس نقص التمويل على اوضاع نحو 61 الف لاجئ سوري في المنطقة بينهم اكثر من 22 الفا في لبنان، يتركزون بشكل خاص في منطقة وادي خالد الفقيرة.

وتقول الناطقة باسم المفوضية في لبنان دانا سليمان "نستمر في مساعدة اللاجئين (السوريين) لكن من الصدق القول ان الاحداث الامنية (التي شهدتها منطقة الشمال) خلال الاسابيع الاخيرة قد ابطات من هذه العملية".

وتشهد مدينة طرابلس توترات مستمرة أججتها الاحداث في سوريا، وتتطور هذه التوترات احيانا الى اشتباكات مسلحة او تبادل لاطلاق النار كالذي دار اليوم بين منطقة التبانة المعارضة تاريخيا للنظام السوري ومنطقة جبل محسن المؤيدة له واسفرت عن مقتل ستة اشخاص وجرح عشرين آخرين.

وفي ايار/مايو الماضي، دارت مواجهات عنيفة بين سكان مدينة طرابلس الموالين والمعارضين للنظام السوري، خاصة بعد مقتل شيخ سني على حاجز للجيش اللبناني، ما اثار الخوف من انتشار الفلتان الامني في باقي المناطق اللبنانية.

وبعيدا عن نقص التمويل، فان الحدود غير المضبوطة بشكل كامل بين لبنان وسوريا صارت مصدرا ملموسا للخطر، مع تكرار حوادث اطلاق النار من الجانب السوري من الحدود من قبل القوات النظامية السورية بالاضافة الى سلسلة من عمليات الخطف طالت معارضين سوريين، ولبنانيين.

وتتهم المعارضة السورية النظام في دمشق بزيادة الهجمات على المدنيين اللبنانيين واللاجئين السوريين بالقرب من الحدود، بالاضافة الى "خطف جرحى من المستشفيات" واستخدام موالين للنظام من اجل اقامة نقاط تفتيش" داخل لبنان.

في المقابل يتهم مؤيدو النظام السوري في لبنان، المعارضة في بيروت بتحويل لبنان، الذي خضع للوصاية العسكرية والسياسية السورية طوال عقود ثلاثة انتهت في نيسان/أبريل 2005، الى "منصة" للمعارضين السوريين.

ويقول الناشط السوري صهيب لفرانس برس ان "هناك مؤيدين للنظام (السوري) ياتون للتحقيق معنا ومن ثم يخبروننا بان علينا الرحيل".

ويضيف "كنا في طرابلس بداية، وقد قاموا بمضايقتنا هناك كذلك، فرحلنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف